facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خوف


عبد الهادي راجي المجالي
14-07-2016 02:30 AM

زمان لم يكن لدينا خوف , بمعنى أنك تعيش العمر كما يجب ...تغير المشهد الان تماما , فأنت تذهب للطبيب وثمة خوف في داخلك ..وهو يمسح بطنك بجهاز (السونار) ..خوفا من مرض ما ...قد يداهمك على غفلة من العمر .
وحتى حين تضع , بطاقة الصراف الالي في الجهاز وتنظر لرصيدك وقبل أن تظهر لك الشاشة حجم ما تبقى من الراتب , تشعر بالخوف من أنك أنفقت أكثر مما يجب ..
وحين تذهب للكرك تمر على مواقع في الطريق , شهدت حوادث قاتلة لأحباء وأصدقاء وأقارب , وتخاف من أن تمر بنفس التجربة ..
خوف من أن , تقول لسائق التكسي حين يزاحمك على الدوار :- إنتبه ..فأنت لا تعرفه وهو لايعرفك والعمر اضناه وشقاء العيش يستفز كل شيء فيه , وتخاف من أن تكون ردة فعله غير متوقعة , وتخاف من نفسك ...حتى (زامور) السيارة لا تطلقه .
وخوف يداهمك , حين يقبل عليكم في المقهى رجل كثيف اللحية ويرتدي معطفا وتسأل نفسك في لجة قلقك . هل يخفي تحت المعطف شيئا ؟ ...ربما حزاما ناسفا وتبدأ بالتفكير في الأمر , ثم تكتشف أنه الرجل الذي جاء يبدل عبوات الماء الفارغ ...ويبدو أن (داعش) صارت تطاردك حتى في المقهى .

وتخاف أيضا , من المصعد الذي ينقلك لمنزلك , فأنت قبل يومين قرأت في موقع إخباري عن مصعد سقط في في منطقة الاستقلال , وكان بداخله مجموعة من الناس وتوفي شاب على الفور نتيجة الإرتطام , وتنتظر أن يبلغ المصعد الطابق الثالث ..وحين يفتح الباب , تحمد الله أنه لم يسقط .
وتخاف من هاتف يأتيك بدون رقم , وتقول في داخلك :- ربما بلاغ من الشرطة , ربما قضية مطبوعات جديدة , ربما تهديدا ..وحين ترد تكتشف أنه (سلامة) ..وسلامة سائق بكم قام بنقل , عفش لك ..وحتى يؤكد حجم أمانته , يخبرك بأنك نسيت في (البكم) مخدة كانت ملحقة مع العفش ...سلامة على ما يبدو مبهم في حياته ويحب أن يكون رقمه مبهما بحكم الأهمية .
لماذا صار الخوف يلاحقنا , حتى في حروف المقال وورق الجريدة , حتى في الخبر العاجل وفنجان القهوة ..حتى العيون وارتعاشة الشفاه .

الراي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :