أبحث عن مهنةٍ أخرى، بعد أن باتت مهنتنا تغطية أخبار السياسيّين الفاسدين الزاحفين نحو مواقع السلطة، على حساب حقوق الناس ومصالح الوطن.
أبحث عن مهنةٍ أخرى، بعد أن كنّا نحلم في بداياتنا بحوارٍ مع فيروز، فانتهينا بنشر أخبار عن رولا يمّوت.
أبحث عن مهنةٍ أخرى، بعد أن كنّا نشاهد في بداياتنا رياض شرارة ونتأثّر بحماسة جان كلود بولس ونأخذ العبرة من أبو ملحم ونعتبر أبو سليم ترفيهاً، فانتهينا بشاشاتٍ تتسابق انحداراً نحو القعر.
كنّا نقرأ الصحف ونتثقّف، أما اليوم فهي على طريق الإقفال وبعض من بقي منها لا يستحقّ أكثر من استخدامها لتنظيف الزجاج.
المواقع الالكترونيّة تشغل الناس وتطاردهم على هواتفهم، ومعظم أخبارها تافهة أو ركيكة اللغة أو غير دقيقة المصدر.
الدخلاء يشغلون المهنة، وبعضهم يمتلك مؤسسات. يصنعون بتفاهتهم رأياً عامّاً تافهاً.
الشاشات تمتلئ بالكثير من السعادين، والعقلاء يجلسون في منازلهم.
الجميع يهمّهم الـ "لايف". بعض المراسلين يلتقطون الـ "سلفي" أكثر ممّا يلتقطون الخبر. يتقاتلون على سبقٍ لن يعود سبقاً بعد ثوانٍ.
أبحث عن مهنةٍ أخرى، فما في هذه المهنة ما عاد يشبهني ويشرّفني...
"MTV"