facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وقفات .. بقلم : محمد الحياري ابوالقاسم


10-01-2016 12:54 AM

خلاف سياسي في الاصل على من يتولى الخلافة بعد النبي محمد عليه الصلاة والسلام، لحقه  سفك دماء وحروب داخلية طالت بيوت المسلمين على امتداد رقعتهم الجغرافية ثم خمدت في مرحلة انشغال العباسيين بالتطور والعلم وقليل من اللهو لتسير في محور اخر يتناول العقيدة المخزنة في الصدور وبصمت. بعد الثورة "الاسلامية" في ايران وقدوم الامام الخميني من باريس بدأت تظهر للعلن العقيدة المستحدثة بحوارات مذهبية تتوسع اقليميا على حساب سيادة الدول الاخرى.

الان ينحصر الصراع بين الرياض وطهران نيابة عن السنة والشيعة ،وكل منهما له معسكره الخلفي وادوات مواجهة الاخر. السعودية تنتهج "الهروب نحو الامام" وفي هذا سياسة جديدة لم يعتدها العالم من ملوك ال سعود منذ تأسيس الدولة، ويبدو ان التقارب الامريكي الايراني كشف للسعوديين ان لا سبيل لهم الا بالمواجهة المباشرة معتمدين على ما لديهم من اسباب قوة وهي بحسب مراقبين خمسة :

اولها الجبهة الداخلية القوية والتي تمثلها اجيال ولدت في ظل حكم ال سعود اي ان لفظ "الحجاز" اصبح من التاريخ وان تعمد ايران حصر الخلاف مع ال سعود لم يعد مجديا لأنه بمفهوم السعوديين الان هو خلاف مع الارض والشعب والقيادة  بشكل متلازم ومتعلق بعقيدة ومقدسات لورثة الصحابة واهل السقاية والرفادة وعرب عاربة ومستعربة.

ثانيها، ان الورقة السعودية في سوريا باتت اقوى بعد ان احتضنت الرياض مؤتمر مجموعات المعارضة والمقاومة سيما وانها تقود تحالفا اسلاميا  لمحاربة الارهاب اخر المنضمين اليه الباكستان الجارة الخلفية لايران، واخر عربيا لاعادة الشرعية الى السلطة في اليمن بقيادة هادي ،اضافة الى المشروع المستمر لدعم الجيش اللبناني تسليحا وعبر بوابة فرنسا.

ثالثها دور السعودية في سوق النفط العالمي صعودا وهبوطا ومع ان تأثير انخفاض الاسعار قد يطالها لكنه يهبط بالاقتصاد الايراني الى مستويات متدنية تجبره على خفض الدعم لبؤر المواجهة مع السعودية في العراق وسوريا ولبنان واليمن ناهيك عن اثرها الداخلي على المجتمع الايراني وتقوية شوكة الاصلاحيين بمواجهة المحافظين من ناحية التأمينات الاجتماعية.

رابعها ينطوي على سلاح استراتيجي لطالما كان بامكان السعودية استخدامة وهو احتواءها قبلة المسلمين على اختلاف مذاهبهم وامتدادهم على وجه المعمورة ،خصوصا تمركز الفكر السني بشكل قوي في اسيا الوسطى وهي دول الجوار الايراني ودول الشرق الاسيوي القوية اقتصاديا سيما وانها ترى في السعودية خلفا لارث الرسالة المحمدية ورسالة القران التي اختص الله العرب بها. وما نسك الحج الا مؤتمر دولي للمسلمين كل عام ،وخطبة الجمعة في مساجد الارض كتجمع اسبوعي ان استطاعت السعودية استغلاله باسم الاسلام المعتدل كما ينبغي سيجعل منها لاعبا دوليا يمكنها من الضغط على مراكز القوى العالمية لنزع تكنولوجيا نووية حديثة تمكنها من المواجهة.

خامس اسباب القوة هو الموقع الاستراتيجي وامتداد المساحة المباشرة من الخليج العربي شرقا الى البحر الاحمر غربا وبشكل تحالفي انها تقف على الممرات البحرية : هرمز وقناة السويس وباب المندب بالسيطرة العسكرية وهو هدف استباقي لاستراتيجية حرب اليمن الاخيرة.

تشترك الدولتان من ناحية نظام الحكم الشمولي وان كان يظهر اقل وطأة في ايران لوجود انتخابات لكن سيطرة الملالي والمرجعية الدينية على السياسة يجعلها شمولية بامتياز. ايران لديها من اسباب القوة الكثير لكنها غير مستعدة للمواجهة المباشرة الان ،وكان اعتمادها على الضغط الاقليمي باثارة القلاقل ناجحا لكنه ما دفع بالسعودية "للهروب نحو الامام" .

الامريكان اداروا ظهرهم لحليفهم السعودي باتفاق ايران النووي واجبروا السعودية على اعادة فرض نفسها كلاعب اقليمي بمفردها والتي لم تجد بدا من التمرد على الكفاف عن مواجهة ايران باعدام النمر ولتستغل خرق ايران لاتفاقية فيينا في حماية البعثات الدبلوماسية من جديد حيث تم الاعتداء سابقا على السفارة السعودية لدى طهران في ثمانينيات القرن الماضي ووفاة الدبلوماسي مساعد الغامدي وقتها.

فهل استفادت السعودية من احجام امريكا عن المواجهة المباشرة مع روسيا لتتشجع على مواجهة ايران وتتعمد استفزازها وهو الدور ذاته الذي كانت تلعبه ايران طوال الثلاثة عقود الماضية وتخرج ما في جعبتها من ادوات اللعب السياسي متجاهلة ما يصفه مراقبون انه "لعب بالنار".

ساحات القتال قد تكون متعددة ومتنوعة وكلا الفريقين سيحاول استجرار الطرف الاخر لساحته القوية غير ابهين كليهما بزيادة قياسات التوتر في المنطقة وما سيحل بالشعوب من قتل وفقر وزيادة اعتماد دول المنطقة على الدولار ليبقى سيدا. قادم الايام سيبرهن للجميع ان المستفيد سيكون في جهة معاكسة لجبهة اهل السنة والجماعة المرتقبة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :