facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حصان طروادة العربي

أسماء أبوجبارة
01-04-2007 03:00 AM

هذا الحصان ليس من صنع جنود اسبارطة وأتباعها بل من صنع جنود مجهولي الثقافة العربية ، و لم تكن أهداف صنعه طلبا للأبدية كأخيل ،و لا طمعا ًفي توسيع رقعة الفتوحات الاستعبادية كأغاممنون ، و لا حتى كثأرا للشرف بعدما أخذ باريس زوجة مينالاس إلى طروادة. و لم تكن ذريعة اجتيازه بوابتنا الحصينة و دخوله بيننا لاعتباره هبة من الله ، بل جاءنا محصنا بمدافن الفن على اختلاف أشكاله: المرئي و المسموع و المقروء في شاشات التلفاز و الحاسوب و المحمول و الشوارع و السيارات و الكتب و الصحف.قامت الحرب و قعدت بموت أصحابها هناك من أجل إمراة في طروادة و ربما يحلو للرومانسيين أن يقولوا من أجل الحب! و اليوم ربما تقوم حروب و تقعد من أجل رجل . بات على الحبيبة أن تحارب كما حارب "هكتور"من أجل الحفاظ على الحب الذي ينتظر فيه الطرف الآخر ( الرجل ) تلك النهاية السعيدة .

و اذا كان فرتر قد ضحى بحياته حزنا على حبه الضائع فاليوم صرنا نضحي بحيائنا بحثا عن الحب الضائع . لو تعرفون ماذا فعل - هذا المتخفي بمجالات الفن - بعاداتنا و أخلاقنا و شرفنا ؟ارحمينا يا قصص الحب !فبعد أن كان الحب قيمة أصبح رذيلة ،وبعدما كانت تتزوج الفتاة الشرقية على الطريقة التقليدية التي شوهتها في نظرنا مسلسلات و أفلام و أغاني وروايات الحب صرنا نحب الحب ، نريد أن نحب ، و ماكان العيب في الحب إلا أنه فينا .

أتعبتنا الفيديو كليبات ، أحبطتنا أفلام الحب ورواياته ، أتخمنا بإبداع قصص الحب بين الرجل و المرأة . ففي أصبوحة شعرية لشاعر طبيب كبير السن ،و بعدما ألقى فيها قصيدة يصف فيها بطولة الشهيد صدام حسين فجر احتفالية شنقه تطلب فتاة بأعلى صوتها من الشاعر أن يلقي قصيدة غزل !؟ و غاب عنها أن الحب يغيب في حضرة الموت و أن لا حب بعد الموت بمجازه و حقيقته .

يدهشك الغرب بتفانيهم لتوظيف كل شيء ،كل شيء في قالب الفن السينمائي و ما زال الكثير منا يقدم قصص الحب نفسها مع مشاهد حشو ظنا من مؤلفيها أنهم جاءوا بفكرة جديدة . قصص الحب التي تستحق الاحترام و الاستشهاد بها هي التي تحمل صاحبيها من قاع الخطايا و تحط بهما على أعالي الكرامة و الشرف و الأخلاق .

و لا أناصر هنا العاشق الذي انتحر مؤخرا في الغور لأن الحبيبة ستذهب لغيره إلا أني عجبت لهذا الحب الرجولي الذي اختار أن تنام عينه قبل أن تفيق حبيبته قرب زوجها !



الكاتبة محررة في دائرة العلاقات العامة
/جامعة اليرموك
smellcofe@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :