facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من قتل وصفي التل ؟


بلال حسن التل
27-11-2016 12:29 AM

أزعم أنني أكثر من اشتغل على تراث الشهيد وصفي التل وجمعه وتوثيقه وإحياء ذكراه. وأزعم أن إصداراتنا في المركز الأردني للدراسات والمعلومات, وقبلها في دار اللواء للصحافة والنشر, هي صاحبة الإسهام الأكبر في جمع تراث الرجل, كما أنها مصدر أساسي ورئيسي للكتابة عنه بموضوعية. مثلما كنا أول من نظم عنه ندوات ومؤتمرات علمية كبرى ساهمت في إبقائه حياً في ذاكرة الأجيال وفي المحافل العلمية والفكرية, غير أن السؤال الذي صار يلح علّي كلما اقتربت ذكرى استشهاد وصفي هو: ما قيمة كل هذه المظاهر الاحتفالية بالشهيد والتغني بمآثره إن لم تقترن أقوالنا عن هذه المآثر بأفعال تجسدها، وفاء للشهيد وتأسيًا به؟ فميزة وصفي التل الرئيسة أنه كان رجلاً يقرن القول بالفعل، وتلك ميزة أصحاب المشاريع الكبرى في تاريخ شعوبهم أنهم يؤمنون بأن الكلمة تأخذ قيمتها من تحولها إلى واقع يعيشه الناس.. وهو بالضبط ما فعله وصفي التل الذي نكثر الحديث عنه، والتغني به، ولكننا نوغل في الوقت عينه في خيانته عندما نخون مشروعه ولا نسعى لتحقيقه، بعد أن دفع صاحب المشروع حياته فداء لنا.

إن قيمة الشهيد وصفي التل الحقيقية أنه كان يمتلك مشروعًا متكاملاً برؤية واضحة، هو مشروع الدولة القوية، العادلة، المنتجة، المكتفية، المقاومة، من خلال سعيه إلى بناء مجتمع قرطاجنة في الأردن ليكون مجتمعًا مقاومًا مكتفيًا، ولذلك غيبوا جسده عندما أطلقوا الرصاص عليه، وقتلناه نحن عندما تخلينا عن مشروعه في بناء الدولة القوية, التي ضحى وصفي بدمه في سبيل أمنها وسيادتها واستقرارها. وها نحن نبكي على ضياع هيبتها، بعد أن تباكينا على انسحابها من أداء أدوارها المركزية في رعاية المواطن وحمايته، وخاصة حماية أمنه الذي استشهد وصفي في سبيله، فبعد أكثر من أربعة عقود ونصف من دفع وصفي دَمَه ثمنًا لاستقرار الأردن ولتحقيق الأمن للأردنيين، ها نحن نتساءل اليوم عن هويتنا الوطنية ومصيرها, ونحن نشاهد ونلمس كل محاولات طمسها وتذويبها بوسائل كثيرة.

ما أريد أن أقوله في الذكرى الخامسة والأربعين لاستشهاد وصفي التل هو: صحيح أن القتلة أطلقوا الرصاص على جسد وصفي لكننا نحن من قتل وصفي فعلياً بتخلينا عن مشروعه, واستكمال السير على دربه, لبناء الدولة القوية العادلة والمجتمع المنتج المكتفي, وأنه قد آن الآوان لكي ننتقل من حالة النحيب على وصفي إلى حالة تجسيد فكره وبناء مشروعه وأول ذلك: إن وصفي كان يؤمن ببناء القوة الشاملة وقوامها التنظيم، والحزم، والإنجاز، والترفع، والزهد. فأين نحن من ذلك كله؟ سؤال نطرحه في ذكرى استشهاد وصفي لنجدد الدعوة لكي تنفر منا طائفة تتبنى مشروع وصفي وتعيده إلى الحياة وهذا هو التكريم الحقيقي للشهيد ولن يتم هذا إلا من خلال إعادة قراءة الرجل لنعرفه عن حق من خلال قراءة تراثه الفكري وتجربته بالحكم، وليس من خلال مجرد سماع القصص عن مواقفه.. وعندها سنكشف الكثير من صور خيانتنا له ولمشروعه ومنها أننا:

• تحولنا إلى مجرد ثرثارين، بينما كان هو رجل عمل وإنجاز.

• إننا نفر من تحمل مسؤولياتنا الوطنية، بينما كان هو يتصدى لحمل المسؤولية ودفع تكاليفها.

• إننا تخلينا عن الأرض، وعن الإنتاج، وحولنا الأرض إلى مجرد سلعة وصرنا عالة على ما ينتجه الآخرون.

• إننا لم نتمسك بمنظومتنا الأخلاقية التي تربى عليها وصفي، وظل يدعو إليها متزاوجة مع العقل.

• إننا لم نعد نصدع بكلمة الحق ولا نمتلك الجرأة لاتخاذ الموقف الحاسم. فصار لنا خطابان: واحد في السر، وآخر في العلن؛ بعكس وصفي صاحب الموقف الواحد المتطابق في السر والعلن.

• إننا لا ننخرط في أطر ناظمة لجهدنا الوطني بينما كان الرجل داعية للعمل الجماعي المنظم.

• إننا لا نعطي الثقافة الأهمية التي تستحقها، ولا نجعلها في قائمة أولوياتنا بينما كان وصفي راعيًا للثقافة.

على أن الفالقة بيننا وبين وصفي هي هذا الصمت القاتل عن ما يجري لنا ويجري حولنا. ويهدد وطننا.. فميزة وصفي الكبرى أنه كان يرفض الممالأة، ويرفض الصمت، حتى لو كان ثمن ذلك أن يمضي شهيدًا دفاعًا عن الذين خانوه فيما بعد... عندما غرقوا بالصمت.

عن الرأي





  • 1 الزعبي 27-11-2016 | 08:20 PM

    لسنا اصحاب القرار لننحو منحى وصفي..!! من خلفه لم يكنوا بحجمة فاستشعرنا الفراغ الكبير ..بل والضياع..والعودة الى الخلف زد على ذلك ظهور اشاه الرجال الذن حولوا الوطن لمزرعةيتنفعوامنها!!

  • 2 يوسف العبادي 28-11-2016 | 12:43 PM

    والله المقال ما هو مفهوم منه اشي ................من قتله اين الجواب

  • 3 احمد الحراحشة 30-11-2016 | 08:40 AM

    الى الاخ الذي يسأل من الذين قتلوا الشهيد وصفي التل ..هم شلة دنيئة من منظمة .... ..علماً بان وصفي لم يتوانى يوما بالدفاع عن القضية الفلسطينية والتي هي قضية الامة العربية والاسلامية .ولن نتخلى عنها ابدا ان شاءالله ونتمنى من الله العلي القدير ان يحيينا لذلك اليوم الذي نرى فيه المسجد الاقصى وجميع اراضي اهلنا في فلسطين محررة من اجبن مخلوقات الله على وجه الارض ...بالنسبة لصفات وصفي ومن شابههه من الرجال الذين خدموا الامة العربية لن نحظى بان نرى مثلهم الله يصبرنا

  • 4 صايل القيسـي - مادبـا 02-12-2016 | 02:01 PM

    رحمه الله.. أتمنى نكون جميعا وطنيين حقيقيين فعلا وقولا مثل الشهيد وصفي التل

  • 5 ابو ابراهيم 02-12-2016 | 11:10 PM

    الى يوسف العبادي الذين قتلوا وصفي هم زة وصفي الكبرى أنه كان يرفض الممالأة، ويرفض الصمت، حتى لو كان ثمن ذلك أن يمضي شهيدًا دفاعًا عن الذين خانوه فيما بعد... عندما غرقوا بالصمت. -
    فكر

  • 6 مواطنة 07-12-2016 | 11:32 AM

    والدي خبرني ان التل كان رجل بمعنى الكلمة . نيالك يا وصفي التل صيته لبعد مماتك ربنا يرحمك ويجعلب مثواك الجنة.

  • 7 مواطنة 07-12-2016 | 11:34 AM

    فعلا من قتل وصفي التل هم زمرة همل وسرسرية ......، هذا الكلام عن قناعة مش من اقوال والدي

  • 8 ابو عمران الشيشاني 07-12-2016 | 08:33 PM

    رحم الله البطل، الصادق، المتواضع، المخلص والشهيد إن شاء الله وصفي التل


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :