facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حركة فتح ومروانها الغائب !


10-10-2008 03:00 AM

في ظل حالة الانقسام الفلسطيني المقيت, وتسيُد البندقية لا سيما في غزة للموقف, يبدو المشهد لمتابعيه, مدللا على أن الأمور لم تصل إلى ما وصلت إليه حاليا, لولا التراجع الحاصل في حركة فتح, منذ ما قبل الانتخابات التشريعية الأخيرة, بعقد من الزمن على أقل تقدير. حتى بات المؤتمر السادس للحركة, موضع انتظار وشغف فتحاوي كبير, دون أن يقدم القائمون على إعداده ـ أي المؤتمر ـ زمانا أو مكانا أو وضعية محددة, للمؤتمر الحركي العام. فيما تستمر السلطة بانسحابها وضعفها أمام الفظاظة الحمساوية, التي لا تقيم وزنا لشيء مهما كان, ما لم يكن من ضمن طموح إقامة الإمارة الإسلاموية بغزة, للنافية للأخ.

إن المشكلة لا تكمن باستيلاء حركة حماس على قطاع غزة, بالحديد والنار قبل عام وثلاثة شهور, بقدر ما ترتبط بضعف وعجز الجهات التي كان منوطا بها, حفظ بدايات الحلم كما يقولون, وهي المناطق التي استلمتها السلطة الفلسطينية, مع الخطوة الأولى لعملية السلام. حتى أن بعض الفتحاويين لم يكفوا عن الإلحاح بضرورة ترتيب البيت الفتحاوي, كخطوة تسبق ترتيب البيت الفلسطيني بالمشاركة والتشاور والحوار.

لقد لفتني حضور الأسير مروان البرغوثي, المعتقل في السجون الإسرائيلية منذ عام 2002م, وذلك من خلال استطلاعات الرأي، التي تجري بين الفينة والأخرى, لمعرفة الشخصية القادرة على الحفاظ على زخم حركة "فتح" ودورها. إذ بدا مروان البرغوثي، في المقدمة، ليصبح هذا الأسير النائب، والقائد مطلوبا للساحة، ليس فقط بموجب نتائج سبر أغوار الشارع الفلسطيني، وإنما كذلك بموجب توصيات الوثائق السرية الإسرائيلية، التي أصبحت من الوجهة المهنية، على قناعة بأن مروان يمكن أن يصبح العنوان القوي، لحزب السلطة، في حال استئناف العملية السلمية، بدل العناوين الكثيرة، عديمة التأثير.

إذ يأخذ الإسرائيليون في الحسبان، أن مروان البرغوثي، خاض برجولة في عملية سلمية ظنها ممكنة، ثم خاض بالرجولة نفسها في عملية التصدي للانقلاب الإسرائيلي على التسوية، فكان في المقدمة، مُعبرا بجرأة عن الانتفاضة الطويلة الثانية، وتحمل أكلاف ذلك، وإذا ما أراد المحتلون العودة للعملية السلمية، أو الى خديعة في هذا السياق، استجابة لضغوط خارجية، فسيكون ضرورياً إطلاق مروان، لكي يعود المشهد الى سيرته الأولى، قبل اندلاع انتفاضة الأقصى!

وكمعنيين بالقضية الفلسطينية, وتفاصيلها اليومية, لا تعنينا حسابات الإسرائيليين، بقدر ما يعنينا التوقف أمام مغزى الأرجحية، لأبو القسام، في استطلاعات الرأي الفلسطينية. فبعد فترة السجن الطويلة، لم تتكرر ظاهرة مروان، على المستوى الفتحاوي، بالتالي ظل الرجل حاضراً في الأذهان، وظل غيابه عن المشهد، يمثل عنصر نقص لافت. حتى أن أحدا لم يملأ الفراغ الذي تركه مروان البرغوثي, وهذه الحقيقة بحد ذاتها، تعبر عن واقع الحال الفتحاوي، وتشير بإلحاح الى أمرين، أحدهما أن فتح بحاجة الى صف أول ذي روحية كفاحية، بصرف النظر عن الأعمار، على أن يكون هذا الصف الأول، في صفه الأول عند خوض الغمار، أو عند تحقيق التماسك لمواجهة استحقاقات أية عملية سلمية حقيقية. أما أن يكون الصف الأول، معدودا في هذا الترتيب، عند أخذ الامتيازات، ثم يتوارى الى الصفوف الخلفية عند الغمار، فهذا هو مقتل فتح منذ عقدين على الأقل وموضع أزمتها, كذلك لا يجوز أن يكون الصف الأول، أولاً، فيتحصل على مزايا السلطة و"بريستيج" المعارضة في آن.

فالفتحاويون في معترك لا يحتمل الجبن، مثلما لا يحتمل المزايدة, ما دعا كل المكلومين منهم بنار الأشقاء الملتحين, ليتأملوا قيادة فتحاوية قوية فيستذكروا مروان البرغوثي، الذي تعطيه استطلاعات الرأي الفلسطينية أرجحية كبيرة منذ أربعة أعوام، لأنه خاض في العملية السلمية، وكان البعض يزايد عليه، وعندما انسدت آفاق هذه العملية لم يجبن. كما أن البعض المتشدق بالإسلام, لم يشأ أن يزايد عليه خوفاً من كلفة المزايدة، واكتفى بالغمز في مناخات الهواء الناقص، واتضح أن التسوية التي واكبها مروان ماشية أو متعطلة، من أجل الاستقلال الوطني، قد حققت للمزايدين مبتغاهم في الحالتين، لأن المبتغى هو مجرد العيش في بحبوحة وأمان، وما دون ذلك فإنها أمور تحتمل الانتظار ورغي الكلام!

تمر حركة فتح في هذه الأثناء، بأسوأ أيامها, وإن كان تعدد العناوين وتكاثر البؤر والحالات المتنافرة، يضر بالحركة، بل بالوضع الفلسطيني كله، فليس أمام الجميع الفتحاوي سوى التوافق على بعض المعاني والثوابت، التي تتأسس عليها إجراءات واشتراطات، في سياق الحركة السياسية الفلسطينية، من بينها، رفع قضية مروان البرغوثي، الى مستوى المتطلب السياسي العاجل، لاستئناف عملية الاستعداد التام للتسوية, وحسن النوايا للحل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :