facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مستقبل الجنس البشري


نيكولاس كريستوف
22-03-2017 01:23 AM

يقول العلماء إن نحو 90 في المائة من الحيوانات المنوية لدى الشاب اليافع، تخرج مشوهة، وأحياناً تكون برأسين أو ذيلين. وحتى إن خرجت سليمة، فغالباً ما تترنح بصورة تدعو إلى الشفقة أو تتمايل كالسكارى، أو تدور حول نفسها في دوائر بصورة جنونية. كذلك تراجعت أعداد الحيوانات المنوية بدرجة كبيرة في الـ45 عاماً الماضية، بصورة أصبحنا فيها عاجزين عن تعويض الفاقد منها. وبحسب شانا سوان، اختصاصية علم الأوبئة بكلية «طب إيكان» بمنطقة ماونت سيناي بنيويورك فإن «التراجع لم يقف عند عدد الحيوانات المنوية فحسب، بل في نوعيتها أيضاً وفي قدرتها على السباحة»، مضيفة أن الباحثين ربطوا أيضاً بين مشكلات السائل المنوي وقصر العمر. ربما توقعت أن تقرأ مقالاً آخر عن المشكلات السياسية، وبدلاً من ذلك وجدت نفسك تقرأ موضوعاً عن السباحين غير الماهرين.
فهذا الموضوع لم يطرح هنا بغرض إثارة الفضول والحيرة، لكنه بالفعل أمر ملح يتعلق بالتناسل ومستقبل الجنس البشري. ولخص البروفسور أندريا غور، أستاذ علم الصيدلة بجامعة تكساس بولاية أوستن ومحرر مجلة «الغدد الصماء» الموضوع بقوله إن «نوعية السائل المنوي ودرجة الخصوبة تراجعتا عند الرجال بدرجة كبيرة، ولذلك لن يتمكن كل راغب في الإنجاب من تحقيق ذلك. فمشكلة الخصوبة عند الرجال لها انعكاساتها على نوعية الحياة، وللأعباء الاقتصادية انعكاساتها على المجتمع، والاثنان يصعب تقديرهما». وتوحي الدراسات التي جرت على الإنسان والحيوان على حد سواء بأن الجاني الحقيقي هو مركب كيميائي يتسبب في خلل في الغدد الصماء يوجد في البلاستيك، وفي مستحضرات التجميل، والمقاعد، والمبيدات الحشرية وفي عدد لا يحصى من المواد. وبسبب صلة ذلك بالبيئة، أشارت صحيفة «ذا نيويوركر» ذات مرة إلى الأزمة مستخدمة عبارة «الحيوان المنوي الصامت»، وكانت الدراسات التي أجريت على مدار 25 عاماً الماضية سبباً في تزايد القلق بشأن الحيوانات المنوية في العالم.

وهذا ينطبق على الرجال والأولاد على حد سواء. ومن الأمور المرتبطة بتدهور نوعية الحيوانات المنوية زيادة معدلات الإصابة بسرطان الخصية والتشوه الخلقي في العضو الذكري، وهو ما يعرف بـ«الإحليل التحتي» (عيب خلقي في قناة مجرى البول عند الذكور يحدث بسبب انحراف قناة مجرى البول تجاه أحد أجناب العضو الذكري بدلاً من السير لنهايته)، وجميع تلك المشكلات غالباً ما توجد مجتمعة وتسمى «متلازمة خلل تكوّن الخصية».

ولا يزال هناك خلاف بشأن تحديد حجم المشكلة؛ لأن البيانات ليست دائماً موثوقاً بها. لكن بدأ بعض العلماء في طرح التساؤل التالي: هل سنواجه أزمة في إنتاج البشر في مرحلة ما؟ هل سنفعل في أنفسنا ما فعلناه بما يسمى النسور الصلعاء في الخمسينات والستينات من القرن الماضي؟

ولا زلت أتذكر كلمات نيلز أيريك سكاكيباك، باحث دنماركي في الخصوبة الذي يعد رائداً في هذا المجال: «أعتقد أننا وصلنا إلى نقطة تحول، فالأمر الآن يعتمد على ما إذا كنا سننجح في الحفاظ على استمرارنا».

كشفت دراسة حديثة أنه من بين المتطوعين للتبرع بحيواناتهم المنوية في مقاطعة هنان الصينية عام 2011، كانت نسبة المؤهلين منهم والذين انطبقت عليهم الشروط الصحية 56 في المائة. غير أنه بحلول عام 2015، تراجع الرقم ليصبح 18 في المائة فقط. وخلصت الدراسة التي أجريت على أكثر من 30 ألف رجل إلى أن «نوعية السائل المنوي تراجعت عند الصينيين بدرجة كبيرة في الخمسة عشر عاماً الماضية».

ربما تكون تجربة العلماء الكنديين أكثر إزعاجاً، فقد أجرى العلماء الكنديون تجربة استمرت نحو 7 سنوات على بحيرة بمدينة أونتاريو بأن أضافوا مواد كيماوية تسبّب خللاً في الغدد الصماء، ثم قاموا بمراقبة سلوك سمك المنوة الصغير. وكان للكيماويات أثر مدمر على الذكور، حيث تحول أغلبهم إلى أسماك ثنائية الجنس بعدما ظهرت عليهم مواصفات الجنسين، لكنها باتت غير قادرة على التكاثر. فمشكلة الصحة الإنجابية عند الرجال يبدو أنها تبدأ من الرحم. فالأجنة من الذكور والإناث تبدأ بمواصفات شبه واحدة، ثم تقوم الهرمونات بعملية التمييز بين الإناث والذكور. ويبدو أن المشكلة هي أن الكيماويات المسببة لخلل الغدد الصماء تحاكي شكل الهرمونات، وتتسبب في اضطراب في طريقة عملها بالتداخل مع العملية البيولوجية الخاصة بإنتاج الذكور.

كيف لنا أن نحمي أنفسنا إذن؟ قالت سوان إنها تتجنب استخدام البلاستيك قدر الإمكان، بما في ذلك المشروبات والأطعمة التي ربما تكون قد تلامست مع أوانٍ بلاستيكية، أو جرى تسخينها في أوعية بلاستيكية. وتوصي سوان بتناول الأطعمة العضوية لتجنب بقايا المبيدات الحشرية، وكذلك تجنب منتجات التايلينول وغيرها من مسكنات الألم أثناء فترات الحمل. ومن المواد المشتبه بها أيضاً الإيصالات التي تخرج من الطابعات الحرارية مثل تلك المستخدمة في محطات الوقود وماكينات الصرف الآلي «إيه تي إم».

فأكثر ما نحتاجه هو سن قوانين أكثر حزماً على الكيماويات التي تسبب خللاً في الغدد الصماء. فالولايات المتحدة أبطأ من أوروبا في سن القوانين الخاصة بحظر الكيماويات السامة، وأغلب الكيماويات التي تباع في الولايات المتحدة لم تخضع مطلقاً لاختبارات السلامة.

* خدمة «نيويورك تايمز» نقلاً عن الشرق الأوسط 





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :