facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نفط ودماء


ابراهيم العجلوني
08-10-2016 01:06 AM

نفط العرب والمسلمين ودماء ابنائهم هما الاكثر نزفاً في حرب القوتين الرأسماليتين: روسيا والولايات المتحدة, اما الاتحاد الاوروبي فهو يستنزف كراماتهم على حدود اقطاره, على حين وقف النظارة في مشرقنا الغافي وقفة العاجز, لا يحرّكون سوى ألسنة حداد, وينامون على خدر الفضائيات التي تمعن فيهم, الهاءً وتسخيفاً.

كيف وصلنا الى هذه الحال المعجبة من القصور والسلبية والموات؟ وكيف خدعنا بربيع كاذب, وبديمقراطية منتحلة, وبوعي زائف؟ وكيف صار بأسنا بيننا شديداً وقلوبنا شتى, وكيف عمينا عما يتحيينا من دعوة الحق وميزان العدالة بين ظهرانينا. وكيف صرنا يكفّر بعضنا بعضاً ويقتل بعضنا بعضاً في امتثال امثل لما يراد بنا ويبيت لنا؟ وكيف ملأت الخشب المسنّدة والازباد الذاهبة جفاء وجه بريتنا وصدور مجالسنا؟ وكيف ضاهانا اعداءنا جملة, وتنكّبنا قيمنا واخلاقنا وعقائدنا ومروءاتنا وصرنا قطع شطرنج تُحرّك في مآرب خبثاء الامم؟

إن سبباً واحداً لا يكفي لتفسير ما ادّاركنا فيه, ولا حتى عدة اسباب مما تختلف في تمثّله الالباب. فثمة شبكة بالغة التعقيد من طبائع الاستبداد ومواريث الاعتقاد وقيود التخلّف ورواسب الاحقاد, وثمة فساد عريض يتولى كبره الشطار والعيّارون والاغبياء والحاذقون, وثمة فوق ذلك ائتمارات ذوات خطط وسيناريوهات, وثمة استشراق متجدد واستعمار متأبد, فبأي شيء من هذا كله نبدأ وعلى أي جانب نميل, والى أية غاية نقصد, وهل الى علاج من سبيل؟

إننا لا نعدم عقولاً تتبيّن مناهج الاصلاح والتغيير, ولا نعدم ارادات خيرة, وضمائر حرة يضيرها وقوف الامة في التلدّد والحيرة, ومروءات تهتز للعطاء وتتأبّى على الاستخذاء, لكن هذه كلها مدفوعة عن مواقع التأثير مستبدل بها نقائضها, حتى ليصح لنا ان نقول مع البحتري: إن زماننا محمول هواه مع الأخسّ الاخسّ, كما جاء في سينيّته المعروفة.

رب قائل هذا تشاؤم يفسد العزائم, ولكننا نراه ضرباً من الواقعية والمصارحة وخطوة لا بد منها, ويأساً – ومن معاني اليأس العلم – مما هو – بالكاد – قائم, وتشوّفاً, بمعرفة واستيقان, لمستقبل مختلف قادم, لا نكون فيه نهباً للأمم, ونتقدم فيه الى اسلامنا وعروبتنا, ونكون أمة «هادية للبرايا» على حد قول الشاعر العراقي «باسل الرفاعي» ونستعيد ذاتنا ورسالتنا وسماتنا وصفاتنا. ذلكم أقوم للشهادة, ومن سلك الجدد أمن العثار.


الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :