facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صناعة العبيد ..

ناهض الوشاح
02-04-2016 07:16 PM

إن الأحرار وحدهم من يدافعون عن أوطانهم .. أما العبيد فلا وطن لهم ولا منفى لأنهم أدمنوا قيودهم وحولّوها إلى حليّ للزينة .. وحين لا يجدون أسياداً يُقبّلون أقدامهم يشعرون بالبطالة .

الحلم البعيد ... القلب الموجوع ... النافذة المغلقة ... الستائر البالية ... العيون المفتوحة .... الأصابع المبتورة .. الرصاصة الموجّهة ... السكين الحادة في يد أصغر فلسطيني ... الشارع القديم يحمل اسم شهيد ولد بين وجعين وطن محتل وأب أسير في سجون صهاينة معتدين يموت خوفا من حَجر الطفل الفلسطيني و من صرخة أم بلغت أحزانها سن الرشد ... فاستبدلت احتراف الحزن والانتظار بإنجاب حر وحر ومئات الأحرار ( فأعدي لي الأرض كي أستريح ).
إننا نختنق في الوطن والغربة والمنفى والمخيم ... إننا في عتمة الأزقّة عبرات جافة وحشرجات مخنوقة تشهق من شدة القهر .

أيها العالم هل ترى أو تسمع ما نعيشه كل يوم ... نحن الفلسطينيين مثلكم ... نحب الحياة ونكره العنف والحرب لكننا نكره الذل أكثر من حبنا لحياة دجنتكم على السمع والطاعة ... وأخفضت رؤوسكم وأحنت جباهكم لمفاتن براقة ... حيث الحظيرة الكبيرة للناس الصغيرة .

فالاحتلال لم يصنع نفسه بنفسه ... شاركتم في صناعته ... صمتكم ... جهلكم ... أنانيتكم ... بلادتكم ... فشكرا لكم لأنكم غطيتم عوراتكم بالشعارات وتحولتم من بشر إلى مصاصي دماء .

الحر يولد والعبد يُصنع ... باللهاث وراء الرغيف المدور والزحف على ما تنتجه آخر الصيحات الغربية من شاشات وهواتف وسيارات وأحذية تشبه أربطتها ألسنا مدلاة تعيش من لحمنا وتتسول باسمنا ...نحن الفلسطينيين نتوق للسماء ... نتوغل أكثر في أعماق المحتل ... نرمي حجرا ... نحمل خنجرا ... نحفظ كرامتكم حتى يواري كاتب التاريخ سوءاتكم ويبدأ من نهاية السطر... ميت ذلك الإنسان الذي بفقد حريته .

من يعش نصف حياة يخدع نفسه بأنه ضمن القوائم البشرية ... (التي تختار بين خيارين لا ثالث لهما ... الحرية أو السعادة والغالبية العظمى تختار السعادة )التي تدفع مقابلها القليل من الراحة والكثير من الذل .

أما الحرية لا تكون إلا للذين يسكبون دماءهم ويقدمون أرواحهم ارتجالا ... ولا ينسون صفعة جندي صهيوني مدجج بالعار على وجه أخيه ... ولا يغفرون لبني صهيون سرقة أحلامهم وأرزاقهم وأوطانهم وحرياتهم .

حين ترى ما أرى ولا تستطيع فعل شيء تخيل حذاءاً صهيونياً يدوس على وجهك ويهشم وجودك بكل عنجهية اصرخ بنفسك وقل هذي بلادك ... أينما وليت وجهك عد إليها .

نحن الفلسطينيين نموت لتحيا فلسطين .. ومن لحمنا ودمنا نبني جسرا يعبره الأحرار ويموت على عتباته العبيد .
فاخرجوا من أرضنا !





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :