facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الغضب الإيراني من القمة العربية


رجا طلب
31-03-2017 07:34 PM

قبل القمة العربية الأخيرة التي انعقدت في البحر الميت لم تكن إيران تعير اهتماماً للقمم العربية وقراراتها، وتحديداً قمم ما بعد الألفية الأولى، ففي السنة الثالثة من الألفية الجديدة قدمت واشنطن لطهران العراق على طبق من فضة، حيث استثمرت طهران قدرات العراق بدءاً من الموقع الجيوسياسي مروراً بالموارد النفطية والطبيعية، وصولاً إلى الهيمنة الكاملة على الدولة العراقية، استثمرته في تنفيذ أجندتها المعلنة في زيادة نفوذها الإقليمي، وتحديداً في بلدان جوار العراق العربية، ووفر هذا الوضع "فائضاً من القوة التخريبية" غير المسبوقة لإيران في التاريخ الحديث، الأمر الذي جعلها تنظر للدول العربية بعين من اثنتين، إما أنها دول تابعة أو ستتبع لها، وإما أنها دول معادية يجب إضعافها عبر أساليب ووسائل ذات صبغة إرهابية أقل ما يقال فيها أنها تعد تدخلاً في شؤون الغير.

بعد انتهاء أعمال القمة بيوم واحد خرج المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي لينتقد القمة، وتحديداً البيان الختامي لها، حيث انصب نقده على دعوة إيران إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، كما انتقد الفقرة التي تؤكد على سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى في الخليج العربي، وتأييد الوسائل السلمية التي تتخذها لاستعادتها من إيران.

وفي دفاعه عن موقف بلاده من المسألتين المشار إليهما اضطر قاسمي إلى "الكذب الصريح والمفضوح"، حيث ادعى بأن "إيران اتبعت على الدوام سياسة خارجية تقوم على حسن الجوار، وأنها ليست في حاجة للتدخل في شؤون الدول الأخرى، وأنها تتحرك في إطار دستورها وضمن القواعد والقوانين الدولية".

الملفت أن المسألتين اللتين توقف عندهما بهرام قاسمي كانت بيانات القمم العربية والخليجية تتضمنهما في أغلب الحالات وبدرجات معينة من الوضوح أو المباشرة، والسؤال المطروح لماذا "تحسست" طهران من هذا البيان ومن هذه القمة بالذات؟

في قمة البحر الميت جاء الموقف من إيران ليس "لفظياً" في البيان الختامي للقمة، بل جاء عملياً وعميقاً من خلال ما يلي:

أولاً: في الحصيلة النهائية لأغلبية الكلمات التي ألقيت في قاعة المؤتمر كانت إيران موضع نقد حاد، وجرى تحميلها مسؤولية تخريب الأمن القومي العربي ودعم الإرهاب ونشر الفكر الطائفي البغيض ودعم المليشيات التي ترتكب المجازر على أساس طائفي مثل الحوثيين في اليمن والحشد الشعبي وميليشيا حزب الله في العراق وسوريا، وبتحليل مضمون الكلمات في القمة نجد أن إيران حصلت على المرتبة الأولى في إيذاء "الأمة العربية وأمنها القومي"، حيث شخص المتحدثون في كلماتهم ثلاثة أعداء للأمة العربية جاءت إيران بالدرجة الأولى، وجاء الإرهاب بالدرجة الثانية، أما العدو التقليدي للعرب ألا وهي إسرائيل فقد جاءت بالدرجة الثالثة.

ثانياً: نجحت الإدارة الأردنية الهادئة للقمة في محاصرة إيران عملياً من خلال ثلاث خطوات سيكون لها دور في الحد النسبي من نهج التغلغل الإيراني في الإقليم، وهذه الخطوات هي:

الأولى: كسر الجمود في العلاقة بين السعودية ومصر حيث كانت إيران ترى في التباعد بين البلدين فرصة ذهبية لإضعاف المحور العربي المناوئ لها في العالم العربي والإقليم بصورة عامة.

الثانية: كسر الجمود وتجميد التدهور في العلاقات بين بغداد والرياض بعد لقاء الملك سلمان بن عبد العزيز برئيس وزراء العراق حيدر العبادي، وهي حالة استثمرت فيها طهران الكثير وعلى صعد عدة من أجل تعزيز نفوذها في العراق وإبعاده بقدر المستطاع عن محيطه العربي وبخاصة جواره الخليجي وتحديداً السعودية التي تعد في العقيدة الأمنية والعسكرية الإيرانية العدو رقم واحد لها.

الثالثة: اللقاء المهم الذي جرى بين وفد دولة الإمارات العربية والوفد العراقي وهو اللقاء الذي لم يحظ باهتمام بالغ من الإعلام، من المرجح أن يساهم في زيادة التقارب العربي مع العراق ومحاصرة "النفوذ الإيراني فيه".

أما النتيجة الصادمة الكبرى لطهران فكانت في أن حلفاءها الذين اعتادوا التحفظ على أي انتقاد لها في بيانات القمة أو مجلس الجامعة العربية ومن أبرزهم العراق ولبنان والجزائر مرروا البيان الختامي دون أي عطل أو تعطيل، وهو ما يؤشر على حجم تراجع التأثير الإيراني داخل المنظومة العربية، وبدء مرحلة محاصرته والانقضاض عليه.

"24:"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :