facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الابتزاز والمتاجرة بالوطنيات


فايز الفايز
11-09-2016 12:12 AM

لا أعتقد أن هناك فئات من الشعوب العربية على الأقل تحترف سرقة المال العام والخاص عن طريق ليّ الأذرع والضرب تحت خاصرة الدولة و «سحب الأفلام» على طريقة الأبيض والأسود، واستغلال كل الفرص واللحظات لمحاولة تدفيع الحكومات وشركات القطاع الخاص كما يحدث مع فئة اللصوص ذوي البدلات والبدالات ومراكز البحوث في الأردن، فهم لا يتركون شاردة ولا واردة إلا ويقبضون عليها مالا سحتا حراما لا دخل له بالترويج ولا بالعمل المحترم ولا بالإعلان حسب القواعد الأخلاقية، ولهذا باتت كل مناسباتنا فرصة لنهش لحم الدولة، والعواء على شخص ما أو مؤسسة ما، ثم يتباكون على الوطنية والحرص على المصلحة العامة.

القاعدة التي اتبعها زعران الضرب بالدف والقلم والجلسات التحتانية هي «إدفع تسلم» وهذا ما عانى منه كثير من الشخصيات الوازنة في المجتمع السياسي والحكومي و رجال الأعمال والمؤسسات الإقتصادية الكبرى، بل منهم من تم توريطه في قضايا رأي عام مسيئة لأنه لم يرضخ لابتزاز تلك الفئة الوضيعة والقليلة جدا، والتي لا تمثل نسبة فاصلة واحد في المائة من المجتمع.

في المقابل يستطيع أي شخص نكرة، لا تاريخ ولا إنجاز ولا خدمات ولا إسم ولا بصمة إجتماعية، أن يتحول الى نجم الساحة الوطنية، ويمكن أن يتضخم إسمه وجسمه وأن تكتب له سيرة ذاتية ليست لفيدل كاسترو والسيجار الكوبي ، والسرّ في أنه يدفع الأموال الطائلة لمجرد حب الظهور والترويج عله يحظى بمقعد متقدم في مجالس التجالس الرسمي والشعبي، ومن الممكن أن تكتب له سيرة آباء وأجداد حاربوا الفرنجة ثم الإستعمار ثم فاوضوا على استقلال المملكة ، فكل شيء ممكن في زمن « أنت إدفع ونحن لذكرك نرفع «.

للأسف تلك الفئة تتبع سياسة قطيع الذئاب ، فيكفي أن يقع شخص ما بين يدي أحدهم ليتبعه بقية القطيع بالهرّ والضرّ والتهديد والوعيد بقلب الحقائق وتلفيق الأكاذيب عليه إن لم يدفع كما دفع للجميع ، وللأسف مرة أخرى يرضخ كثيرون تحت بند « مكافاة شرّ» ، والأسف الأكبر أن ليس هناك معايير أخلاقية يمكن أن يتم التعاطي من خلالها ومواد قانونية تحاسب أولئك الذين أصبحوا معروفين للقاصي والداني ، ولا أحد يقاضيهم أو يحكم عليهم بالعقوبات المغلّضة ، حتى باتوا يتصدرون المقاعد في المناسبات الاجتماعية وبرفقة مسؤولين ورجالات دولة لم يحلموا يوما بالوصول الى أبواب مكاتبهم أو منازلهم، وهذا يحطّ من قيمة تلك الشخصيات ويجعلها مرتجفة.

هذا كله والصمت عليه خلق فئة رخيصة في المجتمع، و شكل طبقة مزيفة تطفو على سطح المحيط الوطني ، ما جعل أي شخص يمكنه أن ينظر في المرآة صباحا فيرى في نفسه مسؤولا أو وزيرا أو نائبا أو عينا، ولا بأس في منصب رئيس للحكومة، ونتيجة لذلك ما نراه من تهافت في التسابق على الانتخابات والصالونات الليلية والحكواتية وميدان الطخطخة على الدولة ومؤسساتها وأشخاصها، وبات كل صغير وأصغر ينظّر ويفسرّ ويتحدى ويعترض ويحط من مقامات الناس دون أدنى معلومة أو دراية، فقط لأنه طفى على سطح صفحات الإعلام يوما، أو إشترى صداقة ناشر أو منشار بالعطايا والهدايا.

في العالم المحترم، هناك طرق شريفة لكسب المال والمنصب، وهو حق للجميع من خلال عمل مؤسسي أو شخصي غير مبني على الأساليب الملتوية والإبتزاز والكذب وتزييف الحقائق والمقايضة بالصمت عن الحق أو مناصرة الباطل، وكتابة تقارير مضللة ومحرضة ووضعها في سجلات خارجية، يبرع أصحابها في تشبيك علاقاتهم مع مؤسسات دولية لتمكينها من استهداف الوطن في أي وقت وأي حدث.

الكارثة أن كل كلاب العالم تنبح على اللصوص ومن يعتدي على حرمة البيت إلا في بلدنا فكلابنا تنبح علينا ليس من جوع أو حاجة، بل لأنها كانت جرّاءً في أحضان البعض فأسمنوها لتهاجم خصومهم، ثم تركوها على عادتها فباتت تعقر يد الدولة والوطن ، ولهذا وحرصا على ماتبقى من قيّم وأخلاق في مجتمعنا المحترم ، يجب محاسبة الجميع على أخطائهم، والاقتصاص من تلك الفئة على خطاياهم ، فالله سيحاسبهم على المال الحرام في الآخرة، ولكن حتى نصل الآخرة يجب تأديب المحترمين بمعاقبة السفلة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :