facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




البينة أو حد في ظهرك


حلمي الأسمر
14-11-2008 06:14 PM

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ، حتى يراق على جوانبه الدم ، هكذا يفهم البعض جريمة الشرف ، أنا أستعمل تعبير "جريمة الشرف" لاعتبارات البحث والدلالة ، فالجريمة جريمة ، وربطها بالشرف جزء من عملية تجميل بشعة ، أغرب ما يمكن أن يقال في هذا النوع من الجرائم ، أن لها أصولا إسلامية ، وربما مبررات ، كما يعتقد البعض ، قبل أيام سألني أحد الأصدقاء عن علاقة الإسلام بهذا النوع من الجرائم ، فأنكرت عليه السؤال ، ودار حوار طويل بينه وبينه ، مؤخرا أطلق الملك عبد االله الثاني دعوة صريحة لحماية الأطفال والنساء من العنف والاعتداء ، وجرائم الشرف باب من أبواب الاعتداء الدائم على النساء ، حيث يوضع الشرف مبررا لإقامة "حد القتل" على بريئة لم يثبت إدانتها ، إنما أخذت بالظنة والشبهة ، مع أن الحدود تدرأ بالشبهات،

قرأت بحثا لطيفا للدكتورة منجية السوائحي ، حول هذا الموضوع ، بعد الانتهاء من السجال مع صديقي ، وأعجبني في بحث الدكتورة منجية رصدها لحد الرجم (قتل الزانية أو الزاني رجما) في الديانات الثلاثة ، فقد تحدثت التوراة عن عذرية الفتاة العروس. وحُكمُها فيها إذا ادعى الزوج عدم عذريتها وَصَحَّ ذلك بًرَجم الفتاة حسب هذا النص التوراتي "إذا ثبتت صحة التهمة ، ولم تكن الفتاة عذراء حقا ، يُؤتى بالفتاة إلى باب بيت أبيها ويَرجُمُها رجال مدينتها بالحجارة حتى تموت ، لانها إرتكبت قباحة في إسرائيل ، وَزَنَت في بيت أبيها ، وبذلك تستأصلون الشر من بينكم"( سفر التثنية 20 - )22 ونقرأ في الانجيل. تحت عنوان "الزانية أمام يسوع": "وأحضر إليه معلّمو الشريعة والفريسيون امرأةً ضُبطت تزني ، وأوقفوها في الوسط ، وقالوا له: "يا معلم ، هذه المرأة ضُبًطَت وهي تزني ، وقد أوصانا موسى في شريعته بإعدام أمثالها رجماً بالحجارة فما قولك أنت فاعتدل وقال لهم: "من كان بلا خطيئة فليرجمها أولاً بحجر فلما سمعوا هذا الكلام انسحبوا جميعا واحداً تلو الآخر وبقي يسوع وحده والمرأة واقفة مكانها فاعتدل وقال لها: "وأين هم أيتها المرأة ؟ ألم يحكم عليك أحد منهم." أجابت لا أحد يا سيدي. فقال لها: "و أنا لا أحكم عليك ، إذهبي ولا تعودي تخطئين" (الانجيل كما دونه يوحنا ، 2 - 11). وبهذا يبطل يسوع حكم الرجم بمقولته هذه فتنسخُ شريعتُه شريعةَ موسى عليه السلام. ، أما في القرآن الكريم قلا يجد المرء ذكراً لرجم الزاني والزانية ، وإنما يجد تشنيعا بالزنا ونهياً عن قربه:"و لا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا."(الاسراء: )32 وقال تعالى ـ "الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر وليشهد عذابَهُما طائفة من المؤمنين." (النور 2) وحكم الجلد يفضي إلى شروط وقوع الجريمة ، والشهادة عليها ، و أول شرط أربعة شهداء بدلالة قوله تعالى: "واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهنّ أربعة منكم" (النساء )15 وقوله "و الذين يرمون المحصَّنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة" (النور: 4). و في السُنَة النبوية الشريفة نقرأ ـ يروي أبو داود عن ابن عباس أن هلال ابن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء. فقال النبي ـ البينة ، أو حدّ في ظهرك". قال: "يا رسول الله اذا رأى أحدنا رجلا على امرأته يتلمس البينة" ، فجعل النبي يقول:"البينة أو حدّ في ظهرك" فقال هلال بن أمية:"والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن الله في أمري ما يبرئ ظهري من الحد". فنزلت آيات اللعان. ، قال تعالى:"والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء الا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها ان كان من الصادقين" (النور:7 - 8) وهناك أقوال أخرى في سبب النزول كلها متشابهة. وان كان للآيات سبب نزول الا أن حكمها عام في كل من اتهم زوجته بالزنى ولم يكن معه أربعة شهداء والحكم هو الًلعان. و بعد المُلاعنة يقع الطلاق وإن كانت الزوجة حاملا وأنكر الوالد نسبة الولد إليه يُنسب إلى أمه وتُصان كرامته وكرامة أمه فمن عيّرها أو عيّر ولدها يُقام عليه حدُّ القذف وقد ولدت زوجة هلال بن أمية ولداً بعد الملاعنة وكان بعد ذلك أميراً بمصر وهو لا يعرف لنفسه أبا" (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - المجلد 6 ، جزء 12 ص122).

فإن كان هذا هو حكم من يتهم زوجته ، فكيف هو الحال بمن يتهم أخته أو ابنة عمه ، أو ماشابه ، واين هو التبرير "الشرعي" لجرائم الشرف؟

جريمة الشرف بريء منها الإسلام ، وما هي إلا عادات وتقاليد متوارثة ، آن لها أن تطوى ، أو على الأقل لا يتم الدفاع عنها باسم الشريعة والشريعة منها براء،

helmi@nabaa.net
الدستور .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :