نعم فلتسقُط فلسطين من شعاراتكم الرنّانة! ، فلتسقط من لوحاتكم الشخصية وآرماتكم السفتطائية وصوركم الإنتخابية ، فلتسقُط فلسطين من بياناتكم المبهرجة وكلماتكم المنمقة التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع ، فلتسقُط من برامجكم العقيمة ، فلتسقُط فلسطين من حساباتكم وتجارتكم ، فلتسقُط من مؤامراتكم وتحالفاتكم القائمة على المصالح الشخصية .

نعم فلتسقُط فلسطين! ، شعارٌ أردده وبقوة مُنذ بدأت الحملات الدعائية وإفتتاح المقرّات الإنتخابية للمرشحين وإعلان قوائم المرشحين للإنتخابات البرلمانية للمجلس النيابي القادم الثامن عشر والتي تفصلنا عنه أيام معدودة , فالمواطن أينما توجه في نظره قرأ الشعارات تلو الشعارات منها ما هو منطقي ومنها ما يعجز العقل حتى عن تصوره, شعارات ما هي إلا جوادٌ أصيلٌ يحاول البعض إمتطائه ليعبر من خلاله غُبار هذه المعركة نحو الفوز بالكرسي .
يتغنون بفلسطين ويتناسون أن الإنتخابات في الأردن , يعدون بتحريرها وهم لا يستطيعون تحرير سعر رغيف خبز أو حفنة قمح , الإنتخابات يا سادة في الأردن وتخص الشأن الأردني والمواطن الأردني فقط ، تخص أبناء هذا الوطن الذين يتوقون لرؤية برامج تلبي طموحاتهم البسيطة وتخفف من ثقل الحزام الملتف حول بطونهم , هؤلاء يا سادة يتناسون أن الأردن هو المعني الأول والأخير بإنتخاب مجلس النواب ليقوم بمهامه التشريعية والرقابية وإنصاف المواطن الأردني الذي تحمّل وما زال يتحمل الكثير من أجل الوطن .

لذلك وإنني وانطلاقا من وعيي كمواطن يعشق تراب الأردن قررت أن أشارك وأنتخب لأنه حقٌي الدستوري وواجبٌي الوطني , سأنتخب كل من يفكر بحلول إقتصادية لتقليل العجز وتشغيل البطالة، سأنتخب من سيعمل على تحسين خطط المناهج والتعليم، سأنتخب من يعطيني الحرية الشخصية والديمقراطية المدنية , سأنتخب من يعطي المرأة حقها فعلاً لا قولاً فقط , سأنتخب من يكفل لي حرية التعبير عن الرأي ويبطل عني تكميم الأفواه, سأنتخب من يمتلك خطة حقيقة لحل مشكلة المواصلات العامة لتصبح منظمة, ولكن لن أنتخب كلُّ من يتحدث عن فلسطين أو القدس كمتطلب نجاح من الدرجة الاولى ، لن أنتخب أيّةُ قائمة تُشير إليها أو مقترنة بإسمها، فلن أرضى أن تعلقوا إسم فلسطين على مصالحكم الشخصية ولن أقبل أن تكون فلسطين جسراً تعبرون فيه جسور قلوبنا وتدغدغون فيه مشاعرنا الأزلية ؛ فشعاراتكم عجزت عن تحقيقها دول ولربما الأمة العربية بأسرها ، ونحن في الأردن مليكاً وشعباً لا نحتاج لمن يذكرنا بدورنا لفلسطين فعين الوصاية الهاشمية ترعاها وترعى مقدساتها ,و لكن للأسف هنالك بعض من أبناء الوطن الطيّبون يُصدقون هؤلاء المرشحين ويركضون وراء أوهامهم ، فهؤلاء يا سادة يتذكرون فلسطين ولا يفعلون إلا قليلاً ، فلا مزاودة على فلسطين ، بوصلتنا يا سادة كانت وما زالت وستبقى فلسطين ، وبوصلتكم لا تُشير إليها ، بوصلتنا سوريا العربية المقاومة وبوصلتكم تحمل أجندة لا نعلمها.

#فلسطين ليست بحاجة إلى شعاراتكم .
#غيومهم بلا مطر، أما غيوم الوطن فكلها فياضانات وعواصف من الثلج.
#سأنتخب الأردن ... نعم سأنتخب الوطن .
عيسى حداد