facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لماذا غابت «نقاشاتنا العامة» .. ؟!


حسين الرواشدة
08-05-2016 03:07 AM

باستثناء بعض الاصوات التي تخرج من هنا وهناك ،لا يوجد لدينا حالة “ نقاش “ وطني عام حول العديد من المقررات والقضايا الكبرى التي داهمتنا , والاخرى التي نتوقعها وقد تفاجئنا عما قريب . الطبقة السياسية بمختلف تنوعاتها : رؤساء الوزارات واصحاب المواقع والموظفون الكبار الذين خرجوا من مواقعهم , او أخرجوا منها ( لا فرق ) اختاروا ان يقفوا متفرجين على المدرجات واكتفوا بمتابعة اشواط المباريات السياسية المعروفة نتائجها سلفا , اما باقي افراد المجتمع فقد استسلموا لقدرهم مؤثرين الصمت والدعاء بان يجنب الله البلد ما قد ينتظره من مكروه . افهم – بالطبع – مبررات هذا الصمت بالنسبة للنخبة التي تتطلع للعودة الى المواقع التي خرجت منها في اقرب وقت , او تريد ان تحافظ على “نقائها “ وتنفي عنها تهمة المعارضة , كما افهم الاسباب التي تدفع البعض الى الحفاظ على مصالحهم ومكاسبهم حتى لو كانت على حساب الوطن من خلال اظهار موافقتهم على كل شيء حتى لو تعارض مع قناعاتهم , افهم ثالثا ان ينشغل الناس بمعاشهم وظروفهم وان يستقيلوا من السياسة وينتظروا الفرج , وان يتحول المجتمع بالتالي الى مجتمع “ فرجة “ , يتلقى الصور فتصدمه وتدفعه الى قبول الوقائع وكأنها حقائق لا تحتاج الى اي نقاش . ما لا يمكن ان افهمه او “ابتلعه” هو جرأة البعض على التذاكي وايهام الناس بانهم يعرفون مصالحهم اكثر منهم , ويقررون بالنيابة عنهم, والاغرب من ذلك انحياز نخبة الخبراء الذين نريد حقا ان نسمع صوتهم الى “ الانكفاء “ بعيدا عن المشهد , وكأن لسان حالهم يقول “ وانا مالي..؟! “ ، وبالتالي افتقدنا ما نحتاجه من نقاشات عامه كان يمكن لهؤلاء ان يساهموا فيها , ليس فقط لانقاذ حياتنا العامة من “ الموات “ الذي انتهت اليه , وانما لارشاد مجتمعنا الى الصواب وتطمينه على خياراته، ان كان لديه خيارات .

ربما ثمة من يتساءل : ولماذا النقاش العام ما دام ان المقررات والوصفات جاهزة , ولا يحتاج تمريرها لاكثر من اشارة ؟ يبدو التساؤل – بالطبع – مشروعا في ضوء ما نتابعه وما نراه , لكن لدي سببان يقفان امام الدعوة لضرورة النقاش العام , اولهما ان القضايا التي فاجأتنا , والاخرى التي تنتظرنا , لا يجوز ان تمر هكذا في غيبة “ رأي “ المجتمع والناس , فهي تمس حياتهم ومستقبلهم ايضا , ومجرد تمريرها بهذه الصورة والسرعة يشير الى خلل كبير , لن ندفع فقط فاتورته اليوم وانما اخشى ان ندفعها جميعا غدا , وبالتالي فان صحوة “ النخبة “ الاصيلة والحقيقية تبدو فريضة واجبة, اذا ما كان المطلوب هو خدمة الوطن لا مجرد انتقاد السلطة او مقاطعة السياسة او حتى اشهار “ العزلة “ والشماتة بالجميع . اما السبب الثاني فهو ان غياب النقاشات العامة سيولد حالة من الاحتقان والارتباك ، وسيترك فراغا كبيرا ربما يملؤه اخرون لا علاقة لهم بالموضوع , واخشى ان يكون هؤلاء الذين سيملأون هذا الفراغ من طبقة “ الانتهازيين “ او المتربصين و العابثين , وحتى المتطرفين الذين يريدون ان نقع في المحظور لكي يقولوا لنا : الم نحذركم مما وصلتم اليه ؟ , واذا احسنا النوايا فان هذا الفراغ يمكن ان يسده شباب متحمسون يحبون بلدهم ويسعون الى اصلاح ما حدث من اعوجاجات فيه لكنهم لا يملكون الوعي والخبرة اللازمة ، وبالتالي فهم بحاجة لمثل هذه النقاشات العامة التي ستساعدهم على تحديد مواطئ اقدامهم واتجاه بوصلتهم لكي لا يقعوا في الخطأ او يضروا البلد من حيث يريدون الخير له . ثمة من يرد ، ربما، ويقول : ان مجالاتنا الاعلامية مزدحمة بالنقاشات والحوارات ,هذا صحيح ، لكن من يدقق فيها سيجد ان معظمها يخلو من “ الدسم “ ،فهي مجرد هوامش على نصوص مغلقة وحول قضايا صغيرة , تتعمد الابتعاد عن الحقائق , او كشف المستور , او الغوص في العمق , كما انها تخلو من الموضوعية والمكاشفة , وبالتالي فهي تعبر عن وجهات نظر اكثر مما تعبر عن “ حالة “ نقاش وطني معتبر , عن احساس بالمسؤولية الوطنية التي تقتضي مشاركة الجميع بدون تحفظات او مخاوف او مجاملات . هل لدينا فعلا قضايا كبرى تحتاج الى النقاش العام ؟ هذا السؤال فعلا هو الذي دفعني الى التنبيه لغياب النقاش والتحذير من استبعاده , والدعوة الى استدعائه قبل ايضا ان نشهر “ نعيه “ ونترحم على افتقاده , اما عن العناوين التي نحتاج ان نذهب اليها فاعتقد انها متعددة , واصبحت في هذا التوقيت بالذات مهمة وربما اقول مصيرية , لا اتحدث فقط عما تم اقراره من تشريعات او عما وصلنا اليه من انسدادات في مختلف المجالات ، وانما عن قضايا تشكل تهديدا مباشرا لبلدنا , سواء اكانت متعلقة بترتيب داخلنا او بما يجري حولنا , غدا نكمل الحديث عنها ان شاء الله.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :