facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مناسف وكنايف


هاني العزيزي
28-03-2007 02:00 AM

يرتبط السخاء بتقديم الطعام للضيف بالكرم العربي المعروف ، والذي تتغنى به القصص والأشعار ، أما تقديم المناسف والكنايف ( جمع كنافة ) فيرتبط بالكرم الأردني بوجه خاص ، حيث يشكل المنسف وجبة طيبة دسمة ، وهو قمة الوجبات ، لتتبعه حلوى الكنافة ، وهي قمة الحلويات . أما ما أتحدث عنه هنا فهو الكرم الموسمي ، موسم الانتخابات عامة والنيابية منها خاصة .لست ضد الكرم ، إن أنكرته أكون منكرا لأصلي العربي ، وتاريخي ، وتراثي . لكني ضد مبدأ " طعمي الثم بتستحي العين " لأن إطعام الناخب وجبة دسمة ، تتبعها الحلوى ما هو إلا ضرب من الرشوة ، والاستهانة بشخصه ، والاستخفاف بعقله ، إذ ما الفرق بين دفع عشرة دنانير للناخب ، وبين تناوله للمنسف والكنافة مقابل صوته الثمين ؟ حيث أن الدافع واحد ، والمستفيد واحد ، والغاية واحدة ؟ . قد يقول قائل : إن المنسف والكنافة ضيافة من المرشح للناخب ، فلا اعتراض على الضيافة ، وأنا أرد عليه بقولي : إن اقتصرت الضيافة على فنجان من قهوة لا تشكل قيمة مادية تذكر ، وفيها ما يكفي للترحيب ، ومن المعروف أن فنجانا من القهوة يكفي لخطبة بنت الحسب والنسب ، ولإسقاط الحقوق العشائرية ، وليحل الوئام بدل الخصام .. ألا يكفي فنجان القهوة ليكون دليلا على الترحيب ؟ ألا يبعد بيت من قدِم من المرشحين سوى بضعة كيلومترات عن المقر الانتخابي للمرشح ، حيث تنتظره في بيته زوجة وأولاد ، إنه لم يأت من بلد بعيد ، ولن يحل الظلام لتتقطع به سبل العودة ، ليستحق الطعام والشراب والحلوى ، وإن كان الأمر كذلك فليتكفل المرشح بمنامة الضيف ، بتوفير حجرة له في فندق 3 نجوم على الأقل .. أليس من واجب الضيافة توفير المنامة لمن أتى من مكان بعيد إن كنا نتحدث عن واجبات الضيافة ؟ .
حبذا لو خاطب المرشح العقول ، بدلا من مخاطبة البطون ، وملأ " عقول " الناخبين بما يفترض فيه : يستمع لهم ويستمعون له ، ويشرح برنامجه الانتخابي الواقعي ، ويعدهم بتأدية الواجب التشريعي والرقابي في حال انتخابه ، وأن لا يتغيب وآخرين ، فتفقد الجلسة النصاب القانوني ، وأن لا يسافر رحلات لا طائل تحتها ولا فوقها ، يعدهم بأن يكون مُمثلا لهم ، لا مُمثلا عليهم ، يعدهم بأن يكون صوتا للحق لا يخشى لومة لائم ، لا أن يكون صدى للآخرين ، شعاره " معاهم .. معاهم .. عليهم .. عليهم " . المواطن بحاجة لمن يملأ " عقله " لا من يملأ معدته لأن معدته وأمعاء جميع المواطنين ستمتلئ من خيرات الوطن ، وليس من كرم المرشحين ، إن كان المجلس النيابي مجلسا للشرفاء والعقلاء والحكماء ، لا مجلس من حاول شراء صوته ببضع لقيمات حتى لو كانت منسفا دسما وكنافة لذيذة ، أو حفنة من الدنانير .
haniazizi@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :