facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أبـــواق فـتـنــة ومعابــر فسـاد


بلال حسن التل
02-09-2008 03:00 AM

أجزم بأن السيد حلمي الأسمر لم يوفق عندما تترس بروح أبي المغفور له بإذن الله حسن التل ليثير قضية تفوح منها رائحة الإقليمية النتنة. وقد كان على الأسمر أن يتذكر أن حسن التل رحمه الله كان فوق الجغرافيا بمفهومها الضيق.

وأنه أمضى عمره ساعياً وداعياً إلى وحدة الأمة بشتى أعراقها ومذاهبها. وقد كلفه ذلك الكثير من التعب والعنت وإصابته جراء موقفه من وحدة الأمة الكثير من سهام الطعن والغدر وأكل لحم الميتة من قبل الذين يستمرئون الغيبة واغتيال الشخصية. لكنه ظل صابراً وفياً للمبدأ مؤمناً بوحدة الأمة، فهل يجوز بعد ذلك أن تكون روحه ترساً لتمرير أفكار إقليمية بغيضة؟! ومثلما كان على الأسمر أن يتذكر أن حسن التل كان رجل وحده، فوق الإقليميات والطوائف والمذاهب.

فقد كان عليه أن يتذكر أنه كان يعلمنا نحن الذين كنا نعمل معه أن اليد العليا خير من اليد السفلى. وأن القلم النظيف لا يجوز أن يسخر للدفاع عن قضية أو موقف فيهما شبه فساد، حتى لو كان ذلك مقابل كل مال الدنيا. لأن الصحافة ليست وسيلة ارتزاق، لكنها أداة من أدوات إصلاح الأمة، ونشر قيم النهوض فيها. هكذا كانت عند الأفغاني ومحمد عبده، ومصطفى كامل، وحسن البنا وأن على الصحفيين أن يتذكروا أن جل رواد الإصلاح في هذه الأمة تخرجوا من بلاط الصحافة أو مروا عبرها.

ومن ثم لا يجوز أن تنحرف الصحافة عن الخط الذي أراده لها هؤلاء الرواد. أما وقد وقع المحظور وصارت الصحافة مهنة من لا مهنة له، وصارت نسبة كبيرة من الذين ينتسبون إليها يتخذونها وسيلة للارتزاق عبر ما يكتبونه نفاقاً وتزلفاً، وصرنا نقرأ على صفحات صحفنا دفاعاً عن المفسدين وتنظيراً للفساد، فقد صار من الضروري أن يهب المخلصون من أبناء هذا البلد للدفاع عن بلدهم من خطر المنافقين الذين يتخذون من الصحافة وسيلة لتوتير أجواء الوطن عبر توتير العلاقات بين مكوناته الإنسانية، وخلق أجواء البلبلة بين مواطنيه ناسين أو متناسين أن الدولة الأردنية الحديثة قامت كقاعدة لوحدة بلاد الشام أولاً، سعياً إلى وحدة الأمة كلها ثانياً. فهل يجوز أن يرتد بها بعض المحسوبين عليها إلى حسابات الإقليمية النتنة والجهوية الضيقة؟؟ لقد صار من رزايا هذا البلد أن يلجأ بعض المحسوبين عليه إلى إثارة الفتن الطائفية والعرقية والمناطقية عندما تفوتهم بعض المكاسب الشخصية محاولين الظهور بمظهر الضحية المستهدفة لأصلها ومنبتها، ولن تغيب عن الذاكرة العواصف التي قوبلت بها حكومتي فيصل الفايز وعدنان بدران لمجرد أنهما خلتا من وزراء يمثلون هذه المنطقة أو تلك.

وقد نسي أو تناسى الذين أثاروا تلك العواصف أن المنصب الوزاري ليس منصباً تمثيلياً على أساس الجغرافيا أو المذهب أو الدين، وأن كل شخص يصل إلى الموقع الوزاري يفترض أنه يخدم الوطن كله على أساس القاعدة الدستورية التي تقول الأردنيون سواء أمام القانون ، لكن ماذا نقول وقد صار الدستور محل اجتهاد مثلما صارت كل قيم الوطن محل اجتهاد عند بعض الطامحين لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الوطن ومكوناته وثوابته وفي سبيل هذه المكاسب صار يجري تخطي أعراف وتقاليد الوظيفة العامة وتقاليد وآداب المهنة وفي طليعتها آداب وأخلاق الصحافة، والتي صارت في بلدنا وسيلة تفريق بدلاً من أن تكون وسيلة توحيد، وصار بعضها أداة فساد وإفساد بدلاً من أن تكون أداة إصلاح، وهو أمر يزيد من إلحاحنا على ضرورة معالجة الوضع الإعلامي في بلدنا في إطار خطة إصلاح وطنية شاملة نستطيع من خلالها حماية الوطن كله من الأخطار التي تهدده وهي كثيرة لعل طليعتها الإقليمية والجهوية التي تمزق وحدته أمام الأخطار التي تواجهه.

مقالة حلمي الأسمر وما تلاها من ردود فعل مؤيدة ومعارضة تكشف حقيقة مرة خلاصتها أن بناءنا الوطني هش، وأن نسيج وحدتنا واهن يقوم على دخن وهي حقيقة يجب أن نعترف بها لكي نستطيع مقاومة أخطارها. وأول سبل المقاومة أن نسعى إلى زرع روح الانتماء للوطن بدلاً من الانتماء للشلة أو الجهة، لذلك فإن علينا أن نأخذ بشدة على يد كل من يثير الفتن الإقليمية والجهوية في بلدنا لأنه بذلك إنما يدق مسماراً في نعش الوطن خدمة لأعدائه، وقد صار علينا أن نعلي النكير على كل إقليمي أو جهوي يحاول أن يظهر بمظهر الضحية لتحقيق مكسب شخصي، وعلينا أن نواجه هذه الفئة المنحرفة بأن نبني وطن العدل والمساواة الذي يشترك فيه كل أبنائه بالغنم والغرم.

وإذا لم نفعل ذلك فإنه لا جديد ولا غرابة في هذا الصخب الذي يدور على صفحات بعض منابرنا الإعلامية حول الأصول والمنابت فعندما يهبط مستوى الفكر يعلو الصخب، وعندما يغيب الولاء للوطن تحضر الانتماءات الضيقة والنتنة، وعندما تصير المصلحة والمنفعة الشخصية الرخيصة هي المقياس تستباح كل الحرمات وتصبح الغاية تبريراً للوسيلة.

وعندما تنحرف الوسائل عن مسارها الصحيح يصبح حصاد أصحابها هشيما. وعندي أن جلّ صحافتنا الأردنية صارت من الوسائل التي انحرفت عن مسارها الصحيح فتحولت إلى أبواق فتنة ومعابر فساد ومفسدين. حمى الله بلدنا منهم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :