facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الرفايعة يكتب : ⁠⁠⁠شعب جيولوجيّ ..


باسل الرفايعة
25-10-2016 05:55 PM

آلافُ الصناديق من الذهب العثماني تاهت في الأراضي الأردنية، بعد هزيمة الأتراك الذين فرّوا في 1916، ودفنوا ذهبهم، تاركين خرائطَ وعلاماتٍ، لا يزال الأردنيون يتتبعونها. كذلك فَعلَ الأدوميون، والبابليون، والآشوريون، والإغريق والرومان، وغيرهم. لكنهم كانوا أكثرَ ذكاءً من الأتراك، فذبحوا وحوشاً كاسرة، وثعابينَ مُرعبة، ومع السحر، والتعاويذ، تحوّلَ ذلكَ إلى "رَصَدٍ" في الكهوف، يحتاجُ إلى فتح "المَنْدَل" ومساعدة الجنّ. رأى كثيرٌ من الأردنيين في أحلامه مغارةً مكدّسةً بالذهب. ثمةَ من قالّ إنّ وليّاً زارهُ في المنام، وأخبرهُ أنّ كنزاً تحت عتبة البيت. آخرُ عثر على "أفعى" نقشها راعٍ ضَجِرٌ على صخرة، فظنّ أنها دليلٌ على مال قارون.

ويُردّدُ الناس أنّ طائراتٍ مروحية هبطت عند قلعة عجلون، وحملت عدداً لا يُصدّقُ من الصناديق، ثم اكتشفنا أنّ هرقل نفسه خَزنَ ذهباً في بلادنا.

نشطت تجارةُ تهريب أجهزة الكشف على الذهب، التي يستخدمها حرّاسُ الشواطئ في أوروبا واليابان في البحث عن خاتم أو قرط، فقدتهُ امرأة، وهي تتشمّسُ على الرمال. كما كثر المشعوذون، وتعرضَ كثيرون إلى احتيال، وإفلاس.

الصدفةُ خدمت رواجَ هذه الخرافات. فقد عثر قليلون على ذهبٍ تركي، وقطع نقديّة، من العصور القديمة، بينما استمرّ منقّبو دائرة الآثار في اكتشافاتهم الرائعة عن شواهد الحضارات الغابرة الموجودة في بلادنا، ولم يعثروا على أكوامٍ من الذهب، ولا على وحوشٍ كاسرة.

مثلُ هذا الخيال المنسوج من اليأس والفقر، يُشبهُ اليقينَ الأردنيَّ عن وجود النفط بكميّات وافرة، تجعلنا عضواً فاعلاً في "أوبك". ولكنّ الحكومةّ وضعت عليه "رَصَداً" لا يُفكُّ، ولن تستخرجه، تنفيذاً لإملاءات إسرائيلية وغربية، لا تريدنا بلداً ثريّاً، وتُكرّسُ تبعيتنا للمنح والمساعدات والهَوان.

فقدانُ الثقة في الحكومات جعلَ الأردنيين لا يُصدّقون أنّ النفطّ غير موجود، بكميات تجارية، ودفعهم للتساؤل عن الدول النفطية التي تحيطنا، وعن الفساد في العطاءات مع عشرات الشركات الأجنبية المُنقّبة عن البترول، وعن إغلاق آبارٍ، تدفّق منها النفط بغزارة، وتلقفنا تصريحاتٍ لخبراء عرب بأنّ في أرضنا من النفط ما يكفي لمئة سنة قادمة، بحيث تحولنا إلى "شعبٍ جيولوجيّ" واثقٍ بمعلوماته.

الأدلةُ مؤكدةٌ على أنّ الأردن يمتلكُ احتياطيّا ضخماً من الصخر الزيتي، ما يضعه ثانياً، بعد كندا. وهناك شركتان عالميتان تعملان حالياً، ومن المتوقع أنْ نقطفَ أولى الثمار في 2020. لكنْ، لا دليلَ على أنّ الذهبَ الأسودَ مدفونٌ بكميّات هائلة في أعماق صحارينا وبحرنا الميّت، وليسَ من مصلحة الدولة أنْ تدعه في جوف الأرض، بعد خسارة مئات الملايين في التنقيب عنه. وكلنا يعرفُ تفاصيلَ الأزمة الاقتصادية التي نعيشها، فالبلادُ تستدينُ لتأكلّ، ولتدفعَ رواتبَ الموظفين، وفاتورةَ الطاقة، ولذلك مخاطرُ سياسيةٌ وأمنية لا تنتهي.. ومن الانتحار أنْ تكونَ "كالعيسِ في البيداء يقتلها الظمأ.. والماءُ فوقَ ظهورها محمولُ"..





  • 1 ابن البلد 25-10-2016 | 07:58 PM

    نعم يا استاذ باسل فانت كاتب سياسي وعلمي من الطراز الاول فلك كل الشكر على مقالاتك النوعية تكتب فتصيب تحلل فتكون منطقيا في تحليلك تفكر تكون مبدع في تفكيرك فانت الكاتب والسياسي والجيولوجي والمورخ والاداري فانا لا اعرفك ولكن اعرفك من كتاباتك الرائعة

  • 2 كاتب سطر 25-10-2016 | 08:58 PM

    والتحدي ان يكون بمتحف اثار اي اثر للعمله سواء رومانيه او عصمليه

  • 3 النعيمي 25-10-2016 | 09:41 PM

    يعني على اساس انه الكاتب جيولوجي وبفهم و عنده معلومات و دلائل علمية على كلامه.

    .....

  • 4 اردني 25-10-2016 | 10:13 PM

    لم احب مقالات هذا الكاتب ابدا...اما هذا المقال فهو استثناء رائع

  • 5 kharabsheh 25-10-2016 | 11:15 PM

    klaam sleem100

  • 6 مواطن 25-10-2016 | 11:30 PM

    اروع واصدق مقال قراته من سنوات

  • 7 وليد هاكوز - كندا 26-10-2016 | 12:37 AM

    فعلا لقد وضعت الإصبع على الجرح , شكرا جزيلا على هذا المقال الشامل و الرائع ، ولكنه لا حياة لمن تنادي !

  • 8 عبد الله الخالد 26-10-2016 | 02:35 AM

    كان العرب أثناء مسيرهم للشام في رحلة الشتاء والصيف يجمعون النفط ليعالجوا به جرب الجمال من شواطىء البحر الميت دون تنقيب وقد ذكرت ذلك كتب التاريخ ..فالنفط موجود في الأردن ...لكن ...

  • 9 طلال 26-10-2016 | 04:33 AM

    للاسف ان تاهجم الشعب بناءا على ما تقول عنه انه كذب
    وانا متاكد ان نفسك راودتك ايضا في البحث عن الذهب
    نعم سيدي هنالك من وجد ذهبا
    لم لا يبحث العاطل عن العمل عن الذهب

  • 10 لا تفتي 26-10-2016 | 07:21 AM

    عذرا يا رفايعة...... فيما تقول فجميع الدراسات الجيولوجية اثبتت وجود بترول بكميات تجارية في الاردن وانت تعلم جيدا ان عدم استخراجه هو قرار سياسي بحت.

  • 11 ano alsarhan 26-10-2016 | 08:03 AM

    دائما رائع أستاذ باسل @♡


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :