facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السعودية: ماذا يحمل التغيير من دلالات؟


فهد الخيطان
22-06-2017 04:03 AM

منذ ذلك اليوم الذي تم فيه تعيين الأمير محمد بن سلمان بمنصب ولي ولي العهد، كان واضحا أن المملكة العربية السعودية مقبلة على مرحلة جديدة، وتغيير يطال جوانب رئيسية في الحكم.

حاز محمد بن سلمان فور توليه الموقع "الثالث" على نفوذ وحضور واسعين على المستويين الداخلي والخارجي. وبعد أن ارتبط اسمه مباشرة برؤية السعودية "2030" وبرنامج التحول "2020" تأكد الجميع أن الأمير الشاب هو من سيقود عملية التغيير في السعودية، فقد اقترن حضوره الداخلي بحضور مماثل على المستوى الدولي.

بهذا المعنى فإن ما صدر من أوامر ملكية فجر أول من أمس وقضى أحدها بتعيين محمد بن سلمان وليا للعهد خلفا لابن عمه الأمير محمد بن نايف، كانت خطوة متوقعة ومنتظرة، فعلى مدار السنة الأخيرة كان سؤال المراقبين والمحللين عن موعد التغيير باعتباره أمرا محسوما.

لم يصعد محمد بن سلمان للموقع المتقدم وحده، بل حمل معه طبقة من الأمراء الشبان لمواقع عليا في الحكومة والديوان الملكي، والمؤكد أن الأيام المقبلة ستحمل مزيدا من التغييرات في المواقع القيادية، لتعزيز حضور جيل جديد من أبناء العائلة المالكة في مفاصل الحكم.

على المستوى الداخلي، استعد الأمير محمد لهذا الموقع ببرنامج عمل لمرحلة "السعودية ما بعد النفط"، يتضمن تغييرات جوهرية في النظامين الاقتصادي والإداري للمملكة، وتحولات كبرى على طريق تحرير الاقتصاد السعودي لمواكبة المتغيرات العالمية، والتحديات الداخلية الجسيمة.

ويدرك الصف الجيد من القيادات أن السعودية لا يمكنها أن ترهن مستقبلها للعوائد النفطية فقط، في ظل التقلبات الكبيرة في الأسواق العالمية، وتراجع الأسعار، خصوصا مع سعي القوى العالمية لتطوير بدائل جديدة ونظيفة لمصادر التزود بالطاقة.

الرؤية التي أطلقها بن سلمان تلحظ هذه المتغيرات، وتسعى للتكيف معها مستقبلا، وتوظيف التدفقات المالية الضخمة، لإعادة بناء القاعدة الاقتصادية للمملكة على أسس جديدة أكثر تنوعا، وديناميكية، تنسجم مع الإمكانيات والفرص المتاحة.

على المستوى الخارجي "الإقليمي"، السعودية في الوقت الحالي هى في حالة حرب حقيقية، ومجابهة كبرى مع إيران على مستوى المنطقة برمتها، إضافة لمواجهتها المفتوحة مع الجماعات الإرهابية.
ميادين هذه متعددة ومركبة، وتأخذ أشكالا عدة.

في اليمن تخوض السعودية حربا فعلية لتأمين عمقها الاستراتيجي على الحد الجنوبي، وتحييد إيران الساعية لبسط نفوذها هناك. لم تبلغ الحرب نهايتها بعد، ولا يلوح في الأفق حل دبلوماسي للأزمة، لكن المؤكد أن السعودية بعد التغيير الأخير لن تتراجع في اليمن قبل أن تضمن تحقيق أهدافها، وإن كان ذلك بالوسائل السياسية.
وتخوض السعودية في نفس الوقت مواجهة مع إيران على المستوى الخليجي لمنع طهران من توسيع دائرة نفوذها في دول الجوار، وتمتد هذه المواجهة إلى سورية حيث تدور حروب بالوكالة بين قوى إقليمية ودولية عدة.

لكن ومع بروز تحدّ جديد يتمثل بالأزمة الخليجية مع قطر، قد تلجأ السعودية في المرحلة المقبلة إلى مراجعة سياساتها في سورية، والتكيف مع المتغيرات، دون تنازلات جوهرية. يدعم هكذا توقعات علاقات الامير محمد بن سلمان القوية مع القيادتين الأميركية والروسية، والنبرة البراغماتية التي تظهر في خطابه.

وفي سياق المراجعة ذاتها، يمكن قراءة التحسن في العلاقات السعودية مع العراق، والانفتاح على حكومة حيدر العبادي الذي استقبله الأمير محمد بن سلمان قبل يوم واحد من توليه المنصب الجديد.

تبقى الأزمة مع قطر التي تفجرت مطلع هذا الشهر، إذ يعتقد على نطاق واسع أن التغيير الأخير في السعودية يعني فرض مزيد من الضغوط على القيادة القطرية لتصويب سياساتها وفق الرؤية السعودية، وبما ينسجم مع الخط العام لدول الخليج.

الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :