facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أزمة الخليج .. التداعيات وحتمية الحوار


علاء خالد الضمور
19-07-2017 08:31 PM

لقد تابع العالم بأسره منذ الثالث من حزيران ما يشبه الحرب على مختلف الجبهات، ومنذ اندلاع فتيل الأزمة الخليجية غير المستجدة ونحن نرى حملات استقطاب مجنونة من جميع أطراف الخلاف في جو مستعر من الأفعال وردود الأفعال غير المنضبطة، نار حاولت الدبلوماسية التقليل من لهيبها دون جدوى، لأن تلك النار لم تكن لديها الرغبة بأن تصبح ثلجا أو جمرا.

إن الظروف التي سبقت ورافقت الأزمة تبدو وكأنها اختلافات مبدئية وعميقة بين الأشقاء، وإن بدى هذا الاختلاف جليا وأكثر فجاجة في وسائل الإعلام التي لن نتوقع أن تلعب دورا توفيقيا لبحثها الدائم عن الإثارة وشد المشاهدين لقطب ما، إلا أن هذه الخلافات تبدو سطحية وغارقة في الضآلة إذا ما تنبهت دول الخليج للمخاطر الجسام التي تحدق بالأمة من كل صوب، ويظهر لنا مدى استفادة أعداء الخليج والعرب جميعا من هذه الأزمة.

فعندما نحول الإعلام من وسيلة فاعلة لمواجهة داعش ومثيلاتها إلى أبواق لصب الزيت على النار هنا نكون قد أعطينا هذه التيارات المتطرفة إبرة الحياة، وعندما نشغل قوات الخليج في حماية إحدى دوله فنحن نحرم بقية الدول من تلك الحماية التي يجب أن تكون شاملة لجميع الأشقاء، فالهلال الشيعي الفارسي قد أصبح على أبواب تلك الدول وترتفع معه أصوات التحريض من الداخل، وعندما تدعي دولة ما قدرتها على حصار شقيقتها وترد الأخيرة بغرور المستغني المكتفي فهذا يعني باختصار استنزافا اقتصاديا وسياسيا يعطل جهود الحرب على الإرهاب ويقوض الجهود الرامية لمزيد من التنمية وجذب الاستثمارات.

إن تداعيات أزمة الخليج أكبر وأعمق من تخيلات أو توقعات لاعبيها الأساسيين، وأعتقد أنهم جميعا باتوا مضطرين لخوض معركة غريبة الأطوار، معركة لا رابح فيها سوى المتطرفين من دواعش وفرس، والخاسر فيها أطرافها جميعا بصورة تبدو ضبابية وتنطوي على شقوق وجروح اجتماعية وإنسانية قد لا تندمل بسهولة، ومن هنا تظهر الحاجة الماسة للجلوس على طاولة تكون فيها جميع الأطراف على مستوى واحد من الأهلية السياسية، ذلك الحوار الذي يجب أن يبنى على أسس واضحة من الأخوة المانعة للانزلاق، أسس تضمن الاحترام المتبادل، وتكفل بناء حصون منيعة تحمي حلم الوحدة من التحول لكابوس فوضى ودمار، وتجمع كلمة الشعوب والقيادات على تغليب المصلحة العامة على المصالح الضيقة وتضمن التآلف والتجانس لشعوب المنطقة جمعاء.

وستبقى القدس هي جرحي وجرحكم





  • 1 Baha jordan 19-07-2017 | 10:32 PM

    كلام راقي مثقف وتشخيص نابع من حرص على المصلحة عامة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :