facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إنه خـلف البـاب .. فهـل تخـشونـه ؟؟


سامر حيدر المجالي
16-10-2008 03:00 AM

نحاول جميعا توفير الوقت ، اختصاره وتعليبه واستغلال كل ( فانية ) منه ، أولئك الذين يبددون أوقاتهم هم الأولى بالمحاكمة وسحب الرخصة الزمنية منهم . من المفارقات العظيمة أن الموت يكمن خلف الباب ينتظر الإذن بالانقضاض . انه يختبئ في المكان الذي نراه فيه أوضح ما يكون.

لو أنه خفف من استتاره قليلا لكان أقل هيبة ورعبا . الموت هذا هو فناء الزمن .. لا أكثر من ذلك ولا أقل . منذ القديم حاول الإنسان مقاومة الزمن والالتفاف عليه ، باحثا عن ترياق سحري يلجم هذه المركبة ويخفف من غلوائها في المسير . أحد الخطط الجهنمية التي ارتكبها الإنسان أنه تقمص لبوس الألوهية ، فلما عجز عن أداء الدور أرتضى أن يكون نصف اله أو ثلث . حتى هذه لم تجد نفعا ، فطفق يبحث عن حل آخر .

علامات الزمن .. الشمس والقمر ، وسيلتاه من أجل التعبير عن وجوده ، هو لا يكل ولا يمل ، وهما لا يفنيان ويؤديان المهمة باقتدار . يأتيان ثم يذهبان ثم يأتيان من جديد ، يتبادلان المراكز ، فيلج هذا في ذاك ، ويمتزج ذاك في هذا .

فلنحمّلهما المسؤولية إذن ، ولنصنع زمن الأساطير والخرافات . كل الأساطير التي أخترعها الإنسان تكمن في فكرة واحدة تقول : إذا كان مكتوبا عليك أن تموت ، فلنأمل إذن بأن تعود إلى الحياة مرة أخرى . هكذا يفعل الفرقدان فيشرقان من جديد .

حل توفيقي جميل لم يبارح ساحة الخيال والأحلام . أمس تحدثت عجوز طاعنة في السن عن ذكرياتها أيام الصبا ، حَمَلتنا معها إلى حيث سالت دموعها الغزيرة .

ترى أي سر تحمله قدرتنا على التذكر ؟ وأي مكان ذاك الذي نخبئ فيه أزمنة مديدة ؟ كيف تأسرنا الذكريات ويمارس الزمن الفاني سطوته على ذواتنا ؟ أي باعث يحشرج الصوت ويخرج الدمعة من مكمنها ؟ كيف تجحظ العينان فتمدان كفا تصافح وتعانق ؟ لماذا نعجز عن الحركة ونتوقف عن توليد الأفكار حين نستحضرك أيها الزمن ؟ من الذي يستحضر الآخر .. نحن أم أنت ؟؟ حين نتذكر أو حين نتخيل نكون قد عقدنا مصالحة مع الزمن ، عندئذ فقط نستطيع اختزال كون كامل في رأس إبرة ، وحفظه قريرا بين العين وجفنها .

الموت وراء الباب ، أولئك الذين لا يفقهون شيئا هم الذين يخشون انقضاضه المفاجئ . ليتهم يدركون - ويا عجبا - أن توالد الثواني يصنع الحياة ، أما توقفها عن الحركة فيصنع الخلود . في عالم الأحلام نعبر عن رغباتنا المكبوتة بشكل أفضل ، نصنع أمجادا ونحقق انتصارات ونعانق ألف امرأة جميلة . لي روضة يانعة أرتادها كل ليلة ، أقطف من أزهارها ما شئت ، وأخلص في صداقتي لطيورها . ذات مرة صادفت فيها العبد الصالح ، فهمس لي بكلمات أعذب من تراتيل داوود .

نسيت كل كلامه بعد ذلك ، فقد غادرت الروضة وعدت إلى سباتي العميق . لن تقهر الزمن إلا إن واجهته بكل ثبات وشجاعة ، يظن نفسه يسلبك شبابك وقوتك ، يتغلغل في شرايينك ويحطم مفاصلك . الحقيقة غير ذلك ، فهو يستنفذ نفسه ويأكل أجزاءه مع كل نفس يتنفسه .

انه سائر نحو الفناء ، سيكون ذبيحا يوما ما .
ما أشبه الزمن بالنار .

samhm111@hotmail.com






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :