ها أنتم هؤلاء دافعتم عن مناصب أبنائكم امام الحكومة فمن يدافع عن ابنائنا القابعين في زوايا العطالة والفقر وقهر المترفين الحاصدين وظائفهم ومناصبهم بدم بارد وقرار جاحد.

الكل يزاود على الشهادة والوطنية من داخل المكاتب المكيفة ....ما عدا ابناء الحراثين والعسكر صامتين وينسحبون من المشهد على استحياء لا يمنون على احد وطنيتهم وتضحياتهم واستشهادهم....ويحسبهم الجاهل والمتجاهل ادعياء او ملصقين في الاردن وعاجزين ومتخلفين عن ادارة المناصب القيادية في الدولة من التعفف والكبرياء..... حفاظا على مشاعر هؤلاء وآبائهم وايتامهم ...تعاتبوا وتنازعوا وتقاسموا المناصب سرا وبينكم ولا تكشفوا عوراتكم امامنا .... ولا داعي لرش الملح على جراح المقهورين والمعطلين عن العمل ....كفى بنا قهر ان ينتقل المسؤول الفاشل من وزارة الى وزارة الى هيئة الى سفارة.. والبعض يقبع في مغارة ولا يجد قوت يومه....كفى مزاودة وبيع وطنيات وجمايل وادعاء شهادة وسرد نجاحات وتضحيات كاذبة للفوز بمنصب او صفقة ... والفساد والمديونية تزداد والوطن يئن وتثخنه المصائب والنكسات من تخبطات وقرارات هؤلاء الرعناء سواء المستشارين ام المسؤولين.

لقد طفح الكيل وفاض السيل وتفلتت الكلمات من لدن جلالة الملك وخرج عن صمته ووضع اصبعه على الخلل وامر بقص وبتر الجزء المعتل ولكن ما يزال البعض يناور ويقاتل لنيل منصب بحق او غير حق بكفاءة او غير كفاءة يهمهم الجلوس في المقدمة وتسليم القيادة لجاهل او طائش او متهور غير آبهين بمآل الوطن وتهور المركبة والركاب...اتقوا الله فينا وفي الوطن ولا تكابروا.. ومنهم اذا قيل لهم اتقوا الله اخذتهم العزة بالإثم.