facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الهجرة الحق


عاكف الجلاد
01-10-2016 01:22 PM

ذكرى الهجرة العظيمة، التي كان لها الأثر العظيم في تغيير العالم ، وتوجيه مسار التاريخ، وأظهرت أن إرادة الله الواحد القهار فوق إرادة ومكائد المشركين والحاقدين مهما كانت قوتها.

مشركو قريش حاولوا أن يقضوا على دعوة الإسلام ونبيها بشتى الطرق، من حصار، واضطهاد، وتعذيب، لكنها كلها فشلت في زعزعة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته عن ما هم عليه، بل زادتهم إيماناً في دعوتهم، فما كان من الكفار إلا محاولة القضاء على رمز الدعوة وهو النبي محمد، لكن الله أرادها بداية الانتصار للإسلام.

هذه الهجرة التي بفضلها تبدل حال الدعوة من ضعف إلى قوة، فكانت الفيصل بين العهدين.

الهجرة النبوية لم تكرم على أنها انتقال من مكان إلى مكان آخر، بل كرمت لأنها تجسيد لسلوك العبد نحو الله، ومن العادة إلى العبادة، ومن الغفلة إلى الذكر، ومن البعد عن الله إلى القرب منه سبحانه وتعالى.

‏‎و من دروس الهجرة هو أن انتصار الدعوة مرهون بتقديم الغالي والنفيس ، فهذا سيدنا علي ينام مكان رسول الله وهو مدرك تعريض حياته للخطر ، وهذا سيدنا أبو بكر يهاجر مع رسول الله ويأخذ كل ماله معه لخدمة الدعوة ، وهؤلاء المهاجرين هاجروا تاركين وراءهم أهاليهم وأموالهم في سبيل الله، بل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبقى آخر المهاجرين رغم كل ما قد يتعرض له من أذى المشركين .
‏‎وهناك درس آخر ، وهو أنه لن يستقيم حال الأمة إلا إذا توحدت الجهود في عمل منظم يسد فيه كل مسلم من موقعه أي ثغرة قد تسيء للإسلام وأهله ، وان يكون سببا في نصرة الدعوة الحق.

‏‎ولا يتم بناء أي أمة ما لم يقم أهلها بالتخطيط اللازم لذلك البناء ، والتخطيط وحده لا يكفي مالم تدعمه العزيمة ، والوسائل العملية ، ومنهاج ينظر للغد القريب والبعيد.

‏‎ففي غمرات التنافس على الدنيا ، تضيع البوصلة وتُخطئ الوجهة عن طلب الآخرة ، ويصبح إرضاء الله آخر الهموم ، لكن الهجرة بمعناها المستمر تسمح بإعادة توجيه تلك البوصلة نحو الله والآخرة.

‏‎إنها الهجرة النبوية، تلك الرحلة العظيمة التي فتحت للدعوة أفقا أوسع ، وأكبر ، فكانت بداية نهج جديد في التبليغ ، تضافرت فيه جهود المهاجرين والأنصار جميعا لتصنع دولة الاسلام ، دولة ستحمل للعالم رسالة جديدة ، جوهرها أن لا سعادة للإنسان إلا إذا عرف سر وجوده ، ولا سعادة للبشرية إلا بشرع الله وعبادته.
‏‎إنها الهجرة التي تخاطبك وتخاطبنا جميعا ، الهجرة إلى الله ورسوله ، بأن نهجر ظلام المعصية لنتعلق بنور طاعة الله، وإتباع سنة نبيه ، ونهجر أنانيتنا وتكبرنا إلى الإيمان ، والتواضع ، والسلام، والمحبة.





  • 1 العفيشات 01-10-2016 | 11:27 PM

    اجمل ما قرأت اليوم


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :