عمون - لقمان إسكندر - انتقل التراشق الاعلامي بين الأردن والنظام السوري مساء أمس إلى محطة جديدة عندما أعلن عن إسقاط طائرة استطلاع قادمة من الاراضي السورية.

لم تفصح بعد أي جهة مسؤوليتها عن طائرة الاستطلاع التي دخلت الأجواء الأردنية، وليس من المرجح أن تسمح حرب الاستخبارات بين دول الاقليم بالافصاح عن هوية الطائرة، لكن الاطراف المعنية تدرك ما يجري، خاصة وأن الرسائل لا تكف عن الطيران بين الحدود.

أردنيا، كان الرد سريعا باسقاط الطائرة، فيما توّعد الناطق باسم الحكومة بالموت لكل من تسول له نفسه الاقتراب من الحدود او الاجواء الأردنية.

جهتان متهمتان حتى اللحظة ليس من بينهما تنظيم داعش الارهابي؛ الأولى النظام السوري وهو متهم أقل شأنا من ان يؤخذ بجدية، أما الجهة الثانية فهي إيران، التي تخوض معركة وجود لمصالحها في سوريا، وترى ان المصالح القومية الاردنية تهدد إمكانية نجاحها.

مشهد الطائرة يتحدث عن رغبة مسيّرها في تغيير قواعد اللعبة في المنطقة، لكن الأردن باصراره على التموضع حيث كان منذ بداية الازمة السورية يؤكد ان قواعد الاشتباك هي ذاتها ولن تتغير، والموت لكل من يقترب.

الاحداث تبدو متسارعة، وإن كانت من دون ضجيج، منذ أن أعلن وزير خارجية النظام السوري بشار الأسد عن أن "أي قوات أردنية ستدخل سوريا سيعتبرها قوات معادية".

الخبير العسكري السوري عبدالهادي ساري الخزاعلة يبدي لـ "عمون" استغرابه من هذا التصريح. ويقول: لم لا يضرب النظام السوري القوات البريطانية الموجودة الان في سوريا، والتي يعرف نظام بشار الاسد مكانها وما تفعله، فلماذا يهدد الاردن الذي يريد أن يحمي حدوده من الفوضى التي احدثها النظام في بلاده؟


ووصف طائرة التجسس التي جرى اسقاطها بانها عملية استفزازية، وقال: تبدو انها من نوع نورس التي يعرفها كل طيار سوري، لافتا الى ان التصعيد العسكري الاردني في سوريا ليس واردا بصورة مباشرة، وما يفعله الاردنيون انهم يحمون امنهم القومي.

لكن الخبير الأمني خالد المجالي شكك في امتلاك النظام السوري هذه التقنة الحديثة التي وجدت في طائرة الاستطلاع وقال: ليس واضحا بعد الهدف من إدخال الطائرة الاجواء الأردنية، لافتا الى ان الطائرة في الغالب هي طائرة ايرانية وليست روسية، خاصة وان الروس لا يحتاجون الى طائرة مسيرة لمعرفة ما يجري.

وقال: طهران تريد استباق الاحداث وتقوم بارسال رسالة تحذيرية الى الأردن، بان اي عمل عسكري سيؤدي الى وقوع الفوضى، رغم أن الموقف السياسي الاردني هو حتى اللحظة واضح وينفي نيته القيام باي فعل عسكري بري داخل الاراضي السورية، واصفا الرسالة الإيرانية بالمسيئة للاردن.