facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاردن امام استحقاقات«الخطة ب»


حسين الرواشدة
01-03-2016 01:45 AM

كيف يمكن للاردن ان يتعامل مع استحقاقات “ الخطة ب “..؟ يبدو هذا السؤال وجيها وصعبا في آن واحد ، لكن الاجابة عليه اصبحت ضرورية لثلاثة اسباب على الاقل ( دعك الان من تطمين الداخل الاردني ووضعه في صورة ما يمكن ان بحدث وما عليه ان ينهض به ) السبب الاول ، ان فرص استمرار وصمود هدنة “ وقف العمليات العدائية “ ثم البدء في تنفيذ خطوات المرحلة الانتقالية في سوريا لم تعد متاحة ، فقد تم تسجيل اكثر من 14 اختراقا في اليومين الماضيين من قبل النظام والطائرات الروسية ، كما ان التنظيمات المسلحة ليست موحدة على موقف واحد وبعضها لم يعلن التزامه اصلا بالهدنة ، ناهيك ان المرحلة الانتقالية التي حظيت بشبه اتفاق روسي امريكي قوبلت بالرفض من النظام السوري ومن ايران ، وبالتالي فان الرهان على الحل السلمي يبدو خاسرا ولا يمكن التعويل عليه. اما السبب الثاني فهو ان “ الخطة ب “ التي اشهرها وزير الخارجية الامريكي ثم بسط بعض تفاصيلها قائد قوات حلف شمال الاطلسي السابق ، واكدها وزير الخارجية السعودي امس الاول ، اشارت بصورة واضحة الى ان الاردن سيكون شريكا فيها ، وعلى الرغم من ان مصادر اردنية نفت ذلك ، الا اننا سنجد انفسنا - شاركنا او لم نشارك فيها - امام استحقاقات خطيرة تفرضها علينا العمليات البرية التي ستجري في سوريا ، وخاصة على حدودنا الشمالية ، كما ان عدم التزام روسيا بتعهداتها تجاهنا سيفرض علينا الدخول في التحالف الجديد ، مما قد يجعل من خيار الحياد بالنسبة لنا مسألة مشكوك فيها . يبقى السبب الثالث وهو ان ارتدادات “الخطة ب” على الاردن لا تتعلق فقط بتصاعد طوفان اللاجئين الذي سيدخلون بالالاف الى بلدنا نتيجة فوضى الحرب التي ستدور في الجنوب السوري ، وانما ايضا بمصير آلاف المقاتلين الذي يسيطرون على الجبهة الجنوبية ، وخاصة الذين ينتمون لتنظيم “ داعش “ ، حيث من المتوقع ان تتحول هذه الجبهة الى معارك استنزاف طويلة ، الامر الذي يهدد الامن الوطني الاردني على المدى القريب والبعيد ايضا . اذا دققنا في الاسباب الثلاثة ، وغيرها ، سنجد ان امام الاردن ثلاث خيارات ، الاول : ان يضطر للمشاركة في “الخطة ب “ التي تتضمن اقامة مناطق آمنة لدعم المعارضة المعتدلة عسكريا ، وامكانية التدخل البري تحت قيادة امريكية وبمشاركة عربية واسلامية ( احياء التحالف الدولي لمحاربة داعش وتوسيعه) ، مما يعني نهاية او “تجميد” التنسيق بين الاردن وروسيا ، والانحياز الى التحالف الجديد ، كما يعني ثانيا دخول الاردن كطرف في الحرب الدائرة هناك وانتهاء مقاربات “الحياد “ بمختلف اصنافة (الايجابية والمتنقلة) ، كما يعني ثالثا ان الاردن استكشف الموقف الامريكي وربما وضع في صورة السيناريوهات القادمة بالنسبة لسوريا اوللمنطقة بشكل عام ، الامر الذي سهّل عليه تحديد خياراته. اما الخيار الثاني فهو ان الاردن سيسعى للحفاظ على موقف “المراوحة “ او المناورة بين المحاور والتحالفات ، بحيث تبقى قنواته مفتوحة مع كافة القوى الفاعلة في المشهد السوري ( بما فيها بعض التنظيمات المعتدلة ) وذلك تبعا للتطورات السياسية والعسكرية ، وحتى اذا تمكن من فعل ذلك ، فان النتيجة قد لا تكون مضمونة ، سواء بالنسبة لتجنب الآثار المتوقعة على امنه واستقراره ، او لادامة “موثوقية” الاطراف والتحالفات المحيطة به ، او للحفاظ على الدور الذي يمكن ان يشارك به على “الطاولة “ السورية ، خاصة اذا صحت التقديرات التي ترجح سيناريو التقسيم. يبقى الخيار الثالث ، وهو “الحياد السلبي” او العودة خطوات الى الوراء وعدم التدخل باي شكل في الملف السوري ، تماما كما فعلنا في الحرب الاولى على العراق ، ومع ان هذا الخيار يبدو مستبعدا ( وغير واقعي) نظرا للتحولات المتسارعة التي تجري في المنطقة والتغيير الذي حدث على صعيد التحالفات وما يترتب على ذلك من تهديد للامن ( والوجود الاردني) ، ومن خسائر في حال قررنا “النأي بالنفس “ عن المشهد السوري بصورة قاطعة ، خاصة اذا تطورت الاحداث بشكل دراماتيكي وبشكل غير محسوب على الجبهة الجنوبية لسوريا ، الا ان هذا الخيار يبدو وجيها وممكنا لا سيما اذا استطعنا ان نحافظ على مسألتين : الاولى ، الاعتماد على المشاركة السياسية واللوجستية ومقارباتهما المعروفة ، وعدم الدخول في اية عملية برية ، والاخرى اقناع الاطراف المختلفة بحساسية الموقف الاردني وعدم قدرته على المجازفة بالمشاركة في “الخطة ب “ ، حتى لو حظيت بموافقة دولية ، لان مثل هذه المجازفة ستضر بالاردن اولا ، وستمنعه من الاستمرار بدوره الانساني في ملف اللاجئين ثانيا ، وستضعه في مواجهة مفتوحة ، لا يجد له اية مصلحة فيها ، ولا يمكن ان يتحمل نتائجها الكارثية. اي الخيارات سيرسو عليها “مركبنا “ السياسي ..؟ دعونا ننتظر ما ستفاجئنا به الايام القادمة .

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :