facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جيهان


عبد الهادي راجي المجالي
12-01-2016 02:55 AM

وأنا اقلب (الرأي) هذا الصباح , لحظة كتابتي المقال , وقعت عيوني على خبرللزميلة رويدا السعايده ,عن تبرع صبية في الـ (19) من عمرها بكليتها لأبيها ,اسمها جيهان أبو عرقوب ...علما بأن عمليات التبرع تخضع للتدقيق من وزارة الصحة ولأسئلة مطولة ويتم عرض المتبرع على الطب النفسي ..وحين تصل الوزارة لقناعة كاملة , برغبة المتبرع الأكيدة ..تعطي الموافقة لإجراء العملية.

لقد مررت بتجربة مريرة تشبه تجربة (جيهان) , فقد تبرع ابن شقيقي وهو في الـ (23) من العمر لوالده بكلية أيضا ...وأدرك حجم التعب الذي تمر به العائلة , مع أن هناك اختلافا يكمن في أن جيهان ما زالت صبية في عمر الورد لا بل أصغر من الورد.

التضحية هذا هو معناها الحقيقي , فلو قدر لي أن اشاهد العملية الجراحية لأخبرت الجراح أن يترفق قليلا بجسد جيهان, ولطلبت أن يحضر نزار قباني كي ينشد لشعرجيهان الأسود الجميل بعضا من أجمل قصائد الغرام ....ولقدمت إستدعاء مذيلا باسمي وتوقيعي للمشرط , كي يكون حنونا ..ذاك أن الجميلات يشبهن الوطن في تفاصيلهن ونحن نسكن عيونهن ونعمد رجالا فقط في تلك العيون.

أريد أن اقول لجيهان وبالكركية الفصحى (عفيه أبوي) ..هكذا يحيي الرجال البنات في الكرك , واريد أن أقول لها ..في عمر الـ (19) تهتم البنات بالموبايل وبمتابعة برنامج (ذا فويس) ... وبمشاهدة ( أرب ايدول) وأحيانا بالموضة , أما أنت فقد تمردت على ثقافة هذا الجيل .. وقررت أن تكوني فدائية في الموقف والتضحية قررت أن تكوني , من زمن غير زمننا المليء باللامبالاة ..والزيف , قررت أن تنخرطي ..عن سبق إصرار وترصد بزمن البطولة , زمن غادة السمان ودلال المغربي ... وفدوى طوقان , ذاك أن الذي يخرج قطعة من جسده ويمنحها للأب الذي يملك ذات المشاعر ..حين يدخل معركة ولا يسأل فيها عن الحياة بقدر ما يهمه الوطن .

وأنا يا بنت لا أملك القرار بمنحك وساما ,ما أملكه هذا المقال وتلك المساحة المركونة في الصحيفة لحروفي .. فاعتبري ما أكتبه بحقك وساما .. من كلمات , واعتبري أن الخبر المنشور عنك في الرأي هو من أجمل الحكايات التي قرأتها عن وطني , وبلادنا تفتخر بالبنات اللواتي يملكن شجاعتك .. وأنت رصيدها الحقيقي.

... لو أن نزار قباني لم يمت وظل في زمننا هذا وشاهد صورة جيهان وشعرها الأسود وهي مستلقية على السرير بعد العملية , وشاهد حجم الطفولة والبراءة في وجهها ... لكتب فيها ديوان شعر كامل ... ولصاغ من ضفائرها مدارس في الحب ....
وطننا ما زال بخير ... وجيهان بخير .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :