facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في أربــــعين الشــــاعر محمـــود درويـــش


19-09-2008 03:00 AM

أي هاجس هذا الذي يشغل القلب بعد رحيلك؟ وأي سؤال يخرج من غيمة دمعة الشعر؟ بعد أن بكى الشعر حزنا عليك وهو يشكو الوحدة والفراق الصعب . ومن منا لا ينحني لحزننا العظيم عليك الذي وجدناه في شعرك الذي توقف فجأة عن ضخ الأبيات المفعمة بالتمرد، والحرية وتأمل الأرض والكون وتقديس الشاعرية ؛ فهاهي القصائد التي سطرتهاوالتي حفضها الأجيال عن ظهر قلب شاهدة عليك، فقد كنت فيلسوف الشعر الأعمق من عمق تصورنا ،وكنت دائما في شعرك تتنفس من عبق التاريخ المحفور على الهامات . كنت فيلسوف الشعر وشاعر التحرير والناثر المفتن .كنت واحدا ممن قلبوا صفحات المجد بأيديهم فنظمت أشعارهم أسطورة الذكرى، والتي سيكون لها ألم الفراق ولوعة يتردد صداها في كل حنجرة تعشق ذكر درويش .فها نحن نغرق عليك اليوم بالصبر العظيم، ونحمل الصمت والصبر والعزاء؛ فها هو الحزن طافح علينا وعيون القدس تفيض بالدمع حسرة، وقلب الجليل كله مواجع وها نحن والشعر بين يدي ضريحك نشكو الوحدة والفراق الصعب ، ونفاذ الزيت من قناديلنا . ننادي عليك لكن الذي ننادي عليه قد أبحر في نوم عميق... فرحماك يا رحمن به! ورحماك بالشعر الذي مات صاقله.

فرويدك يا درويش!

فان أنت رحلت فان شعرك لن يرحل، وقصائد شعر الانسان ستبقى أنشودة حب في ذاتنا .واعذرنا يا شاعرنا الكبير فنحن لن نبكيك لأنك ستبقى تنبت في نبضنا غصنا أخضر، وسيضل اسمك في قماش كل قصيدة مطرز بحرير الذهب...

فيا أيتها القصيدة: رتلي على لسانك اسم محمود درويش! وقدمي له الوفاء .. أيتها الأرض : احفضيه في بطنك وصونيه في صندوقك؛ فقد كان وفيا في شعره لك... وأما أنت يا شجرة الزيتون التي زرعناها عند لحده فاسقيه بماء الورد‘ واغسليه بالندى كلما اعتلاه الغبار .فالوداع الوداع: يا صاحب القرطاس والقلم، ويا فارس الشعر فسنة الحياة تأبى الا أن تفرض ذاتها وفي كل مكان؛ فها نحن نودع غياب شمسك التي لم تعرف استكانة‘ وكأنها رسالة العطاء الدائم التي التصقت بكل ما هو عربي المنشأ،لقد أدرك القلم الآن عجزه عن الرثاء في الوقت الذي تعلم أن تكون في كل قطرة حبر منه رسالة أمل بمستقبل حالم، فيا أيها المسافر قبل الوصول‘ ويا سيد الشعر ،سيضل حضورك ضوء هذا الليل واشراقة ذلك الفجر ولك الأسى والدمعة الصامتة، و نحن نرى الحمائم تغدو هناك في عنان السماء ؛ فتنشد وداعـــــــا يا قلم الأمة وداعــــــــــا ...



م: أحـــــمد عبدالله المجــــالــــي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :