facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العقل السياسي العربي


د. سامي الرشيد
08-04-2017 12:03 PM

ان اصحاب الايديولوجيات الثلاث القومية واليسارية والاسلامية، يترجمون العقل السياسي العربي بطريقة تخضع للمنطق نفسه وتعمل بالآليات الفكرية نفسها على رغم ما بينهم من اختلاف وتعارض في المنطلقات والشعارات ونوضحها بما يلي  :

 


1-العقل السياسي العربي هو عقل أمني لا مدني ، وهو عقل انقلابي لا مؤسسي يخشى أصحابه على أنفسهم وعلى سلطتهم من شعوبهم التي كلفوا بحمايتها وحفظ امنها . 

لذا لقد اطاحوا دولة القانون والمؤسسات التي كانت تعمل قبل استيلائهم على السلطة ،على رغم ما كان يعتريها من النواقص والثغرات بل هم أطاحوا القيم والاعراف التي كانت تنظم العلاقات بين الناس في المجتمعات التقليدية .
2-هو عقل استبدادي عدوه الاول من يعترض او يفكر بحرية ولذا فقد الغى اصحابه الانظمة الديموقراطية التي كانت تعمل في عهد الاستعمار والتي كانت تحتاج الى التحسين والتطوير .

3-هو عقل طائفي لا وطني، عملوا على تغذية العصبيات المذهبية واللعب على تناقضاتها .

4-هو عقل احادي حكم اصحابه بعقلية فردية وفشلوا في توحيد الشعب وجمع اطرافه .



نحن نعيش في عالم يسوده القلق والخوف ، هذه هي حال العالم العربي في وضعه الاقليمي الراهن ،لكن الاوروبيين قلقون ايضا بسبب وصول العنف والارهاب الى اوروبا في أكثر من مكان وموقع ومدينه كما حصل في بلجيكا وفرنسا وغيرها.
ان طبيعة الوضع الكوني هي التي جعلت التداخل بين المجتمعات والدول والحدود تزيد صعوبة التمكن من ضبط اعمال العنف ضد المدنيين في اوروبا وكذلك في بطرسبرغ في روسيا .
في الوقت الحاضر تبرز قوى جديدة لفئات تسكن قاع المجتمع وتشعر بالتهميش والعزلة ،هذه الفئات مسلحة بالعنف وبشعارات الغضب تجاه الغرب ،كما تجاه النظام الاقليمي والانظمة السياسية مثل سوريا والعراق وغيرها .
نحن في العالم العربي في مأزق يزداد جدية ، فالخرائط العربية الصامدة حتى اليوم بإمكانها ان تصمد بالفعل عندما تبرز في الاقاليم تلك الحاجة للتوقف عن الاقصاء والانتهاك .
بإمكان النظام العربي ان يتبع سياسة وتاريخ من زوايا مختلفة وبإمكانه ان يتبع سياسة اكثر تركيزا على حوار مجتمعي تشارك فيه كل القوى الفاعلة .
الاوطان بحاجة للمجتمعات كما الافراد ودون المجتمعات وممثليها ستستمر الدولة الفاشلة بالزحف على اغلب الامكنة العربية .

على الرغم من مرور مائة عام من النضال العربي من اجل انشاء دول مستقلة في كيانات ولكنها مصفحة بالطائفية والمصالح الاجنبية والمطامع الاسرائيلية ،يرى اهل المشرق العربي انفسهم مهددين بان يخسروا دولهم دون اعادة فلسطين .
دار الزمان دورة كاملة بعد قرن من الزمان لانتباههم الى هويتهم الجامعة والى تاريخهم العريق الحافل بالأمجاد قبل انهيار دولهم وتفرقهم ، وقدم الاستعمار الغربي معاهدة سايكس وبيكو وغيرها ليعيد صياغة واقعهم بما يتناسب مع مصالحه ،فاذا هم ممالك وامارات وجمهوريات عديدة يفتقر معظمها الى اسباب الحياة وليس بها مكونات دولة .
عندما انتبه العرب ان الاستعمار الغربي بريطانيا وفرنسا وحتى البرتغال قد توزع اقطارهم باعتبارها تركة السلطان العثماني ،حاولوا ان يستعيدوا هويتهم الجامعة بإنشاء الجامعة العربية ،لكنهم كانوا اضعف ان يرفضوا المفروض فسلموا بكياناتهم المرسومة وفق مصالح المستعمر الجديد على امل ان يجددوا نضالهم من اجل الوحدة وان استغرق زمنا طويلا واستهلك اجيالا منهم .
الحدود رسمتها بريطانيا آخذة بالاعتبار منابع النفط وضرورة تنفيذ وعد بلفور الذي كان وعدا اعطاه من لا يملك -الاستعمار البريطاني – لمن لا حق فيه (الحركة الصهيونية ).

حتى نعيد تشكيل منطقتنا ونبتعد عن السلبيات فلا بد ان يقف العالم العربي امام الست سنوات المنصرمة التي اندلعت بها ثورات الربيع العربي وما وصلت اليه البلاد بها ،ونستخلص من احداث هذه السنوات دروسا وعبرا يمكن ان تجنبه اثمانا باهظة زيادة عما تحمله ووصلت اليه احواله من نزف بشري وسياسي واقتصادي وما لحق بالعلاقة بين المكونات السياسية والعرقية والدينية في بعض البلدان العربية من تدمير وتفتيت .

