facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ناهض حتر


مالك نصراوين
02-10-2016 03:42 PM

فجع الاردن في صبيحة الاحد الماضي، بحادث اجرامي هو الاول من نوعه منذ عقود مضت ، الا وهو اغتيال المفكر والكاتب والصحفي والسياسي والشاعر ، الشهيد ناهض حتر ، الذي عرف على مستوى العالم العربي وعلى مستوى العالم ، كمفكر ومحلل سياسي ، صلب وواضح المواقف ، واكثر ما عرف عنه ، موقفه الذي عرى فيه مؤامرة الربيع الامريكي الصهيوني ، الذي اجتاح منطقتنا منذ ما يقارب الستة اعوام ، ومساندته للدولة السورية ومحور المقاومة ، وتعريته ايضا لادوات ذلك الربيع المشؤوم.

الشهيد ناهض حتر ، وقبل ان يكون قوميا وامميا ، هو وطني اردني بامتياز ، يعشق بلده الاردن ، وان صنف كمعارض لمواقف واوضاع وقرارات في الاردن، الا انه لم يحمل فكرا انقلابيا، بل فكرا اصلاحيا ، ولقد عرف عن الشهيد حتر ، بانه من ابرز اليساريين الاردنيين ، الذين انصفوا الشهيد وصفي التل، وساهم بقلمه ولسانه، بتفنيد كل الاتهامات الباطلة التي الصقت به، وهذا ما لا يمكن ان يفعله، من يحمل فكرا انقلابيا ضد النظام في الاردن ، ونحن نعلم مكانة الشهيد وصفي التل ، ووطنيته واخلاصه للنظام في الاردن ، وقد علمت ايضا انه الف كتابا لم اقرأه اسمه " الملك حسين بقلم يساري اردني" ، وقد تطرق فيه الى خصال الملك الراحل ، واثنى على دوره في بناء الاردن المعاصر ، وعلى مواقفه السياسية ، رغم معارضته لبعض تلك المواقف.

حتى في ظل الربيع الاسود، وفي ظل الحديث عن دور اردني مناهض للدولة السورية ، كان الشهيد يتخذ مواقفه انطلاقا من محبته لبلده الاردن وحرصه عليه ، فيدعو بكل وضوح الى تعاون الجيشين العربيين السوري والاردني ، والى تعاون المخابرات الاردنية مع المخابرات السورية ، لصد المؤامرة عن المشرق ، لانه راى ان ما يجري في سوريا ، مؤامرة قذرة تستهدف الاردن ايضا ، كما تستهدف فلسطين.

الشهيد ناهض حتر لم يكن يوما اقليميا ، وهو اليساري الذي تبنى اخيرا مشروع المشرق العربي ، الذي يضم سوريا والعراق والاردن وفلسطين ولبنان ، وما موقفه الصارم من موضوع فك الارتباط مع الضفة الغربية ، الا من منطلق الحرص على مستقبل القضية الفلسطينية ، والهويتين الاردنية والفلسطينية ، وهو نفس المنطلق ، الذي دعا قمة الرباط عام 1974 ، الى تبني مطلب منظمة التحرير الفلسطينية ، بان تكون الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

فكم من تشابه كبير بين الشهيدين وصفي التل وناهض حتر ، عشق كبير لا حدود له للاردن بكل مكوناته ، وضوح وجرأة في المواقف دون مجاملة ، اتهامات ظالمة لم تفهم ولم تستوعب فكر الشهيدين ، واخيرا سيرهما معا على طريق الشهادة برصاص الغدر والجهل.

مخطئ من يظن ان الرسم الكاريكاتيري ، هو سبب اغتيال الشهيد ، هو كذلك بالنسبة للقاتل ، لكن القاتل الحقيقي هم المحرضون ، الذين استغلوا ذلك الرسم ، لتصفية حسابهم مع سياسي جريء مثقف ، فضح مواقفهم ودورهم في الربيع المؤامرة ، هذا الرسم الذي وضع لفترة وجيزة على صفحة الشهيد ، ثم سحبه واعتذر عنه ، وقد كان يعي في اعتذاره دوافع من حرضوا عليه ، وميز بين البسطاء الذين يغارون على الدين ، وهم موضع احترامه ، وهولاء من خيرة ابناء شعبنا الطيب المتسامح ، الذين لا يمكن ان يلجأوا الى القتل ، وبين الدواعش الذين استغلوا الرسم، لكي يؤلبوا الراي العام الاردني ضده ، بكلمات تنم عن حقد وكراهية عميقة ، لم تاتي بسبب الرسم الكاريكاتيري ، بل دافعها الحقد على دوره الوطني والقومي ، في تعرية ادوات مؤامرة الربيع.

رحم الله شهيدنا ناهض حتر ، ذاك الفارس الذي ترجل ، وهو في عنفوان شبابه وعطاءه ، لقد خسر الاردن ذلك المفكر العاشق لكل ابناءه ، ولكل ذرة من ترابه ، عزاؤنا يا ناهض ، انك سرت على درب وصفي وهزاع ، وفديت الاردن بدمك ، وسيبقى اسمك خالدا في تاريخ الاردن ، وسيظل فكرك ومواقفك الواضحة الجريئة ، نبراسا لكل الشرفاء ، المجد للشهداء ، المجد للاردن .





  • 1 انا 9 02-10-2016 | 07:56 PM

    شكرا استاذ مالك ، مقاله جميله

  • 2 تيسير خرما 03-10-2016 | 11:42 AM

    مهما كان السبب فجريمة قتل إنسان لا تبرر ولا يحق لأحد إلغاء القضاء والدولة فقد نشأ الإسلام ببيئة مكتظة بوثنيين ومشركين ثم منافقين بجانب أهل كتاب سماوي من يهود ونصارى ولم يأمر سيدنا محمد (ص) بقتل أحد منهم بل اعتبر كل منهم مشروع مسلم فطلب حرية تعبير وإقناع بأدلة وبراهين عبر 13 عاماً قبل قيام أول دولة إسلامية مدنية ثم استمر بذلك عشرة سنوات بعد قيامها بنص القرآن وصحيح السنة بتعامله خارج الحرب بل كان منهج الحرب دفاعي وتطوعي وذلك أساس قوة وانتشار الإسلام وقهره مناهج تنافي العقل والفطرة ومكارم الأخلاق.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :