الجمارك تحصد المركز الأول .. إنجاز يترجم رؤية الملك وإرادة الوطن
م. محمد العمران الحواتمة
05-12-2025 01:36 AM
منذ اللحظة الأولى التي وجه فيها جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله بضرورة رفع كفاءة مؤسسات الدولة ، وتعزيز قدرة أجهزتها على حماية الاقتصاد الوطني وصون الأمن القومي ، ومع الدور المحوري والقيادي الذي بذله الباشا أحمد العكاليك في تنفيذ هذه التوجيهات الملكية على أرض الواقع ، من خلال إرساء نهج عمل صارم وعملي داخل الجمارك الأردنية ، وتعزيز الانضباط ، ورفع مستوى الجاهزية ، وترسيخ ثقافة المهنية التي أصبحت علامة فارقة للجهاز ، دخلت الجمارك الأردنية مرحلة جديدة من العمل الجاد والمنهجي ، مرحلة عنوانها التفوق ، وروحها الإخلاص ، وغايتها خدمة الوطن وحماية مقدراته . واليوم ، ونحن نرى الجمارك تحصد المركز الأول للتميز الحكومي العربي على مستوى مؤسسات الوطن العربي كأفضل مؤسسة حكومية عربية على مستوى الوطن العربي ، ندرك تماماً أن هذا الإنجاز ليس وليد الصدفة ، بل هو حصيلة سنوات من العمل المبني على رؤى ملكية واضحة ، وإرادة وطنية لا تعرف الاستسلام ، وجهود ميدانية يقودها نشامى ونشميات مؤمنون برسالة الدولة الأردنية المعاصرة .
لقد أصبحت الجمارك الأردنية ركيزة أساسية في منظومة الأمن الاقتصادي والغذائي ، ودرعاً سيادياً يحمي السوق الأردنية من التهريب ، ويصون صحة المواطن ، ويعزز استقرار الحركة التجارية ، ويفتح أبواباً واسعة أمام تسهيل الاستثمار . فمن المراكز الحدودية إلى نقاط التفتيش وإلى مختبرات الفحص المتقدمة ، ظهر أثر التحول الحقيقي الذي قادته التوجيهات الملكية ومتابعة الحكومة ، فارتقت المعايير ، وارتفعت الجاهزية ، وتعزز الإبداع في الأداء إلى حد أن الجمارك باتت نموذجاً إقليمياً في الانضباط والاحترافية .
إن اعتلاء الجمارك لقائمة المؤسسات الأكثر تميزاً هو إنجاز وطني قبل أن يكون مؤسسياً ، لأنه يمس حياة كل مواطن في رزقه وصحته وماله ، ويعكس صورة الأردن الدولة القادرة والراسخة والقوية . هذا الإنجاز هو جواب عملي عن سؤال حاضر في ذهن الأردنيين : هل نحن نسير في الاتجاه الصحيح؟ والجواب يأتي من الميدان : نعم، لأن الدولة حين تضع هدفاً ، وحين تتكئ على رجال صادقين ، فإن النتائج تتصدر ، والأردن ينتصر .
وما كان لهذا النجاح أن يتحقق لولا جهود العاملين في الجمارك ، من قيادات وإداريين وميدانين ، الذين حملوا الرسالة بإخلاص ، وعملوا بصمت ، وواجهوا الضغوط والصعوبات بروح الجندي المدافع عن وطنه . وهنا لا بد من الإشارة إلى الأثر الكبير للكوادر القيادية الشابة في هذا الجهاز ، والتي تمثل نموذجاً للالتزام والطموح والتنمية المستمرة ، إيماناً بأن الجمارك ليست وظيفة ، بل هي مسؤولية وطنية وسيادية .
إن هذه المرحلة التي تعيشها الجمارك الأردنية اليوم هي أكثر من مجرد إنجاز ، إنها إعلان صريح بأن المؤسسات الأردنية قادرة على تصدر المشهد العربي والإقليمي متى توفرت الإرادة والرؤية . وهذا النجاح ليس محطة نهاية ، بل بداية لمرحلة أوسع من التطوير ، تتماشى مع طموحات الأردنيين وتطلعات قيادتهم الهاشمية . فالأردن الذي واجه التحديات بثبات ، قادر على أن يصنع الريادة في كل قطاع ، والجمارك اليوم تقدم البرهان الأوضح .
وفي النهاية ، سيظل هذا الإنجاز حافزاً لمزيد من العمل ، ومصدراً للفخر الوطني ، وشاهداً على أن رؤية الملك تتحول إلى واقع ، وأن الدولة الأردنية تملك القدرة على أن تكون رقم واحد حين تتوحد الجهود وتخلص النوايا . الجمارك الأردنية اليوم في الصدارة… وغداً في طموحات أكبر ، نحو أردن أقوى ، واقتصاد أكثر صلابة ، وأمن وطني لا تُكسر شوكته .
حفظ الله نشامى ونشميات دائرة الجمارك الأردنية وحمى الله اردننا تحت ظل القيادة الهاشمية .