لقد اطلقت الجامعة العربية تقريرا يفيد بان عدد سكان العالم العربي يقارب 400مليون نسمة وان دخلهم القومي يزيد عن 1تريليون دولار ( الف مليار دولار ) ، وان نسبة من هم دون سن الخامسة والعشرين عاما تبلغ 70% من مجموع السكان ، وافراد هذه الفئة هم الاكثر تعليما ولديهم خبرات ومهارات لم تتح للأجيال السابقة وخاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال وهم الاكثر تفاعلا مع ثقافات العالم والاكثر قدرة على الابتكار والابداع والاكثر طموحا وتطلعا الى المستقبل .
هؤلاء الشباب تزداد قدرتهم باطراد على معرفة ما يجري في العالم من حولهم ،من خلال اتقانهم التعامل مع ادوات التكنولوجيا وتطبيقاتها والاطلاع على مختلف التجارب السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
لذا لا بد من اعطاء الشباب فرصتهم للعمل والقيام بإصلاحات جذرية مبنية على النقد الذاتي القائم على نقد صريح ورصين ومتوازن للذات ،مثل التعليم والصحة وتوفير فرص العمل واستثمار الموارد البشرية والطبيعية بالصورة الملائمة، وذلك عن طريق تطوير الاداء الحكومي ومحاربة الفساد والتخبط والركود وسوء الادارة الذي اصبح سمة عامة في كثير من البلدان العربية .

ان التنمية الشاملة هي الحل الذي يمكن ان يجنب كثيرا من الدول العربية مصيرا مؤلما ،وتفكيك بنى الفساد وتحالفاته وتطوير نظم الادارة واعلاء قيم الشفافية والمحاسبة والاستفادة من تجارب النجاح عربيا وعالميا .
ان مواطني اية دولة ولا سيما الشباب هم السند الاهم والداعم لأي حكومة تطمح الى ان تقود بلدها نحو التنمية والتطور وان توفر الاستقرار والامن هما اللذين يحققان الرخاء والازدهار لكل بلد .

للمقارنة بيننا كمشرق عربي وبين اوروبا والعالم الآخر نقول:
في الحرب العالمية الثانية انتحر هتلر في 30-4-1945بعد ان وصلت القوات الروسية البرية لبرلين واحتل الحلفاء كل المانيا واعلنوا الاستسلام في 8-5-1945وكان نتيجة الحرب العالمية الثانية قتل خمسين مليون شخص وتدمير المصانع والمباني والمطارات والسكك الحديدية والطرق والبنية التحتية وغيرها
لقد نهضت اوروبا واعادت بنيتها وتوحدت جميعها في 1992وعملوا عملة موحدة هي اليورو على رغم ما حصل بينهم من حروب وويلات ودمار ،كما نهضت اليابان التي ضربت بالقنابل الذرية واصبحت من اعظم دول العالم اقتصاديا وتنظيميا ونظافة، كما نهضت الصين واصبح لديها ثاني اقتصاد بالعالم ان لم يكن الاول ,على الرغم ما بها من شعوب متعددة واديان مختلفة كما ان الشعب الامريكي المكون من جميع فئات العالم من اصل اوروبي او اسيوي او افريقي وجميع ديانات العالم به لكنهم لديهم انتماء وولاء لأمريكا التي اصبحت وطنهم .

بينما نحن قد تشرذمنا وتقسمنا شيعا واحزابا كتقسيمات جغرافية او مذهبية او طائفية او عشائرية رغم ما تربطنا من روابط الدم واللغة والدين والتاريخ والجغرافيا .
اريد ان اضع مثالا ماذا كان يحصل في سوريا ،فمنذ حكم حسني الزعيم عام 1949كانت الانقلابات العسكرية بيضاء ولم يرق بها دماء وفي عام 1954اعلن مصطفى حمدون وعبدالغني قنوت في حلب العصيان واحتلوا الاذاعة في حلب وطلبوا من اديب الشيشكلي الحاكم آنذاك التنازال عن الحكم الذي رضخ لطلبهم وقال لا اريد ان يقاتل الجندي السوري اخاه السوري
وتنازل عن الحكم وسلمت لإدارة مدنية ( مع العلم ان الشيشكلي كان قد قصف الدروز في جبل العرب بالطائرات وقتل منهم الكثير )
أما الآن فان الكرسي عزيز ويقصف الاطفال بالكيماوي دون شفقة ولا رحمة ولا حقوق انسان ويبقى الحاكم متمسكا بكرسيه مهما اريق من دماء او لحق شعبه الدمار والتهجير والتفتيت .

نستمر بإلقاء اللوم على الاستعمار ونلعن الظلام.
قال الامام الشافعي :
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره ان اكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الاحراق طيبا
ثم يقول:
تموت الاسود في الغابات جوعا ولحم الضأن تأكله الكلاب
وعبد قد ينام على حرير وذو نسب مفارشه التراب 
dr.sami.alrashid@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :