facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كوليرا سياسية


ماهر ابو طير
16-05-2017 01:14 AM

يمر الخبر، مرورا سريعا، فلا قيمة له، امام الالاف الذين يموتون يوميا، او شهريا، بالقصف، في سوريا او ليبيا او أي موقع اخر، والخبر يتحدث عن وفاة المئات واصابة الالاف بالكوليرا في اليمن، والوباء يتمدد، يوما بعد يوم.
ما هذا القدر العربي الغريب، فإن لم يمت العربي، بالقصف، مات برصاص الاحتلال، او بوباء على الطريقة اليمنية؟.
أساس هذا الوباء في اليمن سياسي، لان هذه النتيجة لم تأت من فراغ، فاليمن الذي تم افقاره على يد علي عبدالله صالح، الذي قبض مليارات الدولارات من المساعدات، حين كان رئيسا، وترك بلاده كما هي، دون حياة او تنمية، مكتفيا بخطيئة «الوحدة القهرية» مع اليمن الجنوبي، باعتبارها منجزه الوحيد، تشارك في المحصلة، مع اطراف أخرى، في انهيار اليمن، الذي بات ملعبا لإيران وللحوثيين وللقاعدة، مشردا وجماعته، ملايين اليمنيين في بلادهم، من اجل السلطة، وما ادراك مالسلطة، هاهنا؟!.
التورط بتفسيرات حول سبب الكوليرا في اليمن، ليس كافيا، لان كل طرف يريد ان يقول ان الطرف الاخر، هو المتسبب بانهيار الخدمات الصحية، وتفشي هذه الامراض، لكن لا احد يريد ان يعترف ان اليمن قبل ربيعها الدموي وما تلاه، وفي عهد ذات الرئيس كان يعاني من فقر شديد، وصراعات كامنة، وسرقة جهارا نهارا، فهي بالمحصلة، كوليرا ابنة البارحة، وليست وليدة الصراع الحالي وحسب.
كنا في العالم العربي نرى بعض الأنظمة، اكثر عدلا حتى في السرقة، فالنظام يسرق قليلا، ويطعم شعبه قليلا، لكننا في النموذج اليمني، سكتنا امام عهد الرئيس السابق، وهو في عز قوته، حين كان يكدس المليارات، له وحيدا، ولا يطعم شعبه ابدا.
بنية اليمن، كانت آيلة للسقوط.هشة. ضعيفة. غير قابلة لمقاومة كل هذه الجماعات التي نراها، إرهاب ومذاهب، عرب واقاليم، وهو هنا، يكاد يكون الحالة الأكثر فرادة عربيا، فقد كان مصابا بالكوليرا السياسية، مسبقا، وكنا نغمض اعيننا عنها، ولم نستيقظ الا اليوم، على فاجعة الكوليرا العادية، وبين الاثنتين قواسم مشتركة، الضعف، عدم القدرة على المقاومة، عدم وجود حصانة، عدم وجود علاج، التفشي والتمدد، كما الإرهاب او فتح البوابات لتدخل الإقليم والعالم، وكما هي ذات خصائص الكوليرا التي لا توقفها حدود.
في قراءة أخرى لقصة الكوليرا تتردد معلومات، حول ان الانقلابيين ومن والاهم في اليمن الشمالي، يريدون اثارة ذعر بقية الفرقاء، بالكلام عن وباء يتمدد ويصل الى اليمن الجنوبي، والى دول عربية مجاورة، وهكذا اذا صدق هذا الرأي تصير قصة الكوليرا مجرد سلاح للاشاعات، والحرب النفسية، بدلا عن الحرب التي لم يتم حسمها.
في العالم، تسقط دول وأنظمة، لكن في العالم العربي، تسقط شعوب وأمم، وهذا هو الفرق الرئيسي بيننا وبين بقية خلق الله.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :