facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




«الرياضة» .. صحة نفسية وجسدية


هيفاء صفوق
19-07-2017 12:50 AM

الإنسان خلق للعمل والسعي والجهد، فطبيعته البشرية تحتاج إلى كمية كبيرة من الحركة التي تجعله يستطيع أن يمارس عمله ويخطط لأهدافه ويتفاعل مع الآخرين ويعيش حياة كريمة، معتمداً على نفسه ويتحمل مسؤوليتها، وهذا لا ينطبق على الإنسان الخامل النائم، فهناك فرق بين حياة تنبض حركة وسعياً وبين حياة خاملة اتكالية. يوجد قانون الحركة والديمومة في كل هذا الوجود، ابتداء من دورة الكواكب والفصول الأربعة، إلى الدورة الدموية في حياة الإنسان، إلى عمل الخلايا بصورة مستمرة لا تتوقف، إذ إن قانون الحركة والديمومة مستمر لاستمرار الحياة.
وهكذا الطبيعة البشرية تحتاج الحركة في متطلبات الجسد أولاً ثم متطلبات الحياة، كل شيء له دورة بداية ونهاية بصورة مستمرة، والجسد أيضاً يحتاج إلى الحركة لتنشيطه وتحريك دورته الدموية، التي تنعكس على صحته البدنية والنفسية والفكرية أيضاً.

الرياضة عرفتها الأمم منذ التاريخ الطويل وتفننوا فيها، من ركوب الخيل والسباحة والرماية والكاراتيه والتايكوندو والتنس والبلياردو وغيرها الكثير، فقامت المسابقات العالمية والمسابقات المحلية، ولا تخفى على أحد أهمية تنشيط الشعوب وحركتها بما يغذي عقلها، لأن الحركة والرياضة فيها الكثير من المعاني، ليست فقط مجرد حركات ومسابقات، بل هي من تحرّض الإنسان على أهمية بناء الثقة بالنفس والاعتماد عليها، وتحمّل المسؤولية وصنع التحدي في الوصول إلى الهدف، كل ذلك يشكل قيمة الإنسان بأن يكون منتجاً وقادراً، وتعويده منذ الصغر على النشاطات والتفاعل والتعاون مع الآخرين ومع المجتمع نفسه.

يعاني العصر الحالي من العلل الصحية، نتيجة الكسل والخمول وسوء التغذية، ونوعية الأكل السريع الذي يتناوله الفرد، ما ساعد في ظهور البدانة المفرطة وأمراض السكر والكولسترول وغيرها، نتيجة عدم الحركة والمكوث أغلب الوقت أمام شاشة التلفاز أو الهواتف الذكية أو الكومبيوتر، لذا الرياضة مهمة جداً لكلا الجنسين، أي مهمة للإنسان في توليد طاقته الجسمية والصحية والعقلية. سعدنا بإقرار وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى تشكيل لجنة إشرافية لتنفيذ برنامج التربية البدنية للبنات خلال العام الدراسي المقبل 1438-1439، وفق الضوابط الشرعية، التي سترأسها الدكتورة هيا العواد، بحيث سينفذ على مراحل متدرجة بحسب الإمكانات الموجودة، إلى أن يتم تجهيز صالات متخصصة لذلك.
الرياضة عامل مساعد وأساس في تفريغ الشحنات السلبية من الجسد، وحافز كبير للنشاط والإيجابية، ومن أهم العوامل في تحسين الحال النفسية، فمن خلالها يطرد الجسم السموم التي علقت به، وأيضاً يطرد السموم النفسية كالقلق والاكتئاب والتوتر، وما لا يعلمه الكثير أن عدم ممارسة الرياضة سبب كذلك لتعاسة بعض الأفراد والعيش في خمول تام، ولنتخيل فقط فرداً يعيش ليأكل ويشرب وينام من دون أن يعمل مجهوداً بدنياً، هنا ليس فقط يكون تأثيره سيئاً على الجسم، بل على النفس، لما يشعر به من الضيق والتعب والإرهاق على أقل مجهود، فبعد ذلك كيف يستطيع أن يستوعب ويدرك المهارات الحياتية أو الدراسية أو المعرفية، ونقيس ذلك على أبنائنا الذين أغرقتهم الحياة العصرية في النوم ساعات طويلة، وخير دليل ما نشاهده الآن في فصل الصيف، حالة من التأزم التي تعاني منها أغلب الأسر في نوم الأبناء والسهر والخمول، بينما الرياضة والحركة تزيد النشاط، وتعطي حافزاً لهم بأن يكونوا أصحاء جسدياً وفكرياً، كم رددوا على أسماعنا مند الصغر «العقل السليم في الجسم السليم»، فهي عملية مترادفة ومتبادلة.
كما أن الرياضة تحفز العقل وتجعله مدركاً ومتفتحاً يساعد في امتصاص المعلومات، سواء أكانت معلومات دراسية أم مهارات حياتية، وتصنع بيئة مشاركة ومتفاعلة ومتبادلة الخبرات الرياضية والاجتماعية والإنسانية، وهذا ما يتعود عليه الأبناء مند الصغر، كيف يتفاعل ويشارك زملاء له، وكيف يتقبل الربح والخسارة، ويتعلم كيف يرتب الأولويات، وكم يبذل من الجهد، هذه المهارات ليست مهمة فقط في مجال الرياضة، بل هي أعمق من ذلك، بحيث تكون نمطاً وسلوكاً يعتاد عليه الطلاب والطالبات، وهذا أفضل مرات عدة من جعلهم يختبئون خلف أجهزة الشاشات أو خلف مواقع التواصل الاجتماعي أو العيش من دون هدف. الرياضة ليست لعبة معينة تتقن، بل هي إدراك ووعي بقدرات الإنسان ليكون أكثر إنتاجية وأكثر دقة في اتخاذ القرارات والتحدي في الاعتماد على النفس.

Haifasafouq@

الحياة اللندنية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :