" اموات احياء " بقلم علي الطراونة *
14-10-2008 03:00 AM
محمد طمليه ايها الكبير .. في زمن مليء بالصغار ... لماذا تعجلت الرحيل ... وجعلتنا نبيت على الطوى.. نم وارقد بروحك العزيزة وودع التعب واتركه لنا فنحن بقايا ذكريات ومخلفات اوراق ملت الكتابة.
ترجلت باكرا ايها الفارس تقود خيل الكلمة وتزرع موسيقاك في سويداء القلب .لم اقابلك يوما لكنني دائما في حاله رغبة جامحة اقصاها الوصول اليك .
نم هانئا يا محمد فليس هناك من يحاسبك الابحق وانت الوحيد الذي يعلم بما قدمت يداك ...نم هانئا يا صديقي فلم يعد يورقك المرض ولم تعد قادرا علي متابعة ما يزعجك ويزعج الاحبة هنا اوهناك. صدى اصوات الكثيرين انت ونبض كل المشاعر الرقيقة واعلم يا صديقي بان لنا اقلام كالسيوف نستلها لك من بعدك ولمن لا يذوت الوطن بداخله ويعيشه لحظه بلحظه ويذوب في كل تفاصيله الدقيقه بما فيها حاويات القمامه والشوارع التي ضجت لفقدك .
واعلم يا محمد بان اصدق الصداقات تلك التي تجمعك باشخاص لم تلتقيهم قط بل كنت تراهم بين ثنايا الكلمة الحرة المسؤؤله. نم هانئا ياصديقي ووعدا منا ان لن ننساك . سنحدث عنك ابو ترابه وسهول المزار حيث لك قصة هناك نرويها للاطفال الصغار علهم يتعلمون من مدرسة اسمها محمد .
وانت تبتعد الي غير رجعه هل لي بطلب لا يطلب من احد الا بعد موته ؟ نعم بعد موته ابلغ" علاء الطراونة "مني السلام وقل له اضنانا التعب فلم يعد لنا الا ما تبقى منك ذكرى .الف تحية على روحك وروح علاء الزكيتين . فكلاكما وجهان لعملة واحده . لله دركما تركتما فينا وجعا وحزنا لا ينتهيان الا بالموت .واعلم بانه لاراد لاراده الله لكنكما . ودعتما الدنيا وقد ريثتما انفسكم قبل المو ت وكانكما تعرفا حدود النهايه . "فعلاء " كان يتنفس الاردن في اي هبة ريح قادمة الى الصين حيث الموت البعيد القريب .وانت تتنفس الوطن بجرعة واحده ومع كل اطلالة لجراح اردني او زائر يسال عنك لحظة افتقاد ليوم تغيب فيه عن الكتابة .اودعكما على امل اللقاء بكما في زمان غير هذا الزمان وفي دنيا غير هذه الدنيا رافعا ومتضرعا الى الله العلي القدير ان يرحمكما ويطيل في عمر " خالد " شافاه الله وعافاه . واعلما بانكما الاموات الاحياء
* اعلامي أردني