facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خشبات الحبس خمس خشبات .. بقلم : معتصم القضاة - دبي


30-11-2008 10:14 PM

لعبة قديمة وخلاصتها أن تقول عبارة " خشبات الحبس خمس خشبات" عشر مرات بدون أن تتلعثم أو تخلط الحروف ببعضها ... وقد تذكرت هذه اللعبة عندما وقفت خلفت الخشبات الخمس وأخذتُ أتأمل وأعاين من أي المواد صنعت بل وأصارع من أجل الخروج من خلفها إلى الحياة حراً طليقاً..

الخشبة الأولى : خشبة الغربة ، وما تمثله من ألم وبعد عن كل قريب وصديق ، تبعدك عن تراب الوطن ونسائمه العذبة التي لا تستبدل بمال ولا بثروة. فالغريب أسير وخاصة إن قدرت غربته في بلد (قريب) من الناحية المادية ولكنه بعيد بالاندماج والمشاعر والإحساس والرغبة بالبذل والعطاء، ويبقى الهمّ متى نعود وإلى متى سنبقى؟!

الخشبة الثانية: خشبة الخوف ، وذلك حينما يمر الإنسان بمواقف لا يرى أمامه سوى جمعٌ من الوحوش الجائعة، ليس لها همّ سوى ملء البطون بأي نوع وبأي شكل، ويزداد الخوف لو كان الجمعُ جمعُ ( حيتان ) أو (هوامير)، أو أنه مضطر لتسديد فاتورة البنزين لسيارة (همر) من خلال علبة الحليب أو كيس أرز وسكر. ويبقى الأمل متى ستشبع هذه الكروش الجوعى لنعيش بهموم أكبر!

الخشبة الثالثة: انهيار القيم، حيث ترى الكاذب المتملق في مقدمة الركب يقودهم إلى الهاوية ، ويؤخَّر الصادق المؤتمن القوي فلا تكون له صولة ولا جولة ، حيث تعرف القيم بغير مسمياتها الحقيقية، ويُجَمَّلُ القبيح وقُبّح الجميل، والسؤال ماذا سنخسر لو كانت الشفافية هي العنوان؟

الخشبة الرابعة: تردي التعليم، فبالعلم كانت الأمة وبالتعليم سادت الأمة ، أما اليوم فقد بات التعليم عبئاً ونكداً ، فلا أسلوب ولا محتوى وأبلى من ذلك أنه مكلف ونتائجه غير مضمونة، وتفشت ظاهرة الاتجار بالتعليم ، وتولى هذه التجارة أسوأ أنواع التجار ومارسوا أبشع عادات التجارة و طبقوا أفشل قواعدها وأخلاقها.

أصبح التعليم كمن يشتري سمكاً في بحر ، ويا ليته كذلك ففي النهاية في البحر سمك وإن لم يكن سمك فهناك ماء ، و التعليم هذه الأيام بحاجة إلى نفضة وثورة قبل أن يحنط ويدخل إلى متحف التاريخ.

فهلموا يا قوم وأعيدوا للعمل هيبته وأعطوا المعلم احترامه ، لتجنوا الهيبة والاحترام والمكانة بين الأمم، وبغيرها لن نجني غير الخزي والعار والهوان .

الخشبة الخامسة: خشبة ليست كباقي الخشبات... ولعلها أقواهن وأصلبهن وأفيدهن لو كانت في غير هذا الموضع، وهي خشبة الشباب المضيَّع ، شباب ضاع بين إهمال المجتمع وتخلي الأب وانشغال الأم.

وزاد الطين بلة فراغ بلا منفعة ، وحكومات مجعجعة - آخر ما تفكر به إشغال الشباب واستثمار طاقاتهم.

أما أمانيٍ في الشباب فتبقى ك"شيك" مفتوح لأن طاقاتهم أكبر من أن أي تقييد أو تحديد، وعليهم تقع المسؤولية العظمى وإليهم تتجه الأنظار في كل زمان ومكان ...

تلك هي حكايتي مع الخشبات الخمس .. وكلي أمل أن تتحول من خشبات حبس إلى خشبات وطن لا نتلعثم ونحن ننطق بحروفها بل نعزف بحروفها أجمل الألحان وقد تخلصنا من سلبياتها العفنة....





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :