facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




افريقيا المتأسرلة .. أين العرب؟


اسعد العزوني
28-04-2016 01:12 PM

لم تسجل الدول العربية على مدى السنوات التي تلت قيام مستدمرة إسرائيل عام 1948، نجاحا في جذب أي جهة مؤيدة للقضايا العربية والحفاظ عليها، بينما نجد مستدمرة إسرائيل ، تحصد الحلفاء الذين رموا أنفسهم راغبين وطائعين للتضامن مع العرب، وفي المقدمة قارة إفريقيا، وهذه نقطة ليست لصالحنا.

وتشكل إفريقيا نموذجا في "الردة "والتأسرل، ومن غير المنصف بطبيعة الحال إلقاء اللوم على الأفارقة، لأنهم قدموا "السبت " لكننا لم نقدم لهم "الأحد" كما يقول المثل الدارج ، ولا يمكن القياس على ما قدمه القذافي لملوك لإفريقيا، لأن ما قدمه كان عبارة عن رشا للتصويت عليه إمبراطورا لإفريقيا.

بعد إلحاق الهزيمة بالدول العربية في حرب حزيران 1967، تقاطرت الدول الإفريقية على المحروسة مصر، لإظهار تضامنها مع مصر عبد الناصر، إنطلاقا من إفريقيتها ، رغم أن احدا لا يحترم الضعيف والمهزوم، ولكن قارة إفريقيا تجاوزت هذه القاعدة، مع أن مستدمرة إسرائيل كسبت الكثير من الدعم الدولي بعد تلك الحرب ، التي يجب ألا تسجل في ملفات المواجهات المسلحة على انها حربا، بل يجب التأكيد على انها خطة مدروسة جرى تنفيذها في ست ساعات، أما بقية الأيام الستة فهي المدة التي توصل فيها مجلس الأمن للقرار 242 سيء السمعة والصيت.

شذّ غالبية الحاكم الأفارقة عن القاعدة ، وقطعوا علاقات بلادهم مع مستدمرة إسرائيل ، وبناء عليه تعرضوا لضغوطات إسرائيلية امريكية بريطانية وفرنسية كبيرة ، من أجل التراجع عن قرارهم بقطع العلاقات مع إسرائيل، ويقيني أنهم تلقوا وعودا غير متخيلة بالدعم لبلدانهم الفقيرة ، لكنهم أصروا على مواقفم التضامنية مع مصر عبد الناصر، رغم معرفتهم الأكيدة أنهم لن يحصلوا من مصر على أي مساعدات.
لم يستطع الحكام الأفارقة الذين تضامنوا مع مصر عبد الناصر الإستمرار في مواقفهم التضامنية مع مصر ، لأن السادات الذي تسلم مقاليد الأمور في المحروسة مصر بعد إغتيال الرئيس جمال عبد الناصر بالسم البطيء ، قام بنفسه بما لم يكن متخيلا من أحد ، وبالتالي وضعهم في موقف محرج ، وأصبح لزاما عليهم التراجع عن قطع علاقاتهم مع مستدمرة إسرائيل وبالمجان بعد رفضهم الكثير من المساعدات.

قام السادات بشطب التاريخ المصري والإفريقي معا ، بتوقيعه معاهدة كامب ديفيد عام 1979 ، وتشدقه بالسلام مع مستدمرة إسرائيل ، رغم مواقف الشعب المصري الرافضة لذلك ، بدليل أن الشعب المصري ما يزال يرفض حتى اليوم فكرة التطبيع مع مستدمرة إسرائيل ، بدليل أن مجلس الشعب قام مؤخرا بفعل بطولي بإمتياز تمثل بشطب الخائن توفيق عكاشة الذي ورث الخيانة من خاله كما يقول المصريون ، من سجلات المجلس ، لقيامه بالتطبيع مع الإسرائيليين ، ولقاءاته المتعددة مع السفير الإسرائيلي المعزول في القاهرة.

يتحمل السادات بذلك جرم إجبار إفريقيا على الإرتماء في أحضان مستدمرة إسرائيل مجددا ، وهذا يعني أن إفريقيا عادت هي الأخرى فضاء مفتوحا لإسرائيل ، التي تتغلغل فيها طولا وعرضا ، إلى درجة أنها تستغل الأرض الإفريقية لزراعة المحاصيل المائية ، وتقوم بتصديرها على انها إسرائيلية ، وتكون بذلك قد نهبت المياه الإفريقية ، ولا ننسى أن الإسرائيليين وصلوا إلى أعالي النيل، ونسجوا علاقات مع الجميع وفي المقدمة إثيوبيا ، التي تهدد بتغيير إتفاقيات نهر النيل وإلحاق الضرر بمصر والسودان وإن بقي الوضع على حاله فإن المحروسة مصر ستتفقد نيلها العظيم في العام المقبل، ناهيك عن تمترسهم مع السلاح النووي في المناطق المطلة على اليمن والخليج.

كان المعول الإسرائيلي ولا يزال عامل هدم في إفريقيا، فقد أشعلت إسرائيل النيران في السودان منذ إستقلاله ، ما أدى إلى إرهاق السودان طيلة 60 عاما ، والإنتهاء بتقسيم السودان بين شمال وجنوب، كما أن الإستخبارات الإسرائيلية تجوب إفريقيا شبرا شبرا ، ولذلك يكثر "المستثمرون " الإسرائيليون وشركاتهم الناهبة ، ويقتفون أثر المستثمرين الأردنيين والفلسطينيين هناك ، ويعرضون عليهم التحالف بعيدا عن العرب.

بعد إنفصال جنوب السودان عن شماله ، تحولت جوبا إلى مستدمرة إسرائيلية ، ولست مغال إن قلت أن جوبا اليوم أصبحت ذات طابع إسرائيلي نظرا لكثافة الوجود الإسرائيلي فيها ، علما أنهم ليسوا معنيين بتطوير الأوضاع هناك ، بل يقومون بجمع المعلومات والبحث والتنقيب عن المعادن الثمينة في ذلك الإقليم الفاشل.

لا أنكر أن هناك وجودا عربيا إسلاميا في إفريقيا ، ومن أبرز ما نقدمه للأفارقة هو بعض المساعدات الخفيفة، مثل حفر آبار المياه ، والدعوة إلى الإسلام ، ويتزوج بعض الدعاة من ثانية او ثالثة ومع أهمية ذلك ، إلا أن المطلوب هو تجذر التواجد السياسي والتنموي العربي في هذه القارة الواعدة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :