facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




إيران بين سيادة الدول وحق المواطنة


عمر عليمات
19-04-2017 01:03 PM

عندما تعتبر إيران أن تصدير ثورتها جزء لا يتجزأ من سياستها، وتنصب نفسها وصية على مواطني دول أخرى من منطلق مذهبي، فهي تعلن صراحة عن مشاريعها التوسعية في دول المنطقة .

تأكيدات طهران أنها تسعى لعلاقات تعاون وحسن جوار، ينفيها تماماً رفضها التخلي عن التدخل في شؤون الدول الأخرى، وهو أمر لا يستقيم مع مبادئ سيادة الدول والعلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل.

على إيران أن تقرر ما إذا كانت تريد أن تسير وفقاً لمفهوم الدولة أو وفقاً لمفاهيم الثورة، فالشعوب تثور على أنظمتها ولكنها سرعان ما تطوع آلياتها لتنسجم مع مفاهيم الدول والكيانات القائمة على احترام الدستور والقانون، إلا أن إيران ما زالت حتى اليوم تعيش بعقلية الثورة، رافضة التحول إلى عقلية الدولة، وهذا شأنها، ولكن ما هو غير مقبول ولا منطقي أن تسعى لتصدير ثورتها إلى دول المنطقة، وهذا السلوك لا علاقة له بالثورات الباحثة عن الحرية والكرامة الإنسانية، بل هو أقرب إلى أحلام التوسع والسيطرة، وهلوسات الإمبراطورية البائدة.
"إيران الثورة" لم تكتف بتصريحاتها العبثية وتدخلاتها بكل شاردة وواردة في دول المنطقة، بل عملت لسنوات طويلة ماضية على تأسيس ودعم كيانات في دول المنطقة تأتمر بأمرها وترتهن لقرارها، فمن بغداد إلى دمشق وبيروت وانتهاء بصنعاء، كانت إيران حاضرة وكان التمويل المالي والعسكري أكثر حضوراً، في تطبيق فعلي لسياسة "تصدير الثورة"، فمن خلال أذرعها العسكرية تسعى إيران إلى فرض سيطرتها على المنطقة.


طهران وساستها لم تكتف بتأسيس هذه الكيانات، بل تعدت ذلك إلى تنصيب نفسها وصياً على كل شخص يتبع لمذهبها، متجاهلة قصداً مبدأ المواطنة، وأن كل إنسان ينتمي للدولة التي يعيش فيها وتطبق عليه قوانينها وأنظمتها، وهي بذلك تضرب أساسات الدول وتفتت مجتمعاتها وتعيث فساداً فيها من خلال تعزيز قيم الطائفية والمذهبية وإضعاف قيم الولاء للوطن.

إيران وهي تنصب ذاتها وصياً على ملايين البشر خارج حدودها، تتناسى أنها دولة تضم الكثير من القوميات والأعراق المختلفة، وأن الدول الأخرى لو لم تكن دولاً تؤمن بحسن الجوار وسيادة الدول لطبقت سياسة المعاملة بالمثل وقامت بدعم هذه القوميات، متذرعة بوصاتها الدينية والقومية، فهل سترضى إيران بذلك، أم أنها ستعتبرها تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية.

على إيران أن تدرك أن أوهام التاريخ البائد لن تعود، وخزعبلات التمدد والتوسع لن تؤدي إلا إلى عزلتها والتعامل معها كدولة مارقة راعية للإرهاب والإرهابيين، وعليها أن تلتفت إلى شؤونها الداخلية فبدلاً من تسخير كل ثروات الشعب الإيراني وطاقته لتنفيذ أجندات محكومة بالفشل مهما طال الزمن أو قصر، عليها ان توجه هذه الثروات لتحسين حياة شعبها والارتقاء بمستويات المعيشة، والقضاء على عالم المخدرات والجريمة التي تنخر في المجتمع الإيراني والأرقام خير شاهد على ذلك.

لا أحد في منطقتنا يسعى لمواجهة مع إيران، ولكن من يقنع إيران بأن سياساتها وممارساتها غير المسؤولة هي التي تقود المنطقة نحو الدمار والخراب، ومن يقنعها بأن الانفصام السياسي الذي تعيشه بات يشكل خطراً عليها وعلى المنطقة، فكيف لطهران أن تقنع شعبها قبل شعوب المنطقة بأنها نصير للمستضعفين – كما ورد في دستورها – وهي تسهم كل يوم في زيادة أعداد المشردين والأيتام والأرامل جراء الصراعات التي تغذيها بالمال والسلاح، ومرتزقتها الذين ترسلهم من عاصمة إلى أخرى ليمارسوا طقوسهم الطائفية النتنة بحق كل من لا يوافقهم الرأي والمعتقد؟؟.

 

زعزعة استقرار المنطقة ليست هدفاً نبيلاً ولا مبدأ سامياً يحتذى به، فكيف لنا أن نؤمن بثورتهم التي تريد أن تهدم كل شيء لتبني مجداً زائفاً وتحقق حلماً شيطانياً، يريد أن يعيد المنطقة إلى أكثر من ألف وثلاثمائة عام إلى الوراء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :