facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فارٌّ من صاحب "الكبش"!


صالح عبدالكريم عربيات
30-10-2016 12:32 AM

كانت سهرة عادية مع صديق عزيز. وفجأة سألني: "أبدكيش تصحى لحالك؟!". فقلت له: "بدّي. بس شو في؟!". فقال: "يا زلمة واحد زيّك لازم يكون عنده قصر، ومعه سيارة شبح". فقلت: "الله يسامحك! بدّك إياني أتاجر بالحشيش!". قال: "شو دخل الحشيش؟!". قلت له: "أوعك تقول ندوّر ذهب، ترى الزيتونات التي بباب الدار أناغير قادر أبحشهن تانروح نبحش على ذهب. وحتى إذا لقينا ذهب أي الواحد فينا إذا اشترى أيفون مستعمل بقولوا قبض، فكيف إذا ركبنا الشبح؟! والله غير يفكرونا جواسيس!".

قال لي: "استثمار مضمون وناجح". قلت: "ما هو؟!". قال: "نشتري ونبيع أسهم بالبورصة". قلت: "مضمون؟.. أكيد؟". قال: "نعم. اليوم تشتري وبعد يومين تبيع بمبلغ أعلى، وتحقق ربحا معقولا". قلنا "ولا الضالين أمين".
"بعنا ذهبات المرة"، على وعد أن تسكن قريبا في دير غبار. ومن ثم فتحنا "محفظة"، وسألته: "ماذا أشتري؟"، فأشار علي بشراء أسهم عدة شركات عقارية وغيرها.
في اليوم التالي ارتفع أحد الأسهم قرشين، فحققت ما يقرب من الخمسين دينارا ربحا. فاتصلت مع صديقي مبشرا بأول الأرباح، ومن ثم اتصلت مع أحد السماسرة ليبدأ البحث عن قطعة أرض مناسبة في دير غبار، ومع شركة سيارات للاستفسار عن آخر الموديلات، وذبحت "كبشاً" حتى تبتعد أعين الحسّاد، ووزعت الهدايا والعطايا على الأحباب، وغيرت دخاني من النوع الرخيص إلى الأغلى.
في اليومين التاليين ثبتت الأسهم ولم تتغير أسعارها. وبعد أسبوع انخفضت بشكل بسيط. فاتصلت مع صديقي قائلاً: "يا زلمة، ضغطي نزل مع نزلة الأسهم". قال: "عادي جدا، ستعاود الارتفاع". اتصل معي السمسار فلم أرد، واتصل صاحب الكبش، فلم أرد على هاتفه أيضاً كوني لا أملك أي سيولة الآن، وهو لن يفهم لغة الأرقام والبورصة والارتفاع والانخفاض؛ هو يريد ثمن الكبش ولا علاقة له بمؤشرات البورصة، ولا يفهم إلا "مؤشر الساطور".
أقمت الليل لعل التوفيق يكون حليفنا ونسدد ثمن الكبش، إلا أن الأسهم واصلت هبوطها. هنا بدأ الخوف يتسلل إلى قلبي، وبدأت أراجع الموقف المالي للشركات التي استثمرت فيها. ووجدت أنني اشتريت بشركة تطوير أراض، فاتصلت مع صديقي وسألته: "هل زرت الشركة التي استثمرنا فيها؟". قال: "لا". قلت: "لا تكون الشركة التي نشتري ونبيع بأسهمها بملايين الدنانير معنية فقط ببناء السناسل ولا تملك سوى تراكتور زراعي!". فردّ: "هاااا...". فعرفت أننا نضارب على شركة بملايين الدنانير، وهي على أرض الواقع قد لا تملك مجرفتين وفأساً.
لليوم، انخفض مبلغي إلى الربع، ولست قادرا على البيع بخسارة، ولا انتظار ارتفاع أسعار الأسهم؛ فصاحب الكبش ملّ الانتظار، وقد تكون الأرباح من نصيب الورثة إذا لم أدفع ثمنه!
مات الكبش، وقد يموت صاحب الكبش، ومن المستبعد أن ترتفع الأسهم! وللعلم، فإن استثمار الحكومة بالغاز "الإسرائيلي" يشبه استثماري السابق؛ اتفاقية، وشرط جزائي، ودفع ملايين، والشركة "لسّه ما عندها غاز"!

الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :