facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دلالات انعطافة ترامب


محمد برهومة
02-06-2017 03:07 AM

اشتغل اللوبي الإيراني في أميركا بقوة ونجاحٍ مع إدارة الرئيس باراك أوباما لوصم السُنّة (وبخاصة السعودية) بدعم التطرف والإرهاب المعولم، وتمّ إقناع الإدارة السابقة، تحت مظلة محاربة "داعش"، بأنه إذا كان ثمة إرهاب شيعي فهو غير موجّه للخارج أو للجانب الأميركي أو الغربي، بعكس ما يتم على الجانب السنيّ.
معنى ذلك أن التحوّل الكبير الذي أحدثته زيارة الرئيس دونالد ترامب للعاصمة السعودية يكمن في أنها نجحت في إسقاط الأسس التي قامت عليها "عقيدة أوباما" كما شرحها الرئيس السابق في مقابلته الشهيرة مع "ذا أتلانتك". وبذلك أزاحتْ زيارة ترامب بعيداً المضامينَ الصراعية والمحتوى السلبي المُوَتِّر في العلاقات الأميركية-الخليجية، ووضعت في المقدمة بدلاً منها مضامين تؤسس لترميم الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن وحلفائها التقليديين في الشرق الأوسط.
وقد أشار الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد في ندوة في دبي، إلى قصة حدثت في الأول من كانون الثاني (يناير) 2017 تلخص طبيعة التحول الأميركي، وفي ذلك يقول: "في الأول من يناير 2017 هرب مطلوبون في قضايا إرهابية في البحرين من سجن "جو الإصلاحي" وتزامن هذا الحدث مع وجود الإدارتين الأميركيتين القديمة المتمثلة بأوباما، والجديدة المتمثلة بترامب، الأولى لم تقدم أي معلومات استخباراتية إلى السلطات البحرينية حول وقوع عمل مسلح لتهريب عدد من المحكومين في قضايا إرهابية من السجن برغم علمها المسبق بذلك، وهي لم تبد أي رد فعل سياسي بعد وقوع الحادث، بينما الإدارة الثانية وفور تسملها زمام السلطة قدمت معلومات استخباراتية حول الفارين والجهة التي تقف وراء العمل المسلح، كما شاركت القوات البحرينية بشكل غير معلن في عملية اعتقالهم وسط البحر في قارب متجه إلى إيران".
خطاب ترامب أمام القمم الثلاث في الرياض تبنى المقاربة الخليجية والعربية حيال دوري الخليج وإيران في المنطقة والموقف من التطرف والإرهاب. هذا التحوّل الأميركي بدأ قبل القمم الثلاث لكنه تُوِّج كلحظة تاريخية بها. وليس بلا دلالة ما نُقل عن الدبلوماسي الأميركي السابق إليوت أبرامز قوله: "أخبرني ديبلوماسي سعودي أنهم تلقوا في ٣ شهور معلومات استخباراتية عن اليمن أكثر مما وصلهم خلال سنتين في عهد أوباما".
زيارة ترامب أنصفتْ الجانب الخليجي والعربي وكانت عادلة معه، فهو يُحارب التطرف والإرهاب ويسعى لتعزيز الاستقرار الإقليمي، فيما وضعت إيران في موضع الدولة الراعية للإرهاب والمُوَلِّدة للعنف الطائفي والمذهبي، والمزعزعة للاستقرار الإقليمي.
الزيارة، إذاً، على المستوى الشخصي لترامب وعلى المستوى الاستراتيجي الأميركي، قلبتْ صفحة أوباما. والقيمة الاستراتيجية للإدارة الجديدة أن الزيارة جعلتها (في الداخل الأميركي) في موقعٍ أقوى، حيث قدّمت للرئيس إنجازاً كبيراً، قد يكون فيه ردٌّ على من يشكك في ديمومة ما أُنجز خلال الزيارة لمصلحة الجانب الخليجي.
زيارة ترامب تزيد العبء على الجانب الخليجي والعربي في تحمّل مسؤولياته وبناء عناصر القوة الذاتية كي تلعب موازين القوى على الأرض لصالحه. هذه المسؤوليات، التي تقصد ديمومة ما أُنجز في زيارة ترامب، تتراوح بين تعزيز الدولة الوطنية القوية بحكم القانون وإنجاز التنمية والعمل المؤسسي وترسيخ الحوكمة. ويمكن القول إنه لإدامة الإنجاز الخليجي يتعين على دول الخليج السير على خريطة طريق مستقبلية تقوم على ثلاثة أسس: أولها الاستثمار في بناء القوة الذاتية الشاملة التي تقوم على الاستثمار في التعليم المتطور وديمومة الإصلاح وبناء المعرفة الدقيقة، والاستثمار في البحث العلمي والابتكار، وإعداد النخب الوطنية الماهرة، وكذلك الاستثمار في التكنولوجيا والدخول كعنصر منتج فيها. وثانيها الحرص على تطوير الشراكة الاستراتيجية الأميركية- الخليجية إلى مصاف التحالف. وثالثها متابعة نهج تنويع الشراكات الاستراتيجية مع القوى العالمية والدول الصاعدة الأخرى؛ لأنّ القويَّ من لديه خياراتٌ أكثر.

الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :