facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صلاح الأعمال بإصلاح الضمائر والقلوب * أ.د محمد القضاة


mohammad
22-02-2016 11:51 AM

لا يكتمل صلاح العمل في حياة الإنسان إلا بإصلاح ضميره وما انطوت عليه نفسه، والإنسان كما عبر عنه القرآن العظيم بقوله "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها" فقد أودع الله فيها نوازع الحق والفضيلة ومحبة الخير العام ، كما أودع الله فيها نوازع الشر والفجور ، وإذا ادعى الإنسان أنّ أعماله الظاهرة صالحة ولكنه لم ينه نفسه عن الكبر والعجب والتعالي على الناس ، بل ويمارس ذلك في حياته وعلاقاته مع الآخرين جهاراً ، ويوحي لهم أنه الأكمل والأفضل ، فهو لم يبلغ بعد الدرجة الدنيا من مراتب صلاح العمل ، وبعضهم يتملكه الغضب لأتفه الأسباب وفي غمرته يصول ويجول وقد ركبه الشيطان بخيله ورجله ، فيفرط في إيذاء الناس بالقول والفعل ، ويزعم بعدها أنه من الصالحين ، وأنّ ضميره حي يحب الخير ويكره الظلم والباطل .


ومما عمت به البلوى أن حفنة من الناس تزعم الصلاح وقد ملأت قلوبها بالحقد والحسد فلا يروق لها إلا وتتمنى زوال النعم المادية والمعنوية عن غيرها ، فإذا حصلت نعمة من مال أو مكانة أو ولد لإنسان فإن الحقد الدفين يأبى على صاحبه إلا ويظهر على فلتات لسانه وانه يحتكر الخير لنفسه ولا يحبه لغيره حتى ولو خالف قول رسول الله لكريم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) لأن الإيمان الحق قول صحيح وعمل مخلص ، وليس لإنسان أن يتبجح بصلاح العمل وهو على هذه الحال ، وقد خرب ضميره ، ولم يستقم على منهاج شريعة الله .


كثير من الناس يدعون الصلاح والإصلاح في المؤسسات العامة والخاصة ، وأنهم يريدون رفعة الشأن والتقدم لهذه المؤسسات ومن خبر نفسيات هؤلاء فإنه يلمس النفاق والدجل ، يقتاتون على المدح والثناء ولو كان كذباً من موظفي مؤسساتهم ، وجل اهتمامهم اقتناص الفرص واستغلال الظروف للإستعلاء وتحقيق مصالحهم الشخصية ، بل ويجيرون اعمال الآخرين لصالحهم ، أمثال هذه الفئة لا خلاق لهم في الدنيا ولا في الآخرة ، وقاصمة الظهر أنهم يزعمون صلاح العمل ونقاء السريرة وصفاء النفس .


في معترك الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، ينبغي أناس يشبعون المواطنين تنظيرا ، كلامهم معسول يخدع العقول، يتكلمون بالسياسة وغيرها من القضايا وكأنهم من أساطينها ، يخضون في البواطن والظواهر ، و يقترحون الحلول لمعالجة المشاكل المطروحة ، فإذا حان موعد العمل والتنازل عن الأنا ، فإنك تفتقد المنظرين فلا تعثر لهم على أثر ، أو يعتذرون عن العمل بشتى الوسائل المشروعة وغير المشروعة ، وبعدها تزعم هذه الفئة انها مخلصة ، إن ضمائر هؤلاء قد ماتت ففقدت ثقة الناس بل سنت سنة سيئة عليهم وزرها.


وعلى مستوى الحالة الدينية نجد أناساً يدعون العلم الشرعي والإخلاص في الدعوة لله عز وجل ، بل يحاول أتباعهم نشر أخبارهم وأنهم علماء الأمة ، فإذا اقتربت منهم وعرفتهم عن قرب فإنك تجد السم الزعاف يخرج من أفواههم وما تخفي صدورهم أعظم ، يقابلونك بالحفاوة والإجلال ويسمعونك الكلام العذب ، فإذا تركوك أو تركتهم شرحوك بالإساءة إليك بالقول والفعل ، وألفوا القصص الخيالية الكاذبة البعيدة عن الحقيقة والواقع ، لا يرقبون فيك إلاًّ ولا ذمة ، وبعدها يرددون قول الله تعالى "إن أريد الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله"، إن أمثال هؤلاء الذين لا يتورعون عن الهمز واللمز بالآخرين ، بل ويحتكرون الدين لأنفسهم ولا يسمحون لآحاد الناس او جماعتهم أن يتكلموا بالدين ، بل وينعتون من اقترب من حمى الدين بالكفر والزندقة ، وكانهم أوصياء أو وكلاء عن رب العالمين على دين الله ، وبعدها يزهم هؤلاء الإخلاص والتفاني في العمل الصالح ، إن الله لا يقبل العمل إلا إذا كان الإنسان مخلص فيه وكان على الوجه المشروع وقد أصلح الإنسان قلبه وضميره كما قال الرسول الكريم (ألا وإن في الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :