في مثل هذا اليوم من شتاء عام ١٩٤٤ وبدون سابق انذار صعق الامنون سكان البلدات والقرى الشيشانية بدخول مكثف للقوات السوفيتية الى بلداتهم بعد ان احكموا الحصار عليهم حيث طلبوا من الاهالي التجمع في الميادين ليتلى عليهم امر الديكتاتور ستالين بقرار ترحيلهم الى سيبيريا وبعض جمهوريات اسيا الوسطى على ان تجرى عمليه الترحيل خلال ساعتين وذلك ليتسنى للمرحلين جمع ما يمكن حمله من الامتعة ولوازم السفر ومن يخالف اي من التعليمات سيطلق النار عليه
ومورست خلال العملية قتل الكثيرين ممن تصدوا للعملية او تلككوا في تنفيذ الاوامر
واستخدم في عملية النفي والترحيل شاحنات وقطارات كدس فيهما اعدادا من الرجال والنساء والاطفال يفوق سعة هذه العربات
اما ايام السفر فكانت مرحلة عذاب اخرى استمرت ايام عديدة ولغاية الوصول الى المناطق النائية المستهدفة الامر الذي ادى الى وفاة العديد من النساء والاطفال وبلغ قساوة الروس لدرجة عدم التوقف لدفن الموتى
ادعت القيادة السوفيتية في ذلك الوقت ان الشيشان انحازوا للجانب الالماني خلال الحرب العالمية الثانية وهذه التهمة منافية للواقع حيث كانت بطولات الشيشان الذين حاربوا ضمن القوات الروسية محل اعجاب وتقدير من الكثيرين وخاصة العديد من الكتاب الروس
وفي الحقيقة فان شغف ستالين بالقتل وحقده الدفين لشعوب القوقاز وخاصة الشيشان حملة على هذا القرار
واوحت القيادة السوفيتية لاهالي الجبال من غير الشيشان على استملاك بيوت واراضي الشيشان ولازالت الكثير من هذه الممتلكات تحت احتلال الجبليين وتحت حماية الروس
لم يكتفي ستالين بنفي الشعب الشيشاني عن بكرة ابيه من وطنه بل وصل حقده الى سلخ اراضي من جمهورية الشيشان وضمها الى الجمهوريات المجاورة
الاردنيون الشيشان اذ يستذكرون هذه المناسبة الاليمة وما تبعها من معاناة جراء الامراض التي اصيبوا بها اثناء النفي والجوع وحتى بعد عودة اقل من نصفهم الى بلادهم في بداية ستينات القرن الماضي ليدعون الله عز وجل ان يحفظ هذا البلد الذي بادلوه الحب بالحب والوفاء بالوفاء ويمد بعمر سيد البلاد معاهدين الله عز وجل ان يكونوا الجنود الاوفياء المدافعين عن الاردن وامنه وقضايا امتيه العربية والاسلامية.