facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أمواتٌ وهم أحياء


عريب الخطيب
04-04-2016 03:14 PM

ليس منا من لا يعلم أن للموت وجهين لا محالة,وجه تنفصل فيه الروح عن الجسد وفيه تنتهي حياة ذلك الجسد لتوقف أعضاءه عن العمل وعودتها الى تركيبها الاصلي ,وكذلك تنتهي علاقة ذلك الجسد بالناس والدنيا,اما الوجه الآخر فهو الموت النفسي الذي يعاني منه كثير من الناس كونه مؤذياً وقاسياً ,وما أكثر من يعاني من هذا الموت الذي تعج به المجتمعات!


هؤلاء الذين يعانون من الموت النفسي هم أكثر الناس الذين يحملون الكره والحقد في قلوبهم للآخرين وهم انفسهم من تقتلهم الغيرة من نجاح البعض وهم أيضاً من يفتقدون العنصر الإنساني في شخصيتهم ,والمصيبة الأكبر أن أكثر من يعانون من الموت النفسي هم من يحملون شهادات ودرجات علمية عالية ,هؤلاء من يكبر الكره في قلوبهم ويسيطر عليهم هذا الشعور وكانه خلية سرطانية تستشري وتتوسع في أنفسهم وتَكبرَ يوماً بعد يوم لدرجة أن حالتهم النفسية المَرَضَيه تُسيطر على بقية مشاعرهم فَتَلتَهم الطيبه من قلوبهم وتلون مشاهدات حياتهم بألوان سلبية سوداوية بحيث لا يرون الا كل قبيح ومشَوَه في حياتهم فتتطور تلك المشاهدات ليتذوقون طعم المرار فيها والذي يقتل براعم الطيبه وتبقيهم أفراداً غير صالحين وغير فعالين في الحياة وغير قادرين على المشاركة الإيجابيه مع الغير.


هؤلاء من يطفئون نور الأمل في أعين وأنفس الناس فيبتعدون عنهم لإدراكهم بموتهم النفسي الذي سبب لهم العجز ليتعايشوا مع الآخرين بسلام وأمان لأن مشاعرهم وأحاسيسهم أصبحت معطلة ولأنهم قََبلوا على أنفسهم أن يأكلوا ويشربوا ,,,يظلموا ويحتقروا,,يهينوا ويزدروا,,,يكيدوا ويحسدوا الآخرين.

لا ننسى قول الشاعر:

ما عاش من عاش مذموماً خصائله ولم يَمُت من يكن بالخير مذكورا



هؤلاء هم الموتى حقاً,لان حقدهم أستولى على قلوبهم وعششت الكراهية نفوسهم ,وكَبَلَ الغٍلُ أفئدتهم ,وتمنوا الغيظ والكيد لغيرهم ومن وقف معهم وساعدهم وأستكثروا السعادة عليهم وتمنوا زوالها بل سعوا في ذلك .

هؤلاء المرضى الذين يعملون على أن تبقى السعادة والخير لهم ولمن يَفضلون على الغير بحُكم مصالحهم الشخصيه فقط ,هم حقاً موتى النفوس ومرضى أيضاً,ويحتاجون الى علاج نفسي لمرضهم الذي سببته لهم ظروفهم البيئية التي عاشوها ربما وقسوة حياتهم وتنشئتهم الإجتماعية وظروف حياتهم في طفولتهم .



أمثالهم علينا أن نصبر عليهم لأنهم أحياء جسدياً وأموات نفسياً,تتملكهم صفات دنيئه لرفضهم الخير لغيرهم ونكرانهم المعروف وإساءتهم لخيرة الناس والبشر وشعورهم بأنهم يَكبرون بمعرفة البعض وما هم في الحقيقة الا مرضى يعانون من الخزي والعار من حثالات وطفيليات يتعاملون معها ويكسرون أنفسهم لها ويسقطونها ويهينوها لأجل مصالحهم في العمل,هؤلاء هم الفاشلون في حياتهم ,,الأنانيون في طباعهم ,مَنْ لا يمكننا التعامل معهم بصدق ووفاء لنياتهم المبطنة بالخبث والمكر ,ولعقولهم التافهه والمتحجرة والصغيرة,ولأخلاقهم غير المهذبه والتي تجعلهم عَقَبه في حياة الناس,وفي النهاية لرخص أنفسهم.



هؤلاء من يعانون من شعورهم بأنهم لم يحققوا أو ينجزوا شيئا في حياتهم العملية وفي مسيرتهم بتولي مناصب هنا وهناك ,وبانهم مهما يعملون يخرجون صفر المنزلة ولا اسم لهم يُذْكَرْ,وهذا ما يسبب لهم موتاً نفسياً هائلاً يجعلنا نشفق عليهم وعلى حالتهم المرضية النفسية حتى لو ابتسموا لنا ,فهم مكشوفين ومعروفين وندرك ان وراء إبتسامتهم خبث وحقد وغيرة ,,,,,وموت نفسي.

وعلينا ان نعرف من ننتقي ونجالس وأن نبتعد عن ذوي الغش والخداع ,ذوي الظلم والكره والنفاق ,وأن لا نتخذ الا الاصحاء نفسيا وذوي القلوب الصافيه الخاليه من الحقد والغِلِ والضغينة ,وأن لا ننخدع بإبتسامة البعض ولنتذكر قول أبي الطيب المتنبي:

إذا رأيت نيوب الليث بارزةٌ فلا تظن ان الليث يبتسم

ويبقى كلام الشيخ عائض القرني خير ختام:

"لا تجالس البغضاء والثقلاء والحسدة فأنهم حُمى الروح ,وحملة الأحزان."





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :