facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صنّاع الكراهية والعنف


فايز الفايز
17-07-2016 02:13 AM

قتلت الشرطة الفرنسية ليل الجمعة ،المجرم محمد بوهلال، وهو صاحب سوابق جرمية ومتعاط للمخدرات، متزوج وله ثلاثة أبناء، بعدما قتل دهسا العشرات من الأبرياء،ولكن الأيام ستمروتلعق فرنسا جراحها مجددا، دون وضع حدّ لمسببات الكراهية ومثيريها، وستترك الجمر تحت الرماد ، إنه جمر التطرف والكراهية المزروع في المجتمعات الغربية التي فتحت بلادها للمهاجرين الفقراء، الكراهية التي تغذيها الأحزاب الرايدكالية السياسية منها والدينية، والمواطنون العرب والمسلمون الذين أصبحوا يتعايشون على خبز الكراهية وانتقاد الآخر والحط من قيمة الغير، رغم محاولات الحكومات رفع لافتة الهوية الجامعة للمواطنين، ما يجعل أسباب التطرف والكراهية المنتجة للعنف والإرهاب حيّة وقوية وجذابة.

للأسف، بل للخطر،هذا ما يوجد بين ظهرانينا ووسط مجتمعاتنا أيضا، والأخطر أن تنتقل حالة التطرف والإستعلاء ومحاولة إلغاء الآخر من المنتمين لبعض الجماعات الإسلامية المتطرفة، ومن صفوف بعض المتنورين وأدعياء الليبرالية والحداثة، الذين بدأوا بالنهوض لاقتحام القلعة الكبيرة لا لإضاءة الشموع فيها، بل لإسقاط حجارتها فوق رؤوس أصحاب الفكر الآخر، وكل من يخالف رؤاهم ومعتقداتهم البوهيمية، وهؤلاء ولشدة كراهيتهم لفكرة الغير ولشرعته ولسلوكه، يصابون بالعمى ويهاجمون «غير الغير الآخر» أي مضاد الضادّ لهم، وهذا ديدن فكر داعش الإرهابي أيضا، الذي يجرّم ويقتل من لا يركع له ومن يركع أيضا، فكل أولئك في خندق الشيطان متضامنون ومتساوون، منجلا و مطرقة وسيفا ورايات سوداء وحمراء في الأحكام الضرورية هناك « المنع والردع»وهذا الإجراء هو الأولى بالأخذ مع عوام الناس ممن يميلون الى معاداة الآخرين دون سبب مباشر ودون وعي ولا فهم ولا بناء فكري، وهذه الحالة من العزل هي مهمة السلطة، وليست مهمة المواطن ، فالمواطن مهمته الأولى تثقيف نفسه والعمل على بناء قاعدة متينة من الوعي الفكري والإنتماء الإجتماعي والوطني ، والإيمان الحقيقي بأنه شريك في سفينة المجتمع التي تمخر عباب بحر الأيام ، وعليه أن يؤمن بأن عمله وقوله وفعله مهم جدا، فإذا أحسن فذلك بناء وسلامة ، وإذا إنحرف وتقوقع وسجن نفسه في تاريخ العالم الآخر، سيكون خطرا على المجتمع وعلى نفسه، وهؤلاء هم صنّاع الكراهية والعنف.

هناك من يعيش بين ظهرانينا وهو لا يقيم للقيم الإجتماعية والسياسية والدينية أي وزن أو إحترام، وهؤلاء غير صادقين أبدا في إدعائهم بالتحضر والتنوير، فهم عار على الفكر التنويري وفيروس خطير يضرب المجتمع، فهو لا يؤمن بوحدة الشعب والمجتمع، حتى أنك تراهم يعلنون كراهيتهم للنظام والحكومات وفئات من المجتمع، فيما لا يخفون ولاءهم للأنظمة الأخرى والزعامات التي لم تحترم أبسط حقوق مواطنيها، والأتعس أنهم يؤيدون أضدادهم في العقائد ممن هم في الخارج، ويعلقون بسعادة على بطولات من يناهضون فكرهم الديني، تماما كمن يشتم محمدا ويحب أتباع محمد، فهم إرهابيون مدنيون ،ووجه آخر لتنظيمات إرهابية مثل داعش والمليشيات التكفيرية.

المشكلة فيمن يحاول أن يكون وسطيا،هي في عدم تمكين الدول من دعم الفكر المعتدل والمبدع لدى الشباب بغض النظر عن تقييم مستويات الولاء والمحبة وقبولهم لرسائل الدولة.

لا يمكن للمسؤول المراهنة على فئة سياسية ماتت حضارتها في مهد ولادتها هناك، فيما هو يرى الحضارة الوطنية تعيش تحت وطأة الظروف المعيشية وتحديات الإقتصاد وهي صابرة وداعمة للدولة والنظام لأن إرثها التاريخي وطني وليس مستوردا لحساب جهات خارجية.

الراي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :