facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مستدمرة إسرائيل والربيع العربي .. وجهة نظر


اسعد العزوني
25-01-2016 01:04 PM

السؤال الملح الذي يضرب أذهاننا ويخبط في رؤوسنا بإستمرار، هو: لماذا لم ينجح الربيع العربي في إحداث التغيير الإيجابي الذي نطمح إليه؟ وكيف تم تحويله إلى شتاء قارس ولا أقول خريفا مغبرا؟ ومن الذي اختطفه وغير المسار؟

أعترف أننا كعرب نعيش في فوضى حياتية، فلا حقوق إنسان مضمونة، ولا مواطنة متحققة، ولا تنمية نراها مستدامة، ولا قوانين ناظمة للحياة ننعم بها، ولا حرية تظللنا، بل هي شريعة الغاب، والغلبة للقوي، والقوة هنا ليست قوة العضلات، بل شدة النفوذ، فمن كان متنفذا أو له صلة بمتنفذ كسب كل شيء، وما عداه فكلنا خاسرون، وهذا ما جعل كل المجتمعات العربية تتسم بوصف مجتمع الكراهية، رغم كثرة السحيجة الذين آثروا السير في منهج يحقق لهم مصالحهم ويحميهم من التغول، وهذه فلسفة مختلف عليها.

منذ العام 1917 بدأوا عملية زرع سرطان مخيف في فلسطين، أطلقوا عليه اسم مستدمرة إسرائيل، وبدأوا منذ ذلك الحين يمهدون لها سياسيا ودبلوماسيا، وسقط بعض صناع القرار العرب آنذاك في هذا الفخ ورحبوا بالفكرة، ويقيني أن العرق دساس، ووصلت الأمور إلى ذروتها في العام 1948، بعد أن أكمل ما سمي جيش الإنقاذ العربي مهمة قوات "الاحتلال" البريطانية، وخرجت مستدمرة إسرائيل إلى الوجود، ثم بدأنا نرى الإنقلابات العسكرية العربية تتوالى وكل "زعيم" إنقلاب كان يتلو علينا بلاغه الأول، ويقسم أنهم جاؤوا لتحرير فلسطين، رغم أنهم لم يحافظوا حتى على ترابهم الوطني، ومع ذلك رأينا دولا عربية إستقرت الأمور فيها على طرف بعينه، وتوقفت الحركة الإنقلابية،ودخلنا مرحلة "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة "، ولا ندري حتى يومنا هذا عن أي معركة كانوا يتحدثون، وهم الذين كانوا يسلمون إسرائيل جزءا من أراضيهم التي كانوا يحكمونها عند كل مواجهة ممسرمة متفق عليها.

تكالبت الأمور على الشعوب العربية، وتضخمت المعاناة، وإتسعت مساحة تراكمية القهر بكل أشكاله، القهر السياسي والقهر الاقتصادي والقهر الاجتماعي، والأخطر من كل ذلك قهر الكرامة، لوجود الذل الناجم عن الهزائم المتكررة أمام إسرائيل، والحرمان حتى من أبسط حقوق الإنسان في الحياة، ما خلق شعورا كبيرا وخطيرا بالعجز وعدم القدرة على المواجهة، بسبب القوة التي يتمتع بها الجهاز الأمني الذي بات يحاسب حتى على النوايا، في حين وكما أسلفنا رأينا الجيوش العربية رغم ما كانت تتمتع به من قدرة وتسليح، لم تحقق ولو نصرا واحدا على إسرائيل، حتى أن النصر المؤزر الذي حققه الجيش المصري في حرب رمضان المجيدة عام 1973 تحول إلى هزيمة، أدخلتنا في أتون المذلة والمهانة وفتحت الباب مشرعا أمام مستدمرة إسرائيل، للولوج إلى جميعنا بقدم السيد على رقاب الأذلاء، ولذلك أقدم الشاب التونسي محمد البوعزيزي على حرق نفسه إنتقاما من حرمانه وعجزه عن رد الاعتبار لكرامته بعد ان صفعته شرطية، إثر مصادرة أزلام النظام التونسي الزائل عربة الخضار التي كان يعتاش منها رغم انه كان جامعيا.

لكن النار التي اندلعت في جسده أطلقت الشرارت هنا وهناك لتحرق البيادر العربية الجاهزة للاشتعال أصلا، ولكننا ولعدم وجود معارضات حقة في الوطن العربي، وجدنا ان الآخر الذي كان يراقب وينتظر إنسجام اللحظة مع مخططه المعد "الشرق الأوسط الكبير"، قد انقض على ثوراتنا واختطفها، وسيّرها حسب وجهته المعدة سلفا، ولا عجب أن رأينا يهودا أمثال بيرنارد ليفي أصبحوا أيقونات لثوراتنا، وعليه لا عجب، وعلينا ألا نستغرب من اصطدام أحلامنا بصخرة المستحيل.

ما الذي حدث ولماذا؟

يقينا أن كل من له صلة بتأسيس مستدمرة إسرائيل، كان على قناعة بأن الشعوب العربية لن تتآلف مع مستدمرة إسرائيل، حتى لو ان غالبية صناع القرار الغرباء عنا في إنتماءاتهم، قد تماهوا معها ودعموها بملياراتهم اولا، وبدعمها حتى في المحافل الدولية...

وانطلاقا من ذلك التصور إرتأى هؤلاء إيجاد طريقة لإطالة عمر إسرائيل ولو بضع سنوات، وقاموا بوضع الخطط لإضعاف وإنهاك الدول العربية لمعاقبة شعوبها اول لعدم قبولهم مستدمرة إسرائيل، وكانت الفرصة مواتية حيث إشتعلت النيران في كافة البيادر العربية الجافة، ولكننا وكما أسلفت، ليس لدينا معارضات تقود ولديها بند في برامجها حول : ماذا علينا ان نفعل في اليوم التالي بعد إزاحة النظام الحاكم؟

منذ مدة ونحن نقرأ تقارير أعدتها كافة أجهزة الإستخبارات الأمريكية الموالية لإسرائيل بطبيعة الحال - وأثنى عليها الثعلب الماكر الذي إستضافه المقبور السادات في قاهرة المعز ليستمتع ويتمتع بهزات خصر الراقصة سهير زكي، بعد إنجرافه في هوى مستدمرة إسرائيل كونه زوج يهودية كانت مهمته خطف مصر من السرب العربي، لضرب عصفورين في حجر واحد، تدمير المحروسة مصر، وإلحاق الهزيمة المنكرة بالعرب جميعا،لأنه لا سلام ولا حرب بدون مصر- وتقول تلك التقارير أن عمر مستدمرة إسرائيل بات قصيرا ونهايتها محتمة وتقترب، بسبب رفض الشعوب العربية التعامل معها وقبولها والتطبيع معها.

ولذلك وحتى يتمكنوا من إطالة عمر هذه المستدمرة، فقد خططوا لإغراقنا في دمائنا، وأن نموت تحت الركام، ومن تكتب له النجاة يعيش مشردا في المنافي والشتات، في حال لم يغرق في مياه المتوسط، وهذا ما يفسر عقم حراكنا الثوري .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :