facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وجاهة الكذب ووجاهة تصديقه!


حلمي الأسمر
02-03-2016 02:38 AM

استهواني البحث العلمي الجميل عن كذب معظم الساسة كثيرا، وكنت على مدار عملي الطويل في الصحافة والكتابة، أحار في مسألة غريبة: نحن نعرف أن الساسة يكذبون، ومع هذا نصدقهم، ونأخذ كلامهم على محمل الجد، ونناقشه، ونعلق عليه، ونكتب فيه! القضية لم تعد هل يكذب الساسة أم لا، فتلك قضية تم تجاوزها منذ زمن، كما يقول الفريق الذي كتب البحث، فإن كان من حقيقة لابد أن نعلمها جميعًا فهي أن كل السياسيين يمارسون الكذب بنسب وأسباب متفاوتة، وأن أغلب الجماهير تميل لتصديقهم – مهما بلغت ثقافتهم – الأمر الذي دفع الباحثين إلى السعي خلف الأسباب والدوافع التي تجعل السياسيين لا يتوقفون عن الكذب، بينما لا تتوقف الجماهير عن التصديق، الفريق رصد هنا ثمانية أسباب بعضها تتعلق بما يدفع السياسين نحو الكذب، بينما يتعلق البعض الآخر بما يجعل الجماهير دومًا تميل لتصديق كذب السياسيين! 1- معظم السياسيين نرجسيون، لذا فإنهم من ناحية يعتقدون أنهم دائمًا على حق حتى وإن كذبوا، ومن ناحية أخرى فإنهم يرون أنفسهم دومًا أكثر ذكاء ويرون حكاياتهم أكثر حبكة ومدعاة للتصديق من قبل الجماهير الأقل ذكاء! 2- نشر الخوف والحشد ضد الخصوم، فجميع السياسيين يعلمون بوضوح أن رأسمالهم في البقاء هو الخوف، فكلما كانت الجماهير تشعر دائمًا بأن هناك ما يتهددها كلما كانت مستعدة أكثر لتصديق أي شيء، ويلجأ السياسيون إلى الكذب وترويج إنجازات وهمية أو مبالغ فيها للتغطية دومًا على إخفاقاتهم! 3- الخوف من ردود أفعال الجماهير والرغبة في الحفاظ على تأييدهم، قد يلجأ الساسة إلى الكذب على الشعوب بشأن بعض الخطوات السياسية التي قد لا تكون مقبولة جماهيريًّا كصناعة علاقات مع دولة تصنفها الجماهير على أنها عدوة أو التغاضي عن أعمال تنتهك السيادة الوطنية، الأمر يعرف في العلوم السياسية بـ»إستراتيجية التستر»! 4- خلق الأسطورة القومية وتحقيق الالتفاف حول الحاكم، تضخيم الأيديولوجيا التي يتبناها الحاكم والدولة وتقزيم كل ما سواها، الأمر قد لا يقتصر على الدين أو الأيديولوجيا بل على أمور غير ذلك كالجنس والقومية أيضًا! 5- السياسيون يثقون في سيطرة أتباعهم على الجماهير، حيث يؤمن السياسي أن الجماهير تعيش معًا في غرفة مغلقة، تشاهد جهازًا يتحكم فيما يبثه، وصحيفة يتحكم فيما تكتبه، ومواقع وشبكات تبث أكاذيبهم باستمرار، صوت الحقيقة سيظل ضعيفًا وسط ركام هذا الزيف، في الوقت الذى تنكشف فيه الحقيقة تقود القضية قد انتهت والجماهير قد نسيت الكذبة أو على الأقل «تناستها». 6- الناس لا تريد أن تسمع الحقيقة، فالحقيقة دائمًا متعبة ومكلفة، والناس لا تريد أن تستمع للحقائق التي تهدد وجودهم، وتريد أن تصدق أن هناك خطرًا خارجيًّا، وأن حكومتهم تتولى حمايتهم منه أسهل بكثير من أن تصدق أن حكومتهم نفسها خطر عليهم، لأنه ساعتها لن يكون هناك بد من أن تفعل شيئًا، ومن السهل أن تصدق سياسيًّا يعدك بالجنة على الأرض بدلاً من أن تصدق آخر يطالبك بالعمل والشقاء والتحمل والصبر! 7-التحيزات المسبقة وسحر الأيديولوجيا، حيث يعتقد الجميع عن أنفسهم أنهم يدققون المعلومات، فالحقيقة غالبًا غير ذلك، فنحن في الغالب أسرى لتحيزات معرفية ونماذج تفسيرية يتم تلقيننا إياها دون أن نشعر، يكفيك أن تصنع للناس شيطانهم، واتركهم ينسبون إليه كل شيء! 8- الناس تفترض أن الكذب يتلاشى تلقائيًّا، فكلما سمع الناس المعلومة بشكل مكثف، كلما زاد تصديقهم لها بشكل لا إرادي، الناس يعتقدون بالطبع أن المتداول والسائد هو الحقيقي وإلا لما أصبح مُتدَاولاً وسائدًا، الحقيقة في الغالب غير ذلك؛ فالأخبار الكاذبة والشائعات أكثر انتشارًا وأكثر عرضة للتردد والتكرار، وغالبًا ما يمتلك الساسة وسائل الإعلام التي تضمن سيطرتهم الدائمة على الآذان والعيون وبالتبعية على الأفهام والعقول. لم افعل شيئا هنا، إلا عملية نقل وربما اختزال، لذلك البحث، الذي يحتاج لقراءة مفصلة وهادئة، والذي أعده فريق موقع ساسة بوست!

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :