facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الهواتف الذكية .. قيود حول أعناقنا


د. عبير الرحباني
01-11-2016 10:18 AM

لا نستطيع ان ننكر بان الهواتف الذكية اصبحت اليوم جزءا لا يتجزأ من حياتنا، بحيث اصبحت من المكملات الرئيسة ومن الحاجات الاساسية والضرورية والهامة لحاجاتنا الشخصية، وربما افادت الكثيرين في استخدام المعرفة ونقلها من شخص لاخر بكل سهولة ويسر، ومعرفة واستكشاف الحقائق والاتصال والتواصل مع الاخرين من دون تعقيد ما وفر علينا الوقت والجهد. وربما ساعدت ايضا الاجهزة الامنية في سرعة الوصول الى الاحداث ومراقبتها. ولكن ربما لا يدرك معظم مستخدميها بانهم يضعون جاسوسا في جيوبهم وداخل حقائبهم وداخل مكاتبهم ومنازلهم من خلال استخدماتهم لها، ومن دون ان يدركوا ان هذه الاجهزة يسهل مراقبتها عبر الاقمار الصناعية، حتى حين يكون الشخص متصلا يبقى جهازه يرسل شارات تكفي لتحديد مكانه، وان رسائلهم ربما تُقرأ قبل وصلوها للشخص المعني ربما بثانية واحدة.

فنحن ومن خلال هذا الجهاز الصغير نستطيع الدخول على شبكة الانترنت وما تشمله من يوتيوب- وبريد الكتروني – وجوجل- وشبكات التواصل الاجتماعي واشهرها الفيسبوك. كما نستطيع استخدام جميع البرامج المتوفرة على جهاز الموبايل من برامج ترفيهية وسكايب بخاصة الواتساب والفايبر.

ولا شك بانه يمكن تحديد ملايين المكالمات ومعرفة هوية اصحابها بموجب الشبكة المحلية والرقم الخاص وصولا الى صاحب الخط، وذلك بوضع الشبكة في حالة التنصت. وبذلك يكون الشخص المستخدم للموبايل وكأنه وضع سلسلة قيود حول عنقه طواعية ومن دون ارادة منه. وبذلك فهو يدفع ثمناً باهظاً لخصوصيته وحريته واسراراه الشخصية.

وعودة الى ( برنامج فايبر ) فعلى الرغم من انه يتيح اجراء المكالمات المحلية والاقليمية والدولية مجانا، الا انه لديه الصلاحية لمعرفة الموقع الجغرافي، والحسابات الشخصية، وتسجيل الصوت والتقاط الصور وتسجيل الفيديو، ولديه أيضاً الصلاحية للوصول إلى جميع الملفات على الموبايل وقراءة إعداداتكم وحتى برامجكم المستخدمة. وهذه الصلاحيات جميعها دونتها شركة فايبر بطريقة قانونية محترفة للوصول إلى معلومات المستخدمين بطريقة يمكن الاستفادة من بياناتهم في البحوث والدراسات التي توصلهم إلى تفاصيل مجتمع أو دولة ما. فيما أكدت موسوعة ويكيبيديا أن التطبيق يقوم باستخلاص كل المعلومات المتوافرة في دليل الهواتف، وتحميلها إلى قواعد بيانات الشركة.

والجدير بالذكر ان "فايبر" ليست شركة ربحية، فهي تقدم خدمة مجانية 100% خالية من الإعلانات، ولا توجد بها أي ميزات مدفوعة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الاطار! من هو المستفيد الاول من بيع هذا الكم الهائل من اجهزة الموبايلات ؟ والى اي جهة ينتسب؟ وما هي اهدافها؟ وهل الفايبر برنامج تجسس؟

فهناك العديد من برامج التجسس الموّجه نحو الهواتف الذكية العاملة بنظام "آندرويد"، وهناك برنامج تجسس قادر على تسجيل المكالمات الصوتية، واستخدام الكاميرا لتسجيل الفيديو من دون علم الضحية، ونسخ الصور والرسائل، وسرقة البريد الإلكتروني وحساب "فيسبوك"، والكثير من آليات التحكم الأخرى. ووفق قاموس الخبراء التقنيين، يندرج هذا البرنامج التجسسي ضمن فئة "الجرذان" وهو اختصار لعبارة "أداة الإدارة عن بعد". وهي برامج ذات واجهة تُستخدم لسرقة البيانات من جهاز الضحية. وقد ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن بعض التطبيقات الجديدة على اجهزة الموبايل ومنها، على سبيل المثال، لعبة "العصافير الغاضبة" تتيح للاستخبارات إمكانيات مماثلة للوصول الى معلومات قد تكون حساسة للغاية.

كما وجاء في وثيقة بريطانية سرية صادرة عام ۲۰۱۲، أنه بامكان الجواسيس الحصول على بيانات مختلفة منها ما تخص "الآراء السياسية" و"الانتماء الجنسي" للشخص المستهدف باستخدام التطبيقات الموجودة على هاتفه المحمول.

اما بالنسبة للبريد الالكتروني فقد تعمل بعض الرسائل المرسلة من خلاله على تدمير وتخريب جهاز الكومبيوتر او الكومبيوتر المحمول ( اللاب توب) او حتى الهواتف الذكية عند استخدامنا له. لذا فقد اكد خبراء الكومبيوتر ان النصيحة الذهبية لكل مستخدم للبريد الالكتروني، هي "الا تفتح اية رسالة تصل اليك، ما لم تكن متأكداً من مصدرها".
وينصح ايضا مستخدمي برنامج ( سكايب) سواء اكان استخدامه عبر الكومبيوتر او عبر الهواتف الذكية باستخدام عنوان بريد الكتروني خاص بهذا البرنامج يختلف عن عنوان البريد الشخصي للمستخدم، لان اختراق برنامج ( سكايب ) يتم عن طريق معرفة البريد الالكتروني ( الايميل ) للمستخدم وبذلك يقع ضحية لهذه الاختراقات الخبيثة. فالتكنولوجيا تقدم لنا كل ما نريده على اطباق من ذهب.. ونحن البشر عبيد كل شيء نسمح له بان يتحكم بحياتنا ويجعلنا ضحايا هذا التطور التكنولوجي الخطير. فعلينا ان لا نجعل تلك الاجهزة بمثابة سلسلة قيود حول اعناقنا من دون ان تشعر بها ومن دون ان ندرك مدى خطورتها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :