بودي أن أكتب للأمير الراحل زيد بن شاكر بعضا من الكلام ..أتسمح لي سمو الامير بذلك؟ ... أتسمح لي بالكتابة عنك وإليك وأنت الغائب الحاضر ...

كان فيك يا سيدي ميزة , يعرفها الضباط والعسكر الذين خدموا بمعيتك ..وهي أنك تعرف الناس جميعهم ..بلا إستثناء , والأهم أنك كنت تعشق العشائر بكل تفاصيلها ذاك أن سمرتك ووجهك , وقيافتك العسكرية ..توحي بكل (درزة ) قماش فيها ..بكل (زر) خيط في مكانه ..بأنك فتى العشيرة الأنبل والأحلى والأجمل ...

أطمئنك سيدي الأردن معافى جدا ...(وعيالنا) الذين انخرطوا في سلك عسكرية أفنيت فيها شبابك والمشيب , ما زالوا على عهدهم بحابس المجالي وبك وبعطالله غاصب وكاسب صفوق وخالد هجهوج وقاسم الدويري ..ولكن ثمة اشياء لزم علي أن أطلعك عليها سيدي المشير , وأدري أنك نائم الان في المستقر الأخير وفي لحظة سباتك الأخير ..هناك على ربوات عمان الخضراء ...وإذا سألتني لماذا أنت الذي يجب أن اكتب لك ساجيبك سيدي :- لأنك كنت التعبير الحقيقي لمجتمع العشيرة ...وكان كل عسكري في الجيش يرى فيك , وميض عيون بني حسن , وشموخ العدوان , وغضبة بني صخر ..وكأن تفاصيلك نسجت من الأرض والأردن ...

سيدي المشير ...

بعد حادثة البقعه أود ان اقول لك :- لقد انتصرت العشيرة على سلوك الخصخصة .. وعيال العدوان أكبر من مشاريع الليبرالية الجديدة , وأقوى من مشروع الإنتقال للإقتصاد الحر أو المفتوح .... وأود أن أخبرك أيضا سيدي المشير أن والد الشهيد الحياري ..أدلى بتصريح مهم , أكد فيه أن ابنه منذور للوطن ...وهذا التصريح وحده أعاد للدولة هيبتها وهيبة مؤسساتها, بعد أن قيل بأن هناك فكفكة محكمة للمؤسسات وبيع لأصول الدولة ..إلى القطاع الخاص , ووالد الشهيد الحياري أفصح بما لايدع مجالا للشك بأن الأصول هي التي تقبع في الروح وأن ابن الأصول هو الذي يقف بكل جرأة وبسالة في لحظة شهادة وحيده وفلذة كبده ويعلنه :- أنه فتى منذور للوطن والعرش ...

وأخبرك سيدي المشير أننا بعد حادثة البقعة ...إنتصرنا على من قالوا , أن إدارة الوطن تشبه إدارة الشركة ...أتذكر تصريح أحد غلاتهم في جريدة العرب اليوم , حين تغول ما يسمونهم (الديجتاليون) في قرار الدولة ...خسئوا الوطن ليس شركة الوطن هو غضبة عيال العدوان , وهو وميض عيون رجالات بني حسن ...هو الزيود والقعايده , هو جدائل بنات العشيرة التي لايمسها الضيم ...

ودعني سيدي المشير أقول لك شيئا اخر ..السلط ومادبا وقرى إربد وقرى بني حسن هي من قدم الشهداء , وتركنا عمان الغربية غافية على (كرميد) قصورها ليفرحوا بهذا (الكرميد) ونحن سنفرح ببيت الشعر ..وبيوت الريف التي ما زالت اثار (دلف) الماء ترسم علامات على جدرانها ...وندرك أن عيال (الكرميد) الأحمر الفاخر لن يقدموا أنفسهم للبلد مثلما نفعل نحن

سيدي المشير ..
إسمح لي أن أسأل :- وإن مس الوطن ضيم ..من سيقاتل باسمه .. هل ستقاتل الخصخصة ؟ ..وهل الصلعان الذين دحشوهم في قرارات الدولة سيتصدون لداعش؟ من سيقاتل ..هل مشاريع جذب رأس المال والقوانين التقدمية ستقاتل ..هل ستقاتل الشركات والصناديق التي تدعم المشاريع الصغيرة ...هل ستقاتل الطغمة الممولة من السفارات , والتي تطل بدراساتها علينا كل صباح , وتتحدث عن جرائم الشرف والسجون ..وتلوث بتقاريرها مجتمعاتنا ... هل ستقاتل شهادات (هارفارد) و(لندن سكول) و (جورج) تاون ...مع أنني أدرك أن الفتى أحمد العدوان حينما تصدى للمجرم كان يملك شهادة واحدة وهي أنه أردني وابن عشيرة العدوان ويحب وطنه وشعبه وملكه ...

أحمد لم يتخرج من هارفارد ولا يعرف عن التكنوقراط شيئا ولكنه أكبر من هارفارد وأكبر من التكنوقراط وأكبر من جورج تاون .. هاهو الان يصارع الالام .. والموت في المستشفى , وخلفه عشيرة الأصل أن تقتل وعلى الفور قاتل إبنها ولكنها بلغت من الوعي ..أكبر من شهادات لندن وأكثر ممن يطلقون على أنفسهم مصطلح الليبراليين ...لقد إنتظرت الأجهزة الأمنية , وأودعت القاتل القضاء وهل يوجد سماحة ووعي أكبر من ذلك ...
سيدي المشير ..
لقد وضعوا فوق أكتافنا الف حمل .. ولكننا (شيالين للحمل) ...ووضعوا فوق أكتافنا الف جوع والف سؤال .. وسنصبر .. وعليهم الان أن يعيدوا النظر في العشيرة فقد تبين بما لايدع مجالا للشك , بأنها المؤسسة الأكبر والأقوى ..
سيدي المشير
نم قرير العين , ودعني أنهي مقالي بكلمة كنت ترددها دوما على مسامع العسكر وهي :- ( البلد فيها عيالها وبحموها ).. وأعدك سيدي بأننا لن نصمت بعد اليوم