عمون - لقمان إسكندر - يومٌ دامٍ من الاقتتال الفصائلي في سوريا امس، مثل كل يوم.

في الشام حكاية من دم تلطخت ايدي الناس كلها بها. وفيها وحدها ستختلط الامور أيضا. فلا يُعرف حقًا اين كان يجلس الضحية يوم قتل او جرح أو لجأ.

وفي الشام حكاية هي ام النهايات.

وحدهُ النظام وايران مَن عرفَ عدوهُ فقاتله. ووحدهُ تنظيم (داعش) الارهابي مَن عرفَ عدوهُ فقاتله. ووحدها (قسد) الكردية مَن عرفت عدُّوها فقاتلته. اما فصائل الثوار فهم مَن أضاعوا الطريق وقاتلوا بعضهم.

يصف الخبير العسكري السوري عبدالهادي الخزاعلة هذه الحال بالقول: انها خريطة سورية ذات اللون الموحد اصبحت الوان اربعة هي الاسود والاصفر والاحمر والاخضر.

ويضيف، انها ليست الوان تضاريس ولا جبال ولا انهار ولا واحات بل هي الوان من يسيطر على هذه التراب، ولون الصراعات الدامية التي دنست تراب سوريتنا وقسمتها.

واشار الى ان هذه الالوان جميعها تخضع لارادات دولية مثلا اللون الاصفر ارادة امريكية مع قبضة تحالفية مرهونة بما تحويه هذه الارض لهم.

اما الاحمر فهو مرهون لروسيا وايران وكل ما تحويه من ثروات وطاقات بشرية، فيما اللون الاسود فهم اداة اجرامية دولية وجدوا لكي يعيثو فسادا في الارض ولينقذوا اللون الاحمر من الزوال.

في حين ان اللون الاخضر مرتهن لكل دول العالم المتآمر على السعب السوري.

ويقول: ولان اللون الاخضر مرتهن فهو يتوسع ويضيق حسب المصلحة وما تفرضه شروط الموقف لكن السؤال الذي يطرح نفسه اين الشعب السوري من كل هذه الالوان اترك الاجابه لكم طال عمركم.

ووسط هذا تقع خريطة معبر التنف. جغرافيًا النظام يتقدم. وجغرافيًا أيضًا يخسر تنظيم داعش، ويخسر معها الثوار ألد أعداء داعش.. فما الذي يجري في سوريا؟

السؤال بحجم الفوضى السورية، أما الاجابة عليه فلا تحدث عنها وفيك حرج هائل.

في الأفق، هناك جيوش لا تعرف فيها عدوك من صديقك.. الرايات كثيرة خضراء او سوداء او حمراء او بيضاء.. وعلى كل راية يد تقاتل وتقتل.. ولا تعرف لماذا حقًا تقتل.

يقولون انهم يتنازعون السيطرة على معبر التنف..هذا المثلث الذي يراد له ان يختصر حكاية سوريا..فمنرينجو ومن يهلك..الشام تلك حكاية الحكايات كلها..

في البدء كانت القدس.. والبدء صار بعيدا.. اليوم ام النهايات اعني الشام تصوغ الحكاية من جديد.