facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تنبؤات "الليبرالية الأصولية"


سامي الزبيدي
29-06-2008 03:00 AM

تقول بعض الدراسات المستقبلية التي تنتمي إلى تيار "الأصولية الليبرالية" أن الشكل الحالي للدول سيزول تماما في العام 2025 في اقل تقدير وفي عام 2030 في أبعده بحيث يستطيع "المواطن العالمي أن يختار شركة تأمين ما لتدير علاقاته مع المجتمع الذي سيكون بالضرورة "مجتمعا دوليا" بلا حدود.هؤلاء أكدوا أن لا حاجة لإدارات عامة ووزارات ومؤسسات رسمية مرتبطة بالدولة بحيث ستغيب الدولة نفسها لأنها ستكون في نهاية المطاف "عاطلة عن العمل" و بلا وظيفة اجتماعية.

الجيوش ستصبح شركات أمنية مثل بلاك ووتر وشقيقاتها اللواتي يحاربن في أفغانستان والعراق وقد يعاد الاستعمار القديم على يدي هذه الشركات، الأمن أيضا سيصبح أمنا مخصخصا يستطيع سكان الحي أن يتعاقدوا مع شركة ما لتدافع عنهم جماعيا وبالتالي فان الأقساط التي تدفع لتلك الشركات سواء الأمنية أو الخدمية أو التعليمية أو الصحية ستكون بديلا عن الضرائب العامة.

هؤلاء الذين تبنوا هذه الفكرة غير المألوفة كانوا هم أنفسهم الذين قالوا قبل 30 عاما بالضبط أن القرن الحادي والعشرين سوف لن يكون فيه بلدا شيوعيا واحدا وهو ما حصل فعلا ولكن الصين كسرت قاعدتهم الذهبية، بيد أنهم لم يذكروا لنا ما هي طبيعة شركات التأمين التي ستدير حياة المواطن العالمي وابن سيذهب الشعور بالهويات الفرعية أكانت دينية أو عرقية أو ثقافية؟

اهتمامات الشركات ربما تدخل إلى اختيار الزوج أو الزوجة المناسبة وتربية النشء وتنظيم الأنساب و وحفظ الأجنة واستعادتها وتتكفل أيضا بالصحة والتعليم والترفيه والرعاية الصحية وحفظ الأمن الشخصي أو الجماعي وبالتالي يمكن أن يصبح النظام الانتخابي جزءا من الماضي إذ لن تكون هناك حاجة لاختيار رئيس بلدية أو عمدة مدينة بل ستتكفل الشركات بالتوافق على اختيار "هيئة تنظيمية" تطوعية تدير العلاقات بين البشر.

هذه هي نظرية "الأصولية الليبرالية" التي تؤمن إيمانا لا يتزعزع باليات السوق ويد سميث الخفية وترفض رفضا قاطعا أي شكل من أشكال تدخل الإدارة العامة في القطاعات المختلفة حتى لو رأت بأم عينها أن ثمة من سيموت إذا لم يتدخل احدهم.. هذه هي النظرية التي تؤمن بها مدرسة الليبرالية الأصولية وهذه هي تنبؤاتها المستقبلية لشكل العلاقات بين البشر!!

أتذكرون المانفيست الذي أطلقه بيل غيتس الأردن وزير الاتصالات الأسبق فواز الزعبي بطل صفقة المشغل الثالث للخليوي، أتذكرون حين قال انه يريد إدارة الدولة كما تدار الشركات؟

أتعلمون أن مجمل مبادراتنا الوطنية مثل "الأردن أولا" و"كلنا الأردن" "والأجندة الوطنية" أديرت عبر التعاقد مع شركات ترويجا وتوضيبا؟

أتعلمون أن وأد مهرجان جرش وإنتاج المهرجان البديل جاء بترتيب شركات؟
لسوء الحظ أو لحسنه، نحن من أوائل دول العالم على خارطة العولمة ولكن كل ما نطلبه أن لا نكون حقل تجارب لهذه المدرسة المرعبة.
samizobaidi@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :