facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الإرهاب الأكبر، والإرهاب الأصغر!


حلمي الأسمر
24-03-2016 02:24 AM

من صنع «داعش»؟ سؤال ظل مطروحا منذ أعلن عدد من المهووسين دينيا و»استخبراتيا» «دولة خلافة» كاريكاتورية، عمدت «شرعيتها» بتكنيك الذبح وقطع الرؤوس، و»إحياء» فقه السبي والاسترقاق، والاتجار بالبشر، تأسيسا على ما ورد في الأثر النبوي: «نصرت بالرعب» الذي تم لي عنقه على نحو فاحش، «من صنع داعش» سؤال، يفترض منطقيا أنها منظمة «مصنوعة» من حيث المبدأ، وليست «منتجا» طبيعيا، تعدد الأجوبة يؤكد حقيقة واحدة «صناعتها» حتى ولو بدأت «فكرة» في رأس بني آدم تم تعذيبه وإهدار آدميته، أو ردا على بطش طائفي متوحش، ذلك أن الأفكار ربما تبدأ على نحو أو آخر، ثم هناك من يلتقط طرف الخيط، ويوظف الحدث لصالحه، كثيرون هم من رأوا في هذه العصابة فرصة سانحة لتنفيذ مآربهم، وقد حدث، واستثمروها على النحو الذي يريدون، ولكن كل هذا لا ينفي أن «داعش» لديها «مؤسسون» من نوع آخر، يرعونها، ويزودونها بالمال والرجال، وربما بالفكر المجنون أيضا، وهؤلاء وأولئك هم الرعاة الرسميون للإرهاب والتطرف، بوصفهم من وفروا له الحاضنة «الحانية» وأمدوه بأسباب الحياة، إنه الاستبداد والتوحش الحقيقي، الذي حول البشر إلى وقود لتحقيق مصالحهم، وديمومة تسلطهم وسيطرتهم على من يعتبرونهم خرافا مصيرها الذبح والتمدد على موائد آكلة لحوم بشر ببذلات سموكن أنيقة، وتفوح من أعطافهم رائحة عطر فاخر، يتأبطون أذرع نساء بالغات الفتنة، إن الطاقة التي تغذي «الداعشي» وتجعل يده لا ترتجف وهي تقدم على جز رقبة هذا أو ذاك من الآدميين، تنبع من شعور عميق من الإحساس بالظلم والتهميش وسحق آدميته، من قبل قوى كبرى، ارتكبت من الجرائم ما لا يستطيع حصره أحد، ثم يأتي أحدهم ليتفيهق متحدثا عن «تطرف الإسلام» وراديكاليته، وهو يعلم يقينا، أن كل هذا الدم الذي يكاد أن يغطي الكرة الأرضية ناتج عن تراكم سنوات طويلة من ظلم ممنهج، لم يبدأ من قانون عنصري لما يسمى مجلس الأمن، يمنح القوي المنتصر حق الدوس على رأس الضعيف، ولا ينتهي بمنع سلطة احتلال وحشية لأم أسيرة من حق أن تحضن طفلتها! في «نظام دولي!» سمح خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة، منذ اقتصاد ريغان – تاتشر والعولمة، بزيادة الفوارق بين سكان الكرة الأرضية لتصبح ذروة كل الأزمان، ليس له أن يسأل من أين يخرج هؤلاء القتلة، وفي أي حاضنة تربوا، فثمة 80 شخصا من ارباب المال وضعوا في جيوبهم أموالا تساوي نصف أموال البشرية، أي 3.700.000.000 شخص. وهذا اجحاف لا يمكن تخيله. في الولايات المتحدة –مثلا- أدخل 20 شخصا من الأثرياء إلى جيوبهم أموالا تساوي ما يملكه المواطنون الأمريكيون الذين يبلغ عددهم 170 مليون شخص، وعليها فقس، ثمة واحد في العشرة في المائة من البشر، يتحكمون في رقاب 99.9% من البشر الآخرين، ويفرضون عليهم أنظمة وقوانين وتشريعات، اقل ما يقال فيها أنها غير إنسانية، حتى في الدول الأكثر عدالة وديمقراطية، وحرية، ثمة مظالم ومهمشون، ومطرودون من «رحمة» الإنسانية والحياة الكريمة، قد لا يقل عددهم مجتمعين عن سكان ما يسمى العالم الثالث، المنذور لخدمة العالمين الأول والثاني، وكل هذا «كوم» وما يفعله طغاة العالم مع كيان مسخ لم يزل يمارس أبشع وآخر احتلال في التاريخ البشري «كوم» آخر، حيث يتجند حكام الكرة الأرضية لإمداد عصابة القتلة في فلسطين، من محتلين صهاينة، ومن يشايعهم، بأسباب الحياة، وأدوات القتل، وإهدار آدمية البشر، ثم يأتي من يقول لك: من أسس داعش، ومن رعاها، ومن يمدها بكل هذا التوحش! إنها فعلا حرب عالمية ثالثة، ستزداد وتتسع، ولن تستثني بلدا أو شعبا، إنها إرهاب أصغر، صنعه إرهاب «رسمي» أكبر، ويحصد ثماره المرة كل سكان هذه الأرض، ولا يبدو في الأفق ما يبشر أن هناك من يهتم بتعديل ميزان العدالة المائل لصالح عصابة صغيرة من مصاصي الدماء، يتحكمون بمصير العالم كله، وينهبون خيراته، ويحولون البشر إلى آكلة لحوم بشرية، ومخلوقات شوهاء متعطشة للدم!.


الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :