facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صدام خلافك ذلّينا


المحامي محمد الصبيحي
11-04-2016 01:02 PM

ذات يوم قريب صاحت امرأة عرقية (صدام خلافك ذلينا) ويبدو أن الشعب العراقي شيعة قبل السنة قد دخل فعلا مرحلة الترحم على أيام الرئيس الشهيد صدام حسين أيام الامن والرخاء حين كان العراقي يرفع رأسه عاليا اينما حل..

في زمن صدام انجز العراق بنية تحتية لم ولن يشهدها في تاريخه المنظور، وفي زمن صدام رحل عشرات الآلاف من الشباب العراقي لطلب العلم على نفقة الدولة الأمر الذي كان يمهد لقاعدة صناعية وعلمية متينة قبل حلول عام 2020، وهو ما تفكر وتخطط له تركيا حاليا، وعلى كل حال لم يكن رأس صدام هو المطلوب الوحيد وانما العراق الدولة والشعب والعلماء وكل الانجازات، وهو ما حصل بالفعل.

قادت الولايات المتحدة تحالفا دوليا كبيرا بحجة تحرير الكويت رغم اعلان صدام موافقته على الانسحاب، وبعد أن تم لهم تحرير الكويت وهزيمة الجيش العراقي، لم تبق لهم حجة لمواصلة تدمير العراق فاخترعوا قصة اسلحة الدمار الشامل ولما لم تجد طوابير المفتشين شيئا، قالوا ان الشعب العراقي يستحق الحرية والديمقراطية فأصبح الهدف المعلن اقامة نظام حكم ديمقراطي في العراق يكون انموذجا في المنطقة، هكذا قال بوش الابن..

احتلوا العراق ودخل احمد الجلبي فاتحا ظانا بغبائه ان الامريكيين والايرانيين بعمالته لهم سينصبونه رئيس جمهورية، ولكن عشرات (الجلبيين) بالعمائم وغير العمائم باشروا بانشاء مليشيات مدعومة من ايران اصبحت اقوى من الدولة.

انها الخطة الايرانية في لبنان تم تنفيذها في العراق بصورة اوسع.. ايران دربت وسلحت حزب الله في لبنان حتى صار دولة داخل الدولة وجيشا اقوى من الجيش الوطني، وفي العراق نفس السيناريو حشود مليشيات (الحشد الشعبي) خارج اطار الدولة والدستور باشراف ضباط الحرس الثوري الايراني علنا،, مئات الالاف من الايرانيين تدفقوا الى العراق و تم تزوير بطاقاتهم أو منحهم بطاقات تزعم انهم عراقيون، وهذا الواقع حدث قبل أن تولد (داعش) وقبل أن تتمالك (القاعدة) انفاسها، هذا السيناريو الايراني مع غض الطرف الامريكي هو الذي دفع اعدادا كبيرة من المقاومين والمناضلين العراقيين والضباط السابقين الى مواجهة هذا السيناريو بسيناريو أشد تطرفا فالتقطتهم (القاعدة) بقدراتها المالية والخبرة العملية والتسليحية، ثم انشق من انشق فولدت (داعش).

ان المسؤول الاول عن ظهور داعش والقاعدة في العراق هو ايران وامريكا، واول من اتخذ قرار استجلاب التطرف والارهاب من كافة انحاء العالم الى العراق – بعلم ام بغباء – هو الرئيس الامريكي جورج بوش وممثله الحاكم العسكري بول بريمر الذي حل الجيش العراقي والشرطة، فهرعت مليشيات ايران لسد الفراغ، وهرعت القاعدة بدورها أيضا لسد الفراغ فتقاسم الطرفان البلد، وادرك السياسيون العراقيون الذين هرعوا خلف الدبابة الامريكية مصدقين حكاية العراق الديمقراطي الحر أن لا مستقبل وأن الفرصة الوحيدة هي نهب ما يمكن نهبه من اموال الشعب العراقي والعودة الى الغرب، فنهبوا مئات المليارات من الدولارات وفروا واحداً تلو الآخر خارج العراق أما من يتمتع منهم بحماية لفساده فبقي واستمر تحت مظلة المليشيات الايرانية..

ويحدثني ضابط عراقي متقاعد برتبة فريق قائلا لو بقي الجيش العراق بمنظومته العسكرية السابقة وقياداته المحترفة لما احتاج تحرير العراق من داعش اكثر من شهر..

مئات المليارات تبخرت ولم ينفذ مشروع واحد على المستوى الوطني لا كهرباء ولا ماء ولا شوارع ولا تعليم ولا مستشفيات ولا مدارس.. لاشيء!! وفوق ذلك كله أذلت المليشيات الايرانية الشعب العراقي وقتلت وشردت وعذبت وما زالت تفعل،, أليس طبيعيا أن تصرخ عراقية حرة (صدام خلافك ذلينا) ؟؟

لا تصدقوا أن العراق منقسم عموديا سنة وشيعة، بل منقسم شيعة ايرانيون وسنة وشيعة عراقيون عرب، نعم في العراق شيعة عرب مضطهدون أيضا ولهم أصواتهم التي تندد بما يجري، ولكن مقاليد الدولة بيد ايران وحلفائها ومليشياتها..

ان سنن الحياة لا تتغير والدائرة تدور على الظلم والفساد والعدالة الربانية ستتجسد يوما وما أظنه بعيدا وستجني امريكا ما زرعت وسيحصد الايرانيون ثمار ما جنته اياديهم وما فعلته بالشعب العراقي البطل ما دام هناك وعي ورجال وسلاح.

أنا لا أشفق الا على السياسي الذي لا يقرأ تاريخ المنطقة بوعي ولا يفقه سنن الحياة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :