facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردنيون ومليكهم لا يحبون الموظف الفاسد


17-09-2008 03:00 AM

يتأبط كاتب تأسّرل ّ يوما ما بصورة ما ، مزمارا جديدا من مزامير أتباع نجمة داوود التي تبيح تبرير الوسيلة للوصول الى الغاية ، وهو يعرف أهلها جيدا فعلاقته ممتازة معهم ..ليحاول النيل من إرادة الشعب الذي يحب أو يكره حسب المعطيات على أرض الواقع ، وحسب البينات التي تقتنع بها عقول الناس ، ولأن الصمت أصبح سلاح الدفاع الوحيد لتلك الشرذمة ، فقد انبرى البعض للمساس باللغة الواحدة التي يفهمها جميع المواطنين في الداخل بعدما شبع هذا البعض بالهذر عن قضايا سياسية خارجية ، ليس له منها سوى الببغائية المتواصلة بعد كل تصريح لمسؤول أمريكي أو إسرائيلي .

ثم يجلس غير بعيد عن سلة كبيرة يعزف ألحانا غير متناسقة ، مقطوعة الأنفاس غريبة " التخت " متمايلا برأسه طربا لعزف لا يطرب الناس ، بل ستكون نتيجته أن يُخـرج ما بالسلة .. وهل في سلال الشوارع هذه الأيام غير الأفاعي ، التي تسابق في إظهار تمايلها تبعا لمعزوفات الحواة الذين يريد كل واحد منهم أن يستأثر بزخم الشارع ! وبعيدا عن الديدن الأعشى للحكومات السالفة في تقدير أبناء الوطن من شرقه ومن غربه ، والتي تعين أعيانها على مزاجها ، وتدعم نوابها على مزاجها ، ولا ترى مطالب وأولويات المجتمع إلا الملصقة على زجاجها ، فإن الرائي للمشهد الأردني لا بد وأن يصاب بالحيرة تارة وبالغيظ تارة ، وفقدان العقل تارات كثيرة .

فالشعب يتلوى تحت وطأة حلبة المصارعة التي استأسدت فيها أرانب لم تك من قبل شيئا ، فربت على السحت والمال العام و واستخدام المبرر الوظيفي للوصول الى الغاية الشخصية ، وكل هذا في غفلة من الشعب المسحور ، والحكومات الساحرة ، التي تركت لنفر غير مسؤول حرية النهيق في إسطبل الجياد الأصيلة .

ولأننا أصبحنا عرائس في مسرح العروض الموسمية دون أن ندري ، فقد تزحلقت أقدامنا في ترهات وأصداء منازعات فكرية تتداولها فئة معينة ، تعبر عن حالة الشارع على اختلاف آراءهم ، فأصبح العقل حيرانا ما بين رجال تحميهم المناصب والقوانين ترفرف فوق رؤوسهم سحائب الغموض ، ورجال يناصبون الحكومة العداء المقنعّ ، لإسقاط خيار مكافحة سوءاتهم وتتبيرهم وتضييع مقومات الوطن بدعوى إنقاذه .

الأردنيون لا يكرهون المسؤول ، بل يكرهون سياسات البعض التي أوصلت البلد الى هذا الحد من الانعطاف الخطير الذي سيكتوي بناره ابن دابوق وابن مخيم الحسين وابن زيزيا التي ابتلعتها أمانة عمان عندما ارتفعت أسعار الأراضي فيها ، وقبل ذلك كانت من النسي المنسي على خارطة التنمية ، وتلك السياسات قد لا يكون مسؤول واحد هو السبب فيها أو هو الوحيد المتسبب .

الأردنيون لا يكرهون الوظيفة العامة .. بل يكرهون الموظف الفاسد أو الموظف عالي الشأن الذي يستسهل بيعهم على أرصفة الموانىء لسفن القادمين والذاهبين ، والذي لا هم له سوى أن يكون هو خاطف الأضواء حتى وإن احترقت مدينة بمن فيها ، المهم أن يبقى " منـّوّر " .

الأردنيون بمختلف مشاربهم لا يكرهون التطور والتقدم أو أي شخص يقدم للوطن والشعب خدمات جليلة بعيدة عن المحسوبية والعائلية والزوجية ، ويسعى للارتقاء بالوضع المعيشي للناس من كافة نواحيه .. بل يكرهون من يقدم نفسه مندوب مبيعات للشركات الأجنبية ، وسمسارا شاطرا لرؤى وطروحات صناديق التمويل الغربي المشروط بالإنصياع الى تنازلات سياسية لا تخدم الوطن ولا الإقليم ، أو منفذا لسياسات وقناعات نهج "بوش ـ رايس " لإخضاعنا لما يخدم أعداءنا ، كائنا من كان ومن أي أصل أو مشرب . . ولأن الملك سيف مصلت على الفاسدين والمتقاعسين وأصحاب المصالح الخاصة ، فإنه لا يتوانى للحظة في اقتلاع شجرة الفساد بما أثمرت .. و له مطلق الحرية بما يقرره وما يفعله في رجالات الدولة الصالحين منهم ، ومن يتبين إنهم متجاوزين للخطوط الحمراء .. فهو الأدرى والأعلم بالمصلحة العامة لمؤسسة الدولة التي هي في المحصلة النهائية مرتبطة بالمصلحة الوطنية الشعبية ومتطلباتها .

وجلالته من الذكاء والكياسة والفطنة لدرجة أكبر من ان يعرف أين هي مصلحة الجميع شعب وحكومة وقصر ، والملك دارس جيد للتاريخ ويعرف الثغرات التي كان البعض من المغرضين وأصحاب المصالح وأعداء الوطن والقيادة يستغلونها لزرع الفتن هنا ، والتأليب على جهة ما هناك فيما مضى من الوقت .

وعليه فإن جلالة الملك يعرف من ومتى يزيح أي شخص يرى إن المصلحة العامة للوطن تستوجب ان لا يكون في هذا المنصب أو في ذاك ، ولن يكونوا كل أولئك أقرب وأكثر إخلاصا وصدقا ومودة ونصيحة ونسبا ممن رأى جلالته إن المرحلة تتطلب أن يكون في مكان آخر يستطيع خدمة جلالته والوطن بشكل أفضل دون أن تترتب عليه مسؤوليات كثر .

كما إن الملك لم يطلب لا من قبل ولا من بعد أن يحب الشعب أصحاب الوظائف العامة وزعاماتها ، فالمحبة ليست بضاعة تباع وتشترى من الأسواق ..

كما إن جلالة الملك يعرف تماما إن الشعب أغلى وأهمّ وأولىّ مليون مرة من منصب ما أو شخص ما ، فأصحاب المناصب راحلون ، وأبناء الوطن ضاعنون متمسكون بولائهم وانتماءهم ويدلل على ذلك إن الملك أصبح ملتصقا تماما مع الشارع الأردني وبكل شرائح المجتمع متجاوزا بذلك استشارات المستشارين والمقربين ، وأصبحت أذناه على مسافة همسة من أفواه المواطنين الذين أحبوه ، كما ان أصبعه على نبض الأهالي في القرى والمخيمات والمدن .. ليمسي جلالته على شفاه الجميع ابتسامة رضى ودعاءً مخلصا .

وعلى ذلك نرجو أن لا يشعل البعض حرائق هنا وهناك وسط حشائش الشارع التي يعلمون إنها جافة جدا، وأصبحت أشواكه الغريبة تطغى حرابه الصقيلة التي تحمي الوطن وما تبقى من مقدراته التي أضاعها زوار الليل ، وحناجره التي تصدح منبهة أهل الحي كيلا يخترقهم " فيروس مفسد " .

ونرجو من الله أن يغيثنا بمطر المحبة وسقيا البركة لتعود حقولنا الوطنية خضراء دون ان يحاول أحد التأثير على خط سير المرحلة التي يقررها أصلا الشعب مصدر السلطات الذي يعرف مصلحته مع من .. والتي ان لم نشهد خلال موسمها القادم الذي أكفهرت فيه وجوه مسؤولين مدنيين حامت الشبهات فوق رؤوسهم إن لم نشهد تغييرات جذرية وبدلاء تخفق قلوبهم بدماء المواطنين من شتى منابتهم وأصولهم و تتحسس أياديهم أوجاع المساكين في أنحاء الوطن ، فستكون صورتها أكثر سوداوية وضبابية .
والأمل المعقود على جلالته كبير لان ينتصر للوطن والمواطن كما هي عادته الكريمة .

Royal430@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